عادت من جديد رحلات الشارتر الجوية المباشرة الروسية إلى منتجعات البحر الأحمر، حيث استأنفت روسيا رحلات الطيران العارض (الشارتر) بين موسكو والغردقة وشرم الشيخ بعد توقف دام 6 سنوات، حيث رفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد الحظر، اعتبرها الخبراء أنها بداية لتعافى القطاع السياحي المصري، مطالبين بالترويج الجيد وتوفير الدعايا التى تليق بالمقاصد السياحية المصرية للقدرة على المنافسة مع ضرورة عمل استطلاعات وتقصى لوجهات السائح الروسي خلال الفترات القادمة مع التشديد على الاجراءات الاحترازية فور استقبال الوفود.
عماري عبدالعظيم، رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية سابقًا يقول: عقب جائحة كورونا اختلفت السياحة في كل العالم حيث توقفت لفترة وحاليًا بدأ التعافي التدريجي عبر الرحلات الشارتر "العارضة" وليس من السهل التبؤ بقياسها خلال الفترات الحالية، ولكن تبقى عودة الرحلات أمر فى غاية الأهمية وكنا ننتظره من بداية الجائحة.
ويضيف "عماري": تنقصنا فى مصر وجود شركات أو مراكز بحثية تجرى استنباطات أو استقصاءات وتحليل لوجهات السياحة وسؤال الروس نفسهم أفضل الأماكن بالنسبة لهم وماذا عن السلبيات التى يواجهونها لتقويمها لتحقيق أكبر فائدة لاستقطاب العدد الأكبر من السياح خلال عطلتهم المقررة في روسيا، وتبقى مسألة جذبهم هى الشاغل الأكبر لما قبل التوقف عبر برامج جديدة في أماكن مختلفة والقدرة على إظهار المقاصد السياحية عبر دعايا إعلانية خلال الأسواق السياحية الجديدة بشرق أسيا وغيرها.
وتختلف رحلات "الشارتر" عن نظيرتها "التجارية" المنتظمة التي تقدمها شركات الطيران، فالرحلات التجارية تعني جميع الرحلات العادية - على سبيل المثال عندما تحجز مقعدك مع مصر للطيران إلى القاهرة أو طيران الإمارات إلى دبي. تعمل هذه الرحلات وفقا لجدول زمني محدد وتلتزم عادة بالجدول الزمني بغض النظر عن عدد المقاعد الممتلئة، فيما تعتمد رحلات الشارتر على وجود شخص واحد أو مجموعة (عادة منظمي الرحلات) يحجزون طائرة كاملة لغرض معين، ثم يحددون وقت المغادرة بناء على اتفاقية فردية مع شركة الطيران.
ومن جانيه، يطالب الدكتور على الإدريسي -الخبير الاقتصادي، بتشديد الاجراءات الاحترازية لكل السائحين القادمين إلى مصر عبر خطوط الطيران سواء روسي أو أمريكي، ولكن تبقى السياحة الروسية بالمليونية لأنها تأتى لمصر بأعداد أكبر من غيرها من الجنسيات الأخرى ومسألة عودتها ينعش بلاشك الخزانة المصرية عبر العملات الدولارية التى توفرها.
ويضيف "الإدريسي": نحتاج مع عودة الروسية لمزيد من الترويج للمقاصد السياحية المصرية والجديدة منها التى بدأت تتحرك مصر على الانتهاء منها سواء طريق الكباش أو حتى المتحف المصري الكبير، ويشير، تسيطر الشركات التركية على أغلب السياحة الروسية ولكن نأمل أن تكون وكلاء الشركات المصرية يكون لهم الكلمة الأكبر وأن يتعامل وكلاء السفر مصر على قدر من الاحترافية التى يتعامل بها غير المصريين مثل الشركات التركية مع السياح، فلابد من البعد عن المغالاة والمبالغة فى هامش الربح بعكس شفافية التعامل الشركات الدولية الأخرى.
ويواصل "الإدريسى": يمكن لنا أن نستغل عودة السياحة الروسية في الترويج لقدرة مصر لاستضافة أكبر عدد من الجنسيات المختلفة على مستوى أوروبا أو الشرق الأسيوي كما نحتاج لصياغة برامج جديدة بعروض جاذبة وتخفض رحلات الطيران العارض نحو 20% من تكلفة السفر، وبذلك تصل التكلفة الإجمالية لرحلة مدتها أسبوع واحد إلى مصر لنحو 210-365 دولار.
والأفضل من ذلك، أن رحلات الشارتر تعود في نفس الوقت الذي يحصل فيه الروس على إجازة طويلة مدفوعة الأجر "أيام من دون عمل" بسبب تدهور الوضع الوبائي في البلاد، والذي توقع اتحاد منظمي الرحلات السياحية في روسيا أنه سيؤدي إلى زيادة عدد السياح الوافدين إلى الغردقة وشرم الشيخ.
ومن المتوقع أن الاستئناف الكامل للرحلات الروسية إلى مصر قد يدر نحو 3 مليارات دولار من عائدات السياحة السنوية، حسب تقديرات بنك جولدمان ساكس. لكن تقديرات وزارة السياحة ترجح وصول مليون سائح روسي إلى مصر هذا العام، مما يعني أننا سننهي العام بمليار دولار فقط من عائدات السياحة الروسية.