أكدت النائبة ريهام عفيفي عضو لجنة الشئون الخارجية والعربية والإفريقية بمجلس الشيوخ، أن عودة الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر بعد فترة انقطاع طويلة، وبناء على رغبة أمريكية، يؤكد مدى تقدير الإدارة الأمريكية لحجم وقوة الدور المصري الذي أصبح لا غني عنه في الإسهام في حل قضايا وأزمات منطقة الشرق الأوسط.
وقالت عفيفي في بيان صحفي: إن طلب وزير الخارجية الأمريكي بلينكن خلال لقائه بنظيره المصري سامح شكري علي هامش اجتماعات الأمم المتحدة الأخيرة الذي أعلن فيه بوضوح رغبة أمريكا لعودة الحوار الاستراتيجي مع مصر، يؤكد قوة دور وتأثير القاهرة فيما يحدث على الساحة في منطقة الشرق الأوسط ، لافتة إلي أن العلاقات العسكرية بين البنتاجون والجيش المصري لم تنقطع وكذلك العلاقات الاقتصادية ، حتى فى ظل وجود بعض الخلافات التي تطرأ بين الحين والآخر في الجانب السياسي.
وأضافت عفيفي: “ما يُكسب عودة الحوار الاستراتيجي أهمية خاصة فى هذا التوقيت، هو ما نشهده في العالم الآن من تطورات سريعة وحادة علي كافة المستويات السياسية والاقتصادية والتحالفات الدولية بين الدول الكبرى وغيرها من الدول ذات المراكز الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، والشرق الأقصى”، مؤكدة أن نجاح سياسة مصر الخارجية في إقامة علاقات دولية متوازنة قائمة علي المصالح المشتركة مع دول الغرب والشرق دون الانحياز إلي جانب علي حساب الآخر، هو ما دفع الجانب الأمريكي لطلب عودة الحوار الاستراتيجي والدفع به إلي آفاق أوسع في التعاون في كافة الملفات المهمة في المنطقة.
وتابعت أن نجاح الدبلوماسية المصرية وشفافيتها في طرح قضايا الإقليم وأي قضايا دولية تشتبك معها مصر بشكل أو بآخر، أعطي مصر مصداقية عالية وثقة في التعامل بما تقدمه مصر من خبرات ورؤية متكاملة في قضايا مواجهة الإرهاب، وحل النزاعات عن طريق الحوار وبالطرق السلمية ، وأن مصر قدمت مبادرات سياسية متعددة في قضايا المنطقة .. في الملف الليبي الذي وجد تطابقا بين وجهة النظر المصرية والأمريكية ، وأيضا في ملف سد النهضة الذي وجد دعما أمريكيا لحق مصر في حصتها من المياه
وأوضحت عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ أن الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي برهن على قوة دور القاهرة في التعامل مع حل عدد من الأزمات والقضايا الدولية والإقليمية ، وأن التعاون الاستراتيجي بين الدولتين والتشاور الدائم يتيح الوصول إلي تفاهمات مشتركة أو حد أدني من التوافق حول القضايا المتعلقة بالأزمة السورية في ضوء التطورات الأخيرة وكذلك الأمر فيما يتعلق بأمن الخليج وإيران .
وأكدت عفيفي أن العالم وهو يعيد ترتيب أوراقه يضع مصر وسياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية أمام مسئولية كبيرة باعتبارها مركز الحركة في المنطقة ، والقادرة علي التأثير بسبب الاستقرار الذي تعيش فيه الأمر الذي دفع الإدارة الأمريكية للإشادة بأداء مصر في ملف المناخ والاقتصاد الأخضر، والالتزام بالتعاون العسكري ومكافحة الإرهاب وأمن الحدود والبحار، والإعراب عن عزم الدولتين على تعزيز التعاون القضائي خاصة في مكافحة الجريمة العابرة للحدود.