لا يستطيع أحد أن ينكر الدور الكبير الذي حققته إنشاءات الطرق في مصر خلال الفترة الحالية في التخفيف من أزمة المرور، إلا أنه وفقًا لأسلوب حياة البشر إذا ذُكر الزحام ذُكرت القاهرة التي احتلت المرتبة العاشرة عالميًا في القائمة الدولية لأكثر الدول سكانًا وفقًا لتقرير (آفاق التحضر في العالم) الذي أعدته إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة لعام 2014 م، وتعد القاهرة ثانية مدن العالم الأكثر ازدحامًا وفق دراسة لمركز معلومات مجلس الوزراء، ويعتبر ذلك طبيعيًا نظرًا لكون القاهرة هي أكبر مدينة في الشرق الأوسط ومن أقدم عواصم العالم وأكثرها استقبالًا لهجرات من الأقاليم المحيطة بها، لذا لم يكن غريبًا أن تأتي القاهرة الثرية بمعالمها على رأس قائمة أكثر مدن العالم سهرًا، وهناك بعض التجارب الإلكترونية التي تم تفعيل بعضها جزئيًا في هذه المدينة الشديدة الزحام يمكن تطويرها والاستفادة منها للتعامل ولو جزئيًا مع الزحام.
يأتي على رأس هذه التجارب العمل على نشر ثقافة الـ TeleWork التي دعا لها الأستاذ الدكتور أسامة عقيل، وتعتمد هذه الثقافة على أن ينجز أكبر عدد ممكن من الموظفين أكبر جانب من عملهم بعيدًا عن مقر العمل باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة والإنترنت، وبالتالي تقل رحلاتهم على الطرق من وإلى العمل.
كما انتشرت في الفترة الأخيرة استخدامات مفيدة للهاتف المحمول في هذا المجال كخدمة GPS التي تمكنك من معرفة خريطة مختصرة للمكان الذي تقصده بما يشتمل عليه ذلك من إيضاح للطرق الفرعية البديلة، وكذا تطبيقات الهاتف التي تدلك على حالة الطريق – هل هو مزدحم أم خال ؟ - وأهمها برنامج "بيقولك" هذا خلافًا للتطبيقات البرامجية التي يجمع من خلالها الاشخاص بعضهم بعضًا للذهاب لذات المكان بذات السيارة وهو ما يطلق عليه نظام الـ Carpooling.
وإذا كان البعض يعيبون على الحلول الإلكترونية السابقة أنها قاصرة على نسبة 5% فقط من مستخدمي الطرق -وهم من يستطيعون استخدامها- فإن هناك حل نصف إلكتروني يعتمد على فكرة تنظيم الزحام إن لم تستطع القضاء عليه، مثل تعميم إشارات المرور الإلكترونية في كل الطرق، وتوفير تصوير كامل للطرق عبر تلك الإشارات في أوقات الزحام مما يساعد في وضع خطة سريعة لحل المشكلات الطارئة من مركز لإدارة الأزمات يبتكر حلولًا ملائمة كل ساعة.
آراء حرة
زحمة المرور
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق