فيودور دوستويفسكي فيلسوف وروائي روسي، يعد واحد من اشهر الفلاسفة في العالم، اشتهر بروايتيه "الجريمة والعقاب " و"الإخوة كارامازوف" ولد في مثل هذا اليوم 11 نوفمبر عام 1821، قدم العديد من الروايات التي مازالت تحقق نجاحات كبيرة حتى الآن وتناولت أعماله الجانب النفسي والوجودي للنفس البشرية، كما جسدت أعماله الصراع النفسي الذي عانى منه المجتمع الروسي خلال حقبة مضطربة سياسيًا واجتماعيًا في القرن التاسع عشر.
تم تصنيفه من قبل علماء النفس كأحد أكثر الكتاب تأثيرًا في عالم الأدب، ونشر أول رواية له عند بلوغه الخامسة والعشرين من عمره، وكان شابًا ذكيًا، نبغ في دراسته الأكاديمية، وتخرج الثالث على دفعته من كلية الهندسة، وكانت روسيا في ذاك الوقت تمر بمرحلة مضطربة سياسيًا، وتم إجبار دوستويفسكي وإخوانه على أداء الخدمة العسكرية التي كان يكرهها بشدة.
عانى في شبابه من عدة صراعات، وقد تم اعتقاله أثناء مشاركته في نشاطات ثورية وحكم عليه بالإعدام، ولكنه حصل على العفو في آخر لحظة، وكانت صحته متدهورة، حيث عانى من نوبات الصرع.
ولم تمنعه مشاكله الصحية من الكتابة، وواصل كتابة روائعه الأدبية وبالرغم من نجاح أعماله الأدبية، إلا إنه مر بأزمات مادية وصحية متعددة خلال حياته، وتغلب على تلك العقبات، وأصبح أحد أشهر الكتاب الروس على مر الزمان.
في عام 1838، انضم إلى معهد نيكولايف للهندسة العسكرية، ولم يحب فيودور المعهد على الإطلاق، وشعر فيه بعدم التكافؤ، وكان فيودور يتمتع بروحٍ طيبة، مما جعله يكافح الفساد ويساعد المزارعين الفقراء، وفي عام 1839، بدأ يعاني من نوبات الصرع بعد وفاة والده، ومع ذلك واصل دراسته ونجح في اجتياز الاختبارات.
انضم إلى رابطة بيتراشفيسكي الأدبية، وهي مجموعة نقاشية معارضة لنظام حكم القيصر الاستبدادي، وفي عام 1849، أصدر الامبراطور نيكولاس الأمر بإلقاء القبض على أعضاء الرابطة، وحكم عليهم بالإعدام وتم العفو عن دوستويفسكي في آخر لحظة، وتم تغيير الحكم إلى النفي لمدة أربعة سنوات في سيبيريا، لكن الحادثة تركت أثرًا عميقًا فيه، ظهر في كتاباته اللاحقة.
وعلى الرغم من اتساع شهرته، إلا أن أوضاعه المادية كانت متدهورة بسبب إدمانه للمقامرة، وعندما تم نشر أول جزأين من رواية "الجريمة والعقاب" في أعداد يناير وفبراير لعام 1866 من مجلة "The Russian Messenger"، ازداد عدد المشتركين بالمجلة لنحو 500 مشترك جديد، أسس مع زوجته دارًا للنشر، ونشر رواية "الشياطين Demons" في عام 1873، وحقق الكتاب نجاحًا، وبِيع منه 3000 نسخة تقريبًا.
توفي عام 1881 بسبب إصابته بنزيفٍ في الرئة، واعتبر أحد أعظم الرواة في العصر الذهبي للأدب الروسي، وتمت ترجمة أعماله لأكثر من 170 لغة مختلفة، وتحول المنزل الذي كتب فيه أول وآخر رواياته إلى "متحف دوستويفسكي" في عام 1971.