خسرت المعارضة اليسارية الوطنية فى مصر.. معارضًا وطنيًا من نسيج خاص الاستاذ عبد الغفار شكر القيادي البارز فى حركة الاحزاب الوطنية فى تاريخ مصر الحديث.
الذي كان يتسم بالثبات على المبادئ والتواضع والبساطة وضعًا مصلحة الوطن العامة فوق اي حسابات شخصية.
تعرفت عليه عن قرب باعتباره استاذي الاول فى حزب التجمع منذ تأسيسه فى ابريل 1976.. وكان احد رموز هذا الحزب ومن قياداته المشهود له، حيث كان الصانع الاساسي للوثائق الحزبية " برنامج الحزب السياسي ولائحته التنظيمية " وحتي برامجه المطلبية للفئات المختلفة، حيث كانت تصدر الوثائق بعد نقاش جماعي.
كما كان الاستاذ عبد الغفار شكر صاحب برنامج الحزب عن المحليات واهمية ان يتحول الى حكم حقيقي من اجل تطبيق اللامركزية لتحقيق التنمية فى بلادنا.
وقد تعلمت واحببت منه فهمه الراقي لدور المحليات واهمية المجالس الشعبية المنتخبة لاهميتها فى المشاركة والرقابة وصناعة القرار مع أخمية تطوير القانون.
وكان الدافع الاساسي نحو تأليف كتابي الاول " خبايا واسرار المجالس المحلية فى مصر " الذي صدر 1988 عن سلسلة المكتبة الشعبية لدار الثقافة الجديدة.. حيث كان مشجعًا ومحفزًا وهو الاستاذ.
كما كان له الفضل نحو اقامة المؤتمر الاول للمحليات بحزب التجمع والذي شارك فيه عدد كبير من المهتمين بالمحليات من اعضاء حزب التجمع.. وكان دافعًا نحو مسئوليتي لامانة المحليات بالامانة المركزية للحزب.
ومن لا يعرف أ عبد الغفار شكر فهو المعارض الوطني الامين الذي كان يستخدم المعلومات والحجج العلمية والموضوعية فى مواجهة خصومه السياسيين.. بعيدًا عن النرجسه والانانية مع وضع اهداف محدده للمصلحة العامة، لذا كان محل احترام وتقدير من الخصوم قبل الاصدقاء لما يقدمه من ابحاث او دراسات او مقالات او كتب هامة للحياة السياسية باعتباره صاحب فكر ومواقف واضحة لا تعرف لتلوين او المصالح الخاصة.
وكان رحمة الله عليه صاحب وجهات نظر تخدم على العمل الحزبي والسياسي منذ ان كان محاضرًا ومسئولًا فى منظمة الشباب الاشتراكي حيث قدم كتابًا هامًا عن تلك التجربة فى اعداد الشباب المصري للعمل العام وهو الكتاب الذي يحمل عنوان " منظمة الشباب الاشتراكي تجربة مصرية فى اعداد القيادات " 63 – 67 "، وكتابه عن التنظيم الطليعي فى الوطن العربي تجربة الرئيس جمال عبد الناصر.
فضلا عن كتابه التعليمي الخاص " التنظيم والتثقيف " الذي الفه ليكون عونًا لاعضاء التجمع واتحاد الشباب التقدمي.
ويضاف الي جهود " شكر " أنه صاحب افكار مدارس الكادر التى اقيمت لرفع المستوي الثقافي والفكري فى برامج متكاملة فى العلوم السياسية والتنظيم والتثقيف ونقل الخبرات العملية وكان يعقد دارس الكادر فى كثير من محافظات الجمهورية.
وللمعلم عبد العفار شكر مواقف راقيه سياسيًا تعكس الروح الاخلاقية لديه حيث اصر علي الابتعاد والخروج من حزب التجمع دون نزاعات او تراشق وتوجه الى بناء حزب التحالف الشعبي الاشتراكي وذلك للحفاظ على المبادئ الاساسية والثوابت دفاعًا عن الديمقراطية وقضايا الوطن التى تهم المواطنين وتواجه الفساد من اجل العيش الكريم وبعيدًا عن الانتهازية السياسية.
ولا افشي سرًا أن الاستاذ عبد الغفار شكر هو صاحب فكرة انشاء " تكتل للمعارضة البرلمانية " فى مجلس النواب 2016 " الفصل التشريعي الاول ".
حيث قام بالاتصال بي مهنئًا لنجاحي فى الانتخابات البرلمانية ومطالبًا بالتنسيق مع النائب هيثم الحريري من أجل العمل مع نواب شرفاء لتكوين تكتل المعارضة البرلماية الذي اصبح واقعًا وعرف بـ " تكتل 25 – 30 " بما فيه من نواب رفعوا لواء المعارضة فى تجرد من اجل المصلحة العامة قدر امكانهم فى الرقابة والتشريع واصحاب مواقف معلنه فى مجلس النواب.
كما ظل عبد الغفار شكر رغم مرضه مشاركًا ومتشابك مع كافة معارك الوطن السياسية دفاعًا عن راية العيش والحرية والديمقراطية رافعًا راية المصلحة العامة الوطنية.
ويبقي الفخار والعزاء لكل ابناء قرية " تيره " – " نبروه بالدقهلية " والى اسرته وكل الشرفاء وعزائنا لانفسنا لافتقادنا قامة سياسية عالية من طراز فريد.
والعزاء الاخير ان اعماله وكتبه ومقالاته ودراساته وابحاثه ستظل نبراسًا لمن يحب هذا الوطن.
