رحلت عن عالمنا، مساء اليوم الأربعاء، الفنانة التشكيلية الكبيرة جاذبية سري، وهي واحدة من رائدات الحركة التشكيلية المعاصرة في مصر والوطن العربى. حيث خاضت رحلة طويلة مع الفن التشكيلي، تجاوزت سبعة عقود، قدمت خلالها انتاجاً فنياً متنوعاً جابت بها مختلف دول العالم. حتى فقدناها عن عمر يناهز الـ96عاماً.
كتب الفنان حمدى أبو المعاطي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك : "تنعى الحركة التشكيلية المصرية بمزيد من الحزن والألم وفاة المغفور لها الفنانة القديرة جاذبية سري إحدى رائدات الحركة التشكيلية المعاصرة. رحمة الله عليها وادخلها فسيح جناته" .
وأضاف :" ستشيع الجنازة غدا الخميس من مسجد مصطفى محمود بعد صلاة الظهر".
ولدت جاذبية سري لعائلة كبيرة من الطبقات الأرستقراطية عام 1925، حيث عاشت فترة في منطقة المنيل، ثم انتقلت بعد ذلك إلى بيت جدها في منطقة الحلمية. لتعيش بين عائلة غنية بالثراء الفني، حيث تصادف أن صديق عمها هو الرسام أحمد صبري. كما أثر فيها عم يهوي تقليد اللوحات الفنية، مما جعلها تعشق الفن وتقرر دخول كلية الفنون الجميلة وتحصل على الشهادة الفنية عام 1949.
سافرت جاذبية سري إلى باريس، ومنها إلى، روما ولندن، حتى أصبحت قادرة على تدريس الفن بصورة جيدة في مصر. فعملت مدرسة تربية فنية بمدارس المعلمات العليا، ثم مدرسة بالمدارس الثانوية الفنية. وبقيت لفترة مدرسة بالمعهد الخاص بالمنيل والمعهد الفرنسي بالقصر العيني. كما عملت كأستاذ التصوير بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان حتى عام 1981، ومنها إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة في العامين التاليين.
خلال رحلتها، حصلت سري على العديد من منح الزمالة من جامعات مختلفة حول العالم، من ضمنها جامعة لندن. كما كانت عضو نقابة الفنانين التشكيليين منذ إنشائها عام 1979، وعضو جمعية محبي الفنون الجميلة بالقاهرة، وعضو جماعة الحفارين المصريين بالقاهرة، وعضو جماعة الكتاب والفنانين، وعضو جمعية فناني وكالة الغوري بالقاهرة، وعضو لجنة الفنون التشكيلية سابقًا بالمجلس الأعلى للثقافة.
قدمت الفنانة جاذبية سري كل ما هو جديد ومتميز وخارج عن المألوف في الفن التشكيلي. لذلك، كانت لها الصدارة والشهرة.
كما عملت الراحلة على تقديم فن ذو قيمة جمالية عالية يعمل على إخراج المشاهد من الواقع ليدخل في عالم مختلف تماماً، من الخيال البحت الذي يتعايش معه المشاهد للحظات في عالم من الجمال والسحر.
أقامت سري ما يزيد عن سبعين معرضًا فنيًا لرسوماتها في العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة. أشهر ما عرضته كانت لوحة "نشر الغسيل"، والتي تعد من أهم أعمالها. ونظرًا لتفرد فنها وأسلوبها، فقد وقع اختيار متحف المتروبوليتان في نيويورك والعديد من المتاحف الكبرى في أمريكا وفرنسا لعرض لوحاتها في معارض متخصصة.
