عندما يفكر الشخص فى الانتقام من آخر، يبدأ فى البحث عن طرق غير مشروعة لتنفيذ مخططه، دون النظر إلى العواقب التى قد تترتب على ذلك حتى لو كانت السجن، وهذا ما فعلته «م.ع- طالبة فى المرحلة الإعدادية»، فقد قررت أن تنتقم من مدرس كان يراقب عليها أثناء أدائها الامتحان، واتهمته بالتحرش بها وملامسة مناطق حساسة من جسدها، وذلك بعدما قام بأخذ هاتفها المحمول فور رؤيتها تغش منه، الأمر الذى أصابها بالغضب وجعلها تحرر محضرا ضده، وتم ضبطه والتحقيق معه وإحالته للمحاكمة ولكن بعد ذلك ثبت كذب روايتها، وأنها كانت ترغب فى الانتقام منه.
تفاصيل كثيرة حول الواقعة كشفتها التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة بشمال الجيزة، والتى بدأت بتلقى ضباط مباحث قسم شرطة الدقي، بلاغا من عامل يؤكد تعرض نجلته طالبة فى المرحلة الإعدادية تدعى «م. ع- 13 عامًا»، للتحرش وهتك العرض على يد مدرس يدعى «ص. خ» فى العقد الخامس من العمر، خلال أدائها الامتحانات الخاصة بها، حيث إنه فوجئ بنجلته قد حضرت إلى المنزل بعد انتهاء امتحاناتها وهى فى حالة انهيار وقد أخبرته بتعرضها للتحرش وقيام أحد المراقبين على لجنة امتحاناتها «مدرس» بملامسة مناطق حساسة من جسدها.
وأضافت التحقيقات، أنه تم استدعاء صديقة الطالبة التى كانت معها داخل اللجنة وسؤالها عن تفاصيل الحادث أكدت هى الأخرى أن المدرس تحرش بالمجنى عليها وأكدت رواية صديقتها، وبناء على ذلك صدر قرار بضبط وإحضار المدرس للتحقيق معه، وتمكنت قوة أمنية من القبض عليه، وإخطار النيابة بسؤاله أكد خلال التحقيق معه بأن الطالبة كاذبة والرواية التى قصتها لا صحة لها، مشيرا إلى أنه تم انتدابه للمراقبة على امتحانات المرحلة الإعدادية فى إحدى المدارس الكائنة بمنطقة الدقي، وبالفعل استلم الانتداب الخاص به وذهب لتنفيذه.
وأوضح، أنه فى يوم أداء الطالبات لامتحان اللغة العربية وخلال تواجده باللجنة الخاصة بالطالبة مقدمة البلاغ فوجئ بها تخرج هاتفها المحمول وتقوم بالغش منه، الأمر الذى دفعه للتوجه إليها وسحب الهاتف منها وسلمه لرئيسة اللجنة وقد طلب منها عدم تحرير محضر غش للطالبة حتى لا يضيع مستقبلها وتحرم من أداء الامتحانات، وبالفعل لم يتم تحرير محضر غش لها، ومن ثم فوجئ المدرس بعد ذلك بتحرير محضر تحرش له على الرغم من أنه لم يقترب من الفتاة، وقد صدر قرار بإخلاء سبيله بكفالة مالية ألف جنيه، وقد طالبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة، خاصة بعدما استمعت النيابة لأقوال الطالبة التى أكدت قيام المدرس بالتحرش بها ولمس مناطق حساسة من جسدها خلال تواجدها باللجنة.
وقد أمرت النيابة بإحالة الواقعة لمحكمة الجنايات فور اكتمال أوراق القضية وورود تحريات الأجهزة الأمنية التى ثبت من خلالها كذب رواية الطالبة حيث تبين أنها شعرت بالغضب فور قيام المدرس بأخذ هاتفها منها، لذلك قررت الانتقام منه فاتفقت مع صديقتها على أن تحررا محضرا ضده وتتهماه بالتحرش بها، وبعد تداول القضية لعدة جلسات قضت محكمة جنايات الجيزة ببراءة المدرس من تهمة التحرش وهتك العرض.
