عندما التقيتُه في المرة الأولى قادمًا من أقصى حلمه إلى مكتبي.. قص عليَّ ما عاناه في بلاط صاحبة الجلالة، كان الشاب يقترب من الأربعين، ولم يتسنَّ له الالتحاق بأية مؤسسة صحفية كي يحقق حلمه بالحصول على عضوية نقابة الصحفيين.
أدركتُ على الفور عُمق مأساته، كان أسامة موهوبًا نقيًا صادقًا في التعبير عن حُبه للمهنة وانتمائه لها، وعدتُه بتحقيق حلمه وألحقته بالقسم القبطي مشرفًا عامًا عليه. أذكر اليوم الذي أبلغتُه فيه بخبر تعيينه، كان كالطفل يقفز من شدة الفرح ؛فها هو يقترب من تحقيق ما طال انتظاره أخيرًا. بعدها بأيام قليلة أخبرني شقيقه بمرضه المفاجئ، بذلنا كل ما في وسعنا لإنقاذه ولكن القدَر سبقنا، استغربتُ حال الدنيا!! أما كان للموت أن ينتظر قليلا كي يحقق أسامة حلمه؟! لكنها إرادة الله أن يرحل الفتى عابرًا في سطور الكلام..
سلامًا إلى تلك الروح المريرة التي حلقت على بوابتنا، فمنحتنا بعضًا من الشجن وطوقتنا بالسلام، عم سلامًا يا صديقي.. سلِّم على أهلنا هناك.. وانتظرني.
آراء حرة
عبدالرحيم علي يكتب.. عم سلامًا يا أسامة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق