استغاثات ونداءات وربما صرخات مكتومة من المواطنين القاطنين في منطقة المقطم بوسط القاهرة بسبب سوء أحوال الشوارع والطرقات الداخلية والعمومية الرئيسية على السواء، وأشياء أخرى سنعرضها تباعا وتظهر للأسف الشديد مدى العشوائية والفساد والإهمال التي يعيشها المسؤولون هناك في حي المقطم القريبة من وسط البلد ومدينة نصر وطريق 4 صلاح سالم، وهي منطقة تتميز بالخصوصية الشديد والرقي لأنها في الهضبة العليا والمتوسطة، وأعلى مكان على المستوى الجغرافي في مصر، ذات هواء نقي متميز بحيث لا يمكن لأحد السكان في مكان آخر، إذا جرب السكان هناك لفترة، وهي أي المقطم، ربما الأعلى سعرا في قيمة الشقق التمليك والإيجار والتي تصل في أدناها إلى ما يقارب الـ4 آلاف وأعلاها الـ10 آلاف شهريا، بينما التمليك يصل سعره الى المليون وبعضها يصل سعر الشقة إلى 6 ملايين جنيه! ورغم ذلك تجد أحوال الشوارع الداخلية لا تسر عدو ولا حبيب ولا عاقل وربما لا تسر مجنون أيضا لأنها لا يمكن تقبلها عقليا! ولا يمكن أن تسير عليها بقدميك ولا بالسيارة على الإطلاق لصعوبة اختراق المطبات المتوالية والمتعددة الأشكال والأنواع في الشارع الواحد، ناهيك عن الحفر بسبب اعتياد البوابين رش الأرض بالمياه شتاء وصيفا باستمرار، دون وعي مما يؤدي إلى ظهور الحفر، فضلا عن القمامة والكلاب الضالة، وهناك ظاهرة روابط البوابين هناك، الذين يرتاعون في المنطقة كيفما يشاؤون ودون ضابط لهم أو سيطرة على أعمالهم هناك، ومعظمهم يعملون على التكاتك القاتلة والتي غزت الحي العريق بشكل كبير وزادت عشوائية وانهيار وتسببت في حوادث كثيرة ومتعددة فضلا عن تجارة المخدرات فيها التي يساعد انتشارها وجود التوكتوك وغياب الدوريات الأمنية الليلية غالبا ودخول البوابين في هذا العمل ساعد على سهولة توزيعها للمرتادين من الزبائن بشكل كبير بين شباب المنطقة التي تكتظ بالجامعات والمعاهد التعليم العالي والمدارس الخاصة والدولية! على كل حال فقد غابت المحليات في أمور كثيرة عن القيام بدورها الطبيعي والذي انكشف في زيادة المخالفات في البناء قبل قانون التصالح والتعدي على حرمة الطريق العام وإعاقة حركة المرور نتيجة عدم وجود ضباط تنظم حركة المرور بقوة وحزم ! وعندما تنظر الى شوارع المقطم الداخلية خاصة شارع 17 و81 و83 وشارع الجزيرة وكريم بنونة والمفارق والسبعين فدان والزلزال ومناطق عديدة حولها تشعر كأنك تعيش في أدنى المناطق تحضرا وأقلها في تقديم خدمات للمواطنين بالرغم من سعر الشقق الذي يفوق المليونين جنيه، حيث تجد أهوال ما لا عين رأت، من حيث القاذورات الملقاة والطرق المغلقة أمام المدارس المختلفة والباعة الجائلين والكلاب الضالة المسعورة والشباب الباحث عن معاكسة البنات هناك والتكاتك المنتشرة يقودها أطفال وشباب يشربون المخدرات وسوابق وغيرهم، الأمر الذي بحاجة فعليا لتدخل المحليات والقيام بدورها الطبيعي تجاه هذا الحي العتيق وغيره من أحياء القاهرة والجيزة وباقي المحافظات حتى يشعر الناس بالتغيير الجاد والاستقرار والثقة في مؤسسات الدولة والدخول الى الجمهورية الجديدة بحق والتي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي مرارا وتكرارا، في ظل المشروع الكبير والعالمي الذي تقوده الدولة تجاه الفقراء والمحتاجين وهو مشروع حياة كريمة والذي ندعمه جميعا ونؤيده من أجل استقرار وطننا الغالي الحبيب مصر، فلا بد أن تقوم وزارة المحليات بدورها كما ينبغي وأن تستمع بقوة إلى صرخات المواطنين الذين يبحثون عن العيش الآدمي والسكن الصحيح والأرض الممهدة والسليمة بدون تعثر، فقد قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قبل وهو خليفة المسلمين: "لو تعثرت دابة في العراق لسئل عنها عمر " اللهم إني بلغت، اللهم فأشهد.
آراء حرة
شوارع المقطم وغياب المحليات!
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق