وصلت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، إلى العاصمة الفرنسية باريس وتحمل في جعبتها عددا من الأهداف التي تسعى لتحقيقها خلال الزيارة التي تستمر عدة أيام وتلتقي خلالها بالرئيس إيمانويل ماكرون، وتعد تلك الزيارة الخارجية الثالثة لـ"هاريس" منذ توليها منصبها قبل نحو عام.
ويأتي على رأس أهداف زيارة نائبة بايدن إلى فرنسا، هو إنجاز المصالحة مع العملاق الأوروبي، بعد الصدمة الكبيرة التي تلقتها منتصف سبتمبر الماضي جراء الإعلان عن "تحالف أوكوس" بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، والذي تمخض عنه إلغاء الأخيرة لصفقة الغواصات مع فرنسا والتي وصلت قيمتها إلى 60 مليار دولار وأبرمتها شركة فرنسية لبيع غواصات تعمل بالديزل لأستراليا.
وتأتي الزيارة في إطار احتواء الأزمة التي نشبت بين باريس وواشنطن جراء صفقة الغواصات، لاستكمال الجهود التي بدأت بزيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أوائل أكتوبر المنصرم إلى باريس.
وقالت هاريس، لدى وصولها إلى باريس "من الجيد أن أكون في فرنسا، وأنا أتطلع إلى أيام عدة من المناقشات المثمرة التي تعزز علاقتنا".
وسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن كذلك إلى حل الخلاف خلال اجتماع مع ماكرون الشهر الماضي حين قال للرئيس الفرنسي إن حكومته كانت "خرقاء" في الطريقة التي تعاملت بها بصفقة الغواصات مع أستراليا.
وقبل عودتها إلى واشنطن، ستشارك هاريس بعد غدا الجمعة في مؤتمر باريس حول ليبيا، لتشجيع إجراء الانتخابات العامة في البلد العربي والمزمع إجرائها في 24 ديسمبر المقبل، ومؤتمر باريس بشأن ليبيا، هو مسعى دبلوماسي يسعى لوقف تدفق المهاجرين الساعين للهرب من هذا البلد الذي يشهد صراعا، إلى أوروبا.
وقال مسئول كبير في البيت الأبيض "نريد بناء ليبيا مستقرة ومزدهرة خالية من التدخل الأجنبي وقادرة على مكافحة الإرهاب داخل حدودها".
وتحضر نائبة الرئيس الأمريكي منتدى السلام مع قادة آخرين من أنحاء العالم، إلى جانب حضور احياء الذكرى السنوية لانتهاء للحرب العالمية الأولى، حيث ستزور مقبرة سورين الأمريكية في ضواحي العاصمة.
وأوضح مسئول كبير في البيت الأبيض أن كلمة كامالا هاريس في منتدى باريس للسلام غدا الخميس سيركز هذا العام على التعافي من فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وستتطرق إلى "الأزمات العالمية الكبيرة والمتقاربة".
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن من بين أهدف زيارة هاريس لباريس، هو التأكيد على الدعم الأمريكي لفرنسا، للمهمة العسكرية الفرنسية ضد الإرهاب في منطقة الساحل وخطط تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية.