احتفى مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة الفنان مازن الغرباوي بالمسرح العراقي ورموزه خلال ندوة ضمن فعاليات المهرجان بحضور الدكتور جبار جودى نقيب الفنانين العراقين وأدار الندوة د. مصطفى سليم الذي أشاد في بداية الندوة بالمسرح العراقي وبما يطرحه من أفكار وبما يناله من جوائز في المهرجانات المسرحية ، كما ذكر أسماء الكثير من الفنانين العراقيين .
في البداية تحدث نقيب الفنانين العراقيين عن المسرح العراقي قائلا : نحاول دائما أن نكون فى الصفوف الأمامية ، وحرصا من نقابة الفنانين العراقيين أن نكون دائما متواجدين فى الصف الإقليمي والعربي بعدة مستويات، كما نحرص على أن نقدم الرعاية الكاملة لكل المسرحيين العراقين ، الحراك المسرحي العراقي بدأ يستعيد عافيته ، فالحقيقة لدينا مشاكل مهمة من ضمنها الإدارات الفنية فلا يوجد فى الأكاديميات تدريس مادة الإدارة الفنية ونعتمد بشكل أكبر على الموهبة ، لذلك أصبحت الإدارة الفنية متعسرة ، هذه الأجواء هى من جعلت من المسرح متعثرا ، فعلي سبيل المثال لا يوجد لدينا مهرجان دائم كل عام .
وأضاف جبار جودى : حرصت النقابة أن تتصدر المشهد الفنى من خلال بروتوكول التعاون مع الهيئة الدولية للمسرح ، ومهرجان شرم الشيخ الدولى حرص على الاهتمام به لما يشكل من زخم بالفاعليات لذلك حرصنا على التواجد .
وقالت الفنانة آسيا كمال ، بدايتي كانت فى المسرح القومى ، وكانت بداية صحيحة كما كانت تلك البداية مع عمالقة كبيره من المخرجين المسرحين ، وتعلمت على أيديهم أبجديات المسرح ، ثم التحقت بمعهد الفنون الجميلة وهو الذى ثقلني ثقلا كبيرا ، و فى المسرح القومى عملت لأكثر من 42 سنة تخللتها الأعمال التلفزيونية ، وشهادتي مجروحة فى المسرح العراقي لأنه من علمنى.
وقال الفنان العراقي رائد محسن ، أول مهرجان شاركت فيه بحياتى مهرجان القاهره عام 88 ، الجيل الذى أنتمى له فى مسرح العراق هو جيل الثمانينات ، وأطلق عليه اسم جيل الموت ، لأنه عاصر الحروب ، ففى السبعينات المسرح كان اجتماعيا ، أما فى الثمانينات تغير المسرح بسبب الموت والحروب ، وبعد انتهاء الحرب الاولى ، دخلنا علي الحرب الثانية التى كان بها الموت والحصار وبدأت الأعمال أيضا تتحدث عن الموت والحصار ، وهذا خدم المسرح العراقي لأنه أبعده عن المباشرة وأعتمد علي الصوره والتأمل ، مشكلة جيلنا هو تكرار الفكرة الواحدة وهى فكرة الموت ، لا أحد أستطاع أن يتخطى تلك الفكرة ، فأنا أتمنى أن نقدم عرضا مفرحا يدل أن بلدى يعيش بسلام .
وقال المخرج والباحث الدكتور محمد سيف : كان على المسرح العراقي أن يموت منذ زمن ، ولكن لحسن الحظ كان له مؤسسون حقيقيون كبار، فكان هناك العديد من الأساتذة ممن يدرسون ، فخرجت أجيال مسرحية لا يمكن أن يستغنون عن المسرح مهما حدث ، رغم كل ما كان يواجهونه من النظام واستطاعوا أن يصمدوا ولا يستسلموا، فالمسرح العراقي يحافظ على شخصيته وأدواته وقيمته ومكوناته ، فهناك مدرسة عراقية حقيقية لا يمكن أن يتجاوزها الزمن .
وقال دكتور عامر صباح المرزوك: إقامة يوم عن المسرح العراقي بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، شىء يدعو إلى الاعتزاز، ومايميز العراق ، أن كل محافظة بها كم هائل من العروض والمسرحيين، وفي العام الواحد نصدر ٥٠ نصا مسرحيا مطبوعا، وهناك أكثر من ١٠٠ عرض مسرحي في العام، فهناك سعي دائم للمشاركة من الشباب خارج البلد، باسم المسرح العراقي في المهرجانات الدولية والعربية.
وقال الفنان جبار المشهداني : المسرح العراقي يشبه المسرح العربي فهو مسرح سياسي بامتياز ،و بدأ واستمر شبابيا، فالشباب العراقي له دور هام ونجح في أن يعيد له رونقه وبرغم الحروب والفتن لم يفقد بوصلته.
وفى مداخلة للفنانة أمل الدباس قالت : أهم المسرحيين الذين تعلم منهم الأردنيون كانوا من العراق بالإضافة لمصر بالتأكيد ، وبالنسبة لى نلت شرف عمل تحت يد عمالقة من العراق ، والمسرحيون العراقيون ظلوا محافظين على هذه الحياة من أجل الاستمرار ، ونحن دائما نحب أن نرى المسرح العراقى حتى لو كان بكائيا ، ونستمتع بذلك لأن به خصوصية تعبر عن حالتهم .