شهد اليوم الرئاسي نشاطا مكثفا، حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية اليوم الأمير الحسين بن عبد الله، ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس طلب نقل تحياته لأخيه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، مشيدًا بقوة العلاقات التاريخية بين مصر والأردن، وما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من روابط أخوة ومودة ومصير مشترك وتوافق في الرؤى والمواقف في ظل التحديات الجسيمة التي تشهدها المنطقة.
من جانبه نقل ولي العهد الأردني تحيات ملك الأردن لأخيه الرئيس، معربًا عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعباً، وترحيب الأردن بالمستوى القائم للتنسيق المشترك مع مصر للتعامل مع مختلف الأزمات التي تمر بها دول المنطقة، والتي تهدد أمن واستقرار الشعوب العربية، ومشيداً في هذا السياق بالدور المحوري لمصر في خدمة القضايا العربية وجهودها لتعزيز التضامن العربي.
وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز أوجه التعاون الثنائي، خاصةً ما يتعلق بالتعاون في مجالات السياحة والاقتصاد والتبادل التجاري والمشروعات الصغير والمتوسطة، فضلاً عن قضايا مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وكذلك استعراض تجربة البلدين الشقيقين في مجال تمكين المرأة والشباب، وبحث سبل تبادل الخبرات في هذا الشأن، حيث أشاد الرئيس في هذا الإطار بمشاركة سمو ولي العهد الأردني في عدة دورات سابقة من منتدى شباب العالم، مؤكداً حرص مصر على تعزيز هذا المحفل الهام لما يتيحه من فرصة أمام الشباب المصري للحوار والاطلاع على ما تقوم به الدولة من مشروعات كبرى وما تنفذه من برامج وطنية، ومناقشة مختلف المسئولين بشكل مباشر، فضلاً عن التفاعل مع الشباب العربي والأجنبي وتبادل الأفكار، والانفتاح على الثقافات المختلفة.
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع الإقليمية، تم استعراض الجهود القائمة لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية العمل على إحياء عملية السلام للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفق مبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أكد الجانبان أهمية تكاتف وتضافر جهود الدول العربية للتصدي للأزمات القائمة ببعض دول المنطقة، خاصةً في ليبيا وسوريا، وذلك في إطار من احترام سيادتها ووحدتها وبهدف إنهاء المعاناة الإنسانية لشعوبها الشقيقة.
وتم التطرق أيضاً إلى سبل تعزيز التعاون مع العراق الشقيق في إطار آلية التعاون الثلاثي، خاصةً مع ما تشكله هذه الآليـة مـن فرصة ملائمة لتبادل الرؤى إزاء القضايا والتحديات محل الاهتمام المشترك، حيث تم تجديد التأكيد على إدانة محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي مؤخراً، وإبداء الدعم الكامل من البلدين لاستقرار الأوضاع بالعراق الشقيق، ومساندته في حربه ضد الإرهاب، ودعم مسيرته السياسية.
حضر المقابلة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، والدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، والسيدة نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة.
وحضر من الجانب الأردني الدكتور بشر الخصاونة رئيس الوزراء ووزير الدفاع، ونايف الفايز وزير السياحة والآثار، ويوسف الشمالي وزير الصناعة والتجارة والتموين، والسفير أمجد العضايلة سفير المملكة الأردنية الهاشمية بالقاهرة، ومصطفى خليفة مدير مكتب ولي العهد".
كما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم كلمة عبر الفيديو كونفرانس لرؤساء أجهزة "المنتدى العربي الاستخباري"، وذلك في إطار أعمال الاجتماع الاستثنائي للمنتدى، والذي يعقد حالياً بالقاهرة.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أعرب عن ترحيبه بالوفود المشاركة في "المنتدى العربي الاستخباري"، مثمناً مجهوداتهم لإثراء أعمـال المنتـدى منـذ تدشـينه، باعتبـاره مـحفـلاً فريـداً مـن نوعـه في المنطقة، على نحو يعـزز مـن التعاون العربي المشـترك في المجالات الأمنية والمعلوماتية، وهو ما تجسد من خلال المبادرات التي أطلقهـا أعضـاء المنتـدى خلال الفترة الماضية للعمـل الأمنـى المشترك، وتبادل التقييمات في إطار من الشفافية الكاملة حول مصادر التهديدات المحيطة بالمنطقة العربية.
كما شدد الرئيس على مبدأ المسئولية المشتركة في مجابهة التحديات التي تواجه المنطقة، خاصةً ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف، والتي تستدعي انتهاج مقاربات شاملة خـلال التعامل مع الأزمـات الإقليميـة، من خلال التركيز على إنهاء التدخلات الأجنبية في شئون المنطقة العربية، واحترام قرار وإرادة الشعوب وسيادة الدول الوطنية ومؤسساتها، بما من شأنه إنهاء استغلال التنظيمات الإرهابية والتكفيرية لهذه الأزمات وتداعياتها، مؤكداً أن مصـر لـم ولـن تـألوا أي جهد في مساعدة أشقائها على الوصول ببلادهم إلى بر الأمان، من خلال الحل السياسي الشامل الذي يتضمن خطوات وإجراءات متزامنة تستند إلى توحيد المؤسسة العسكرية، وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة، وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة، وتفعيل إرادة الشعوب.
من جانبهم؛ وجه الحضور من السادة رؤساء أجهزة المخابرات العربية الشكر للرئيس على رعاية الرئيس المستمرة لأعمال "المنتدى العربي الاستخباري"، مؤكدين أهمية المنتدى كآلية قوية وداعمة للتعاون الاستخباراتي الوثيق بين الدول العربية الشقيقة، فضلاً عن مساهمته في إرساء منظومة متكاملة ومحكمة لمكافحة الإرهاب تعتمد على تكامل الأدوار وتبادل الخبرات والتحديث والتطوير المستمر لآليات المواجهة في هذا الشأن، بما يساعد على صون الأمن القومي العربي وتحقيق الآمال المنشودة لشعوبها.
كما أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء اليوم اتصالاً هاتفياً مع محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي".
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أكد دعم مصر الكامل للمسار السياسي لتسوية الأزمة الليبية في كافة المحافل الثنائية والإقليمية والدولية، والحرص على تعزيز التنسيق الوثيق مع الجانب الليبي خلال الفترة الحالية لضمان توحيد المؤسسات الليبية وصولاً إلى عقد الانتخابات الوطنية في موعدها المحدد في ٢٤ ديسمبر من العام الجاري، بناءً على القوانين التي أقرها البرلمان الليبي، وذلك كخطوة هامة وفارقة للانتقال بليبيا إلى واقع جديد ونظام سياسي مستدام يستند إلى إرادة الشعب الليبي باختيارهم الحر.
من جانبه؛ أعرب رئيس المجلس الرئاسي الليبي عن خالص التقدير للجهود المصرية الحثيثة والمساندة الصادقة لليبيا منذ اندلاع الأزمة بها وحتى الآن، وذلك في إطار دور مصر الرائد تحت القيادة الحكيمة للرئيس، والعلاقات الممتدة والأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، خاصةً عن طريق المساهمة في استعادة المؤسسات الوطنية، وتوحيد الجيش الوطني الليبي، فضلاً عن الدور الحيوي لنقل التجربة المصرية التنموية إلى ليبيا والاستفادة من خبرة وإمكانات الشركات المصرية العريقة في هذا الصدد.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراض جهود استعادة الأمن والاستقرار بالدولة الليبية، حيث أكد الرئيس في هذا الصدد دعم مصر الكامل لجهود سحب المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا، وذلك في إطار ثوابت الموقف المصري تجاه تحقيق المصلحة العليا للدولة الليبية وإنهاء كافة أشكال التدخلات الأجنبية بها.