انتهت منذ قليل، فعاليات الندوة النقدية لمناقشة رواية "شقي وسعيد" للكاتب والروائي حسين عبد الرحيم، التي ينظمها منتدى المستقبل للفكر والإبداع، بمكتبة خالد محيى الدين بحزب التجمع الوطني بوسط البلد، وذلك مع اتباع كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية.
حضر الندوة الناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله، والشاعر والقاص أمل سالم، ويدير الندوة القاص والإعلامي علاء أبو زيد.
في البداية رحب القاص والإعلامي علاء أبو زيد، بالناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله، والقاص أمل سالم، والروائي حسين عبد الرحيم.
وقال أبو زيد: نناقش اليوم رواية بعنوان "شقي وسعيد" للروائي حسين عبد الرحيم، والذي يواصل مشروعه في الكتابة عن ١٩٦٧، ويقوم بسرده الحزين لكنه يؤرخ لمشروع أدبي طويل.
ودعا الروائي حسين عبد الرحيم، لقراءة سيرة شقي وسعيد من أجواء روايته "شقي وسعيد" خاصة مقطع "فصل ٨".
من ناحيته قال الناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله: إنه بعد ثلاث روايات وهي: "عربة تجرها خيول"، و"ساحل الرياح"، و"المستبقي" يكمل الكاتب حسين عبدالرحيم مشروعه الروائي منفتحا على تيمات مستقرة.
وتابع عبدالله: تتسم كتابته المكسوة بالشجن والأسى والحنين، وفضاءات التجهير الذي أعقب هزيمة الصيف السابع والستين، عن الفارين والمطاردين، والراحلين والمهجرين، والمقيمين والعابرين، عن الصديقة والحسين وحسانين، وكذلك الصورة الملائكية للأم والصورة الخشنة لأب قاس، عن بورسعيد، وطلخا، والقاهرة، وكذلك المدينة والبلدات الموغلة في البكارة، وعن ام هاشم وأم العصفوري وأم اللول، والبلطي وعابدين، كلها فضاءات قلقة يرتحل إليها وفيها حسين عبدالرحيم في روايته الجديدة "شقي وسعيد".
وأضاف أن رواية "شقي وسعيد" تنحو لاستجلاء العام عبر الخاص، وما يمنحها جدارتها انتماؤها للسردية الإنسانية في التعاطي مع السرديات الكبرى، واستغراق السرد في توصيف المشاعر الداخلية للإنسان الفرد، بدءا من السارد البطل "الحسين"، ووصولا إلى الشخوص المركزيين وفي متنهم الصديقة.
وواصل عبدالله: ستجد السرد ينحو صوب الوظيفة التحليلية في مواضع عديدة من الرواية فضلا عن قيامه بالوظيفة الإخبارية، وخاصة في تبيان الملامح النفسية للشخوص وما يعتمل فيها من صراعات شتى؛ ويبرز في هذا الجانب تفكيك شخصية البطل المركزي والراوي من داخل الحكاية "الحسين"، الذي يبدو مثل مأساة متنقلة، يصاحبه الأسى حيثما ارتحل، بدءا من لحظة النكسة "مولده"، والتهجير ومرورا بالمعاملة الفظة من قبل الأب الممثل بوضعية السلطة البطريركية ووصولا إلى الوفاة الدراماتيكية للأم.
من جهته وجه الشاعر والقاص أمل سالم، الشكر للكاتب حسين عبد الرحيم على روايته "شقي وسعيد"، التي تحمل رحلة الإنسان في الحياة المليئة بالتفاصيل، والشكر أيضا للناقد الأدبي الدكتور يسري عبد الله، لاتاحة الفرصة للحديث عن هذه الرواية.
وأضاف سالم، أن عنوان رواية حسين عبد الرحيم " شقي وسعيد"، عنوانا مخادعا، ترصد رحلة تهجير الشقي من بلاده بورسعيد والسكن في حارة السعيد في طلخا، حيث تبدأ الرواية بجملة صادقة وهي "ماتت أمي" يضع الكاتب القارئ في روايته موضع الشك.
وأوضح أن الكاتب حسين عبد الرحيم، استطاع تطويع الخطاب السردي حسب رؤيته الشخصية، مستخدما زمنين لهذه الرواية وهما: زمن "القصة" والمقصود بها الأحداث، والآخر "السرد أو الخطاب"، مضيفا أن ذكرى الحروب في الرواية شكلت ما يشبه بحصان "طروادة".
وصدرت رواية "الشقي وسعيد" حديثا عن دار خطوط وظلال الأردنية، وتعد الرابعة لكاتبها حسين عبد الرحيم بعد رواياته "عربة تجرها خيول"، و"ساحل الرياح"، و"المستبقى".
حاز الكاتب حسين عبد الرحيم على جائزة الدولة التشجيعية عن مجموعته القصصية "شخص ثالث".
يعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى أهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.
ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة.