الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

اقتصاد

بالأدلة والحقائق العلمية.. هل "النيكوتين" هو المسئول عن أضرار التدخين؟

هل النيكوتين هو المسئول
هل "النيكوتين" هو المسئول عن أضرار التدخين؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عندما يتعلق الأمر بصحة أكثر من مليار و300 مليون شخص حول العالم، يدخنون السجائر، ووفقا لآخر إحصائيات منظمة الصحة  العالمية المنشورة على الموقع الرسمي للمنظمة في يوليو 2021، يصبح تحقيق هدف الحد من مخاطر التدخين وخفض أضراره من الأهداف السامية التي يجب السعي إلى تحقيقها بكل السبل.

● ولكن هل صحيح أن مادة النيكوتين هي السبب الرئيسي أو المتسبب في الأمراض والأضرار الناتجة عن التدخين؟

الإجابة كما اتفق عليها الخبراء هي أن النيكوتين، بالرغم من أنها مادة إدمانية، ليست خالية من المخاطر إذا تم تناولها بجرعات زائدة، إلا أنه ليس المسبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين، فعلى سبيل المثال قام 53 عالما وطيبا من الخبراء في علم النيكوتين وسياسات الصحة العامة من أكثر من 18 بلدا، بالتوقيع على بيان مشترك تم إرساله إلى الدكتورة مارجريت تشان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في 26 مايو 2014، أكدوا فيه أن الناس يدخنون للحصول على النيكوتين ولكن يموتون بسبب"التدخين" وقالوا: إن الغالبية العظمى من حالات الوفاة بسبب التبغ تحدث بسبب استنشاق جزيئات القطران والغازات السامة الناتجة عن عملية الاحتراق التي تتم في السيجارة ويتم نقلها إلى داخل الرئة.

ورغم تأكيداتهم بأن الأفضل دائما هو عدم التدخين من الأساس أو الإقلاع عن عادة التدخين، إذا كان الشخص مدخنًا بالغًا، إلا إنهم قالوا أن التجارب تشير إلى أن العديد من المدخنين لا يمكنهم الإقلاع عن التدخين أو لا يريدون الإقلاع عنه وسيواصلون التدخين ما لم توجد بدائل متاحة يقبلونها.

● لكن هل هذا البيان فقط هو ما يثبت أن النيكوتين ليس مسئولا عن الأضرار الناتجة عن التدخين؟

بالقطع لا، فقبل هذا البيان بعام واحد في 2013، أكد علماء المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية البريطاني على أن المكونات السامة الموجودة في دخان السيجارة هي السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين، حيث وافق العلماء على أن عددا من المكونات السامة، غير النيكوتين، التي يولدها حرق التبغ هي السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين كسرطان الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية وانتفاخ الرئة.

وفي 2014، عزز البروفيسور ميتشز يللر مدير مركز منتجات التبغ التابع لإدارة الأغذية والعقاقير الأميركية من تأكيدات أن النيكوتين ليس المسئول عن أضرار التدخين عندما قال أن النيكوتين هو نفس المكون الذي وافقت عليه إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية لأكثر من 30 عاما كدواء آمن وفعال. والناس يتعرضون للوفاة من الأمراض المرتبطة بالتبغ من جزيئات الدخان، وليس من النيكوتين.

بينما قال الدكتور ديريك باك، المدير التنفيذي لمراقبة التبغ في منظمة الصحة العالمية: يتعين علينا جميعا نحن المعنيون بمكافحة التبغ أن نضاعف جهودنا للتعويض عن خمسين عامًا من تجاهل الواقع البسيط بأن التدخين يقتل والنيكوتين لا يفعل".

في رأي الدكتور أومبرتو تيريللي، مدير قسم الأورام الطبية (أفيانو، إيطاليا) عندما قال: لقد أثبتت هيئات الصحة الحكومية منذ وقت طويل أن الضرر المرتبط بالتدخين ليس ناتجا عن النيكوتين بل عن مكونات يولدها احتراق التبغ، لذا فإنه يمكن تحسين متوسط العمر المتوقع والصحة من خلال التشجيع على التحول إلى شكل آخر من النيكوتين خال من عملية الاحتراق". وكان ذلك فى ديسمبر ٢٠١٦

● وهل معنى ذلك أن النيكوتين ليس خاليا من المخاطر؟

الإجابة أيضا لا، فلا تزال هناك بعض المخاطر المرتبطة باستخدام النيكوتين بجرعات عالية فقد يسبب ذلك زيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم، ولا يجب استخدامه من قبل القصر والحوامل والمرضعات.

● ولكن كيف يكون تناول النيكوتين دون حرق التبغ أقل ضررا؟

إن عملية حرق التبغ في الطرف المشتعل من السيجارة، والتي تتم فى درجة حرارة تفوق الـ 400 درجة مئوية تُنتج عدد كبير من التفاعلات الكيماوية التي تحلل التبغ إلى آلاف المواد الكيماوية الضارة التي تظهر في دخان السجائر، حيث يحتوي هذا الدخان الناتج عن عملية حرق السيجارة على أكثر من ٧آلاف مادة كيميائية ضارة وبالتالي فإن استنشاق هذا المزيج الكيميائي يتسبب في الكثير من الأضرار والأمراض.

بينما إذا تمت عملية تسخين التبغ في درجة حرارة عند درجة 350 درجة مئوية، وهى الدرجة التي تُسخن التبغ ولا تحرقه- فإن ذلك سينتج بخار أو هباء جوي وليس دخان، مما يقلل نسبة المواد الكيميائية الضارة الموجودة في دخان السجائر، والتي تتسبب فى معظم الأمراض المرتبطة بالتدخين، بنسبة تصل إلى ٩٥٪، بينما يحافظ البخار على طعم التبغ ومادّة النيكوتين التي اعتادها المدخنون.

هذا ما أثبته المعهد الأمريكي للطب، في تقريره الصادر بعنوان "إزالة الدخان: تقييم القاعدة العلمية لتخفيض أضرار التبغ".

وهو ما أشار إليه سكوت جوتليب، مفوض إدارة الأغذية والدواء الأمريكية FDA، في عام 2017، قائلًا: "ليس النيكوتين هو ما يقتلك، بل المواد المسببة للسرطان الناتجة عن إشعال التبغ." وهو أيضا ما أكده العلماء والخبراء فى مجالات الطب، والبيئة والصحة العامة المشاركون في النسختين الأخيرتين "الخامسة والسادسة" من منتدي النيكوتين العالمي عامي 2018 و2020، عندما قالوا أن السموم والمواد الضارة الموجودة فى دخان السيجارة والتي تنتج عن عملية حرق التبغ هي السبب في الأضرار الناتجة عن عملية التدخين وليس النيكوتين.

وقبل أقل من شهر كشف عدد من خبراء الطب الدوليون، المتخصصون في أمراض القلب والرئة وعلماء السموم، أن أعمار المدخنين تقل بمعدل 10 سنوات عن نظرائهم من غير المدخنين، وكشفوا خلال مشاركاتهم فى الاجتماع الإعلامي الدولي الثاني للحد من أضرار التبغ الذي استضافته دولة بلغاريا أن السيجارة تشبه "المفاعل الكيميائي الصغير" – ويحتوي دخان التبغ المتصاعد من السيجارة على أكثر من 7000 مادة ضارة، بينما لم يشر أي عالم منهم إلى أن النيكوتين وحده هو المسئول عن الأضرار الناتجة التدخين وإنما أجمعوا على أن عملية الاحتراق هي السبب.

هذا المقال برعاية "فيليب موريس مصر"

رقم التسجيل الضريبى: 450-225-747