قال الناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله: إن رواية "شقي وسعيد" تنحو لاستجلاء العام عبر الخاص، وما يمنحها جدارتها انتماؤها للسردية الإنسانية في التعاطي مع السرديات الكبرى، واستغراق السرد في توصيف المشاعر الداخلية للإنسان الفرد، بدءا من السارد البطل "الحسين"، ووصولا إلى الشخوص المركزيين وفي متنهم الصديقة.
وتابع عبدالله: ستجد السرد ينحو صوب الوظيفة التحليلية في مواضع عديدة من الرواية فضلا عن قيامه بالوظيفة الإخبارية، وخاصة في تبيان الملامح النفسية للشخوص وما يعتمل فيها من صراعات شتى؛ ويبرز في هذا الجانب تفكيك شخصية البطل المركزي والراوي من داخل الحكاية "الحسين"، الذي يبدو مثل مأساة متنقلة، يصاحبه الأسى حيثما ارتحل، بدءا من لحظة النكسة "مولده"، والتهجير ومرورا بالمعاملة الفظة من قبل الأب الممثل بوضعية السلطة البطريركية ووصولا إلى الوفاة الدراماتيكية للأم.
جاء ذلك خلال الندوة النقدية لمناقشة رواية "شقي وسعيد" للكاتب والروائي حسين عبد الرحيم، والمنعقدة الآن بمكتبة خالد محيى الدين بحزب التجمع الوطني بوسط البلد، وينظمها منتدى المستقبل للفكر والإبداع، وذلك مع اتباع كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية.
حضر الندوة الناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله، والشاعر والقاص أمل سالم، ويدير الندوة القاص والإعلامي علاء أبو زيد.
وقد صدرت رواية "الشقي وسعيد" حديثا عن دار خطوط وظلال الأردنية، وتعد الرابعة لكاتبها حسين عبد الرحيم بعد رواياته "عربة تجرها خيول"، و"ساحل الرياح"، و"المستبقى".
حاز الكاتب حسين عبد الرحيم على جائزة الدولة التشجيعية عن مجموعته القصصية "شخص ثالث".
يعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى أهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.
ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة.