منذ خلق الإنسان ظهرت معه الجريمة كظاهرة بشرية احتار الفلاسفة في توصيفها، فحدوثها بشكل متكرر انتزع عنها صفة أنها حدث فريد يكتب عنه في الصحف، لكن التفاصيل الغريبة عن أخلاقيات المجتمع وأعراف الناس هي من تجعل منها حدثا يتصدر الصفحات الأولى.
وما حدث مؤخرا في الجريمة التي وقعت بالإسماعيلية حيث ذبح مواطن في ميدان عام، وهي الجريمة التي هزت مشاعر الجميع وتصدرت جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية؛ الأمر الذي دفع «البوابة» للخوض في تفاصيل هذا النوع من الجرائم التى تكررت أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة.
الحدث الذي شهدته مدينة الإسماعيلية كان أحدث نوع من هذه الجرائم، لكن ليس الأول، فقبله بأسابيع نجت سيدة من الموت المحقق في محرم بك بمحافظة الإسكندرية، حينما قام مهتز نفسيًا بمحاولة ذبحها أثناء تواجدها داخل أحد الأسواق، لتتمكن القوات من ضبطه.
أيضا، لقى شاب حتفه في محافظة الدقهلية، إثر إصابته بـ٣ طلقات نارية أثناء خروجه من المسجد، حيث انتظر ٣ أشخاص المجني عليه أثناء خروجه من المسجد، وأطلقوا عليه النار نتيجة خلافات سابقة بينهم.
وسائل الإعلام
تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس: «إننا جميعًا مسئولون عن تلك الجرائم سواء نحن كأشخاص أو الأمن أو غيرهما بسبب الانفلات الأخلاقي والديني والمجتمعي الذي نعاني منه بصورة كبيرة مما جعل تلك الجرائم تنتقل من الخفاء إلى عز النهار، موضحة أن هناك حالة رعب بين الأسر والكبير والصغير بسبب انتشار تلك الجرائم في الشارع.وأضافت لـ«البوابة نيوز» أن غياب برامج الأطفال والبرامج الدينية التي تحث على القيم والمبادئ سبب رئيسي في زيادة معدل الجريمة في الفترة الماضية. وتابعت «خضر» أن معظم مرتكبى الجرائم الموجودة في الشارع لديهم مشكلات نفسية أو اضطرابات عقلية أو وجود أهدف كبيرة لتنفيذ تلك الجرائم بتلك الطريقة في الشارع لأنه لا يوجد عاقل يقوم بتنفيذ تلك الجرائم في ذلك الوقت وأمام الناس. وأشارت إلى أن ترك الأطفال وعدم تربيتهم تربية سليمة وتركهم فريسة للسوشيال ميديا، ومقاطع الفيديو والأفلام والمسلسلات سبب رئيسي في زيادة معدل الجريمة وانتشارها في الفترة الماضية إلى جانب تركنا للعادات والتقاليد السليمة وعدم التفاف الأهل والأسرة حول أولادهم لأن تركنا لتلك الأشياء أدي إلى انفلات في الأخلاق في الشارع والمدرسة والجامعة والمنزل.
و قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي:«لو نظرنا للجريمة بعين العقل نجد أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصير في الشارع بهذه المشاهد التي حدثت في الفترة الماضية من شخص عاقل، وأي شخص يرتكب جرائم بتلك البشاعة نجده لديه مشكلات نفسية وعقلية». وأضاف «فرويز» أن الأفلام والمسلسلات و«السوشيال ميديا»ليست سببًا رئيسيًا في تلك الجرائم، كما يدعي البعض لأنها موجودة منذ مئات السنوات مثل«ريا وسكينة»، وغيرها ولكن كل ما في الأمر ان تلك الجرائم أصبحت تحدث بشكل علني أمام الناس في الشوارع وهذا شيء لم نعتد عليه. وأشار إلى أن الفترة الماضية شهدت عدة مشكلات بسبب غياب الوازع الديني بجانب ترك الأهل والأسرة لأطفالهم دون توعية أو توجيه وتربية سليمة كما كان يحدث في السابق، ما جعل الجريمة تتطور وتنتشر بشكل لافت. وتابع «فرويز»، أن الجريمة الأخيرة التي هزت الرأي العام في محافظة الإسماعيلية قد تكون حدثت لأسباب مختلفة تعددت بين ممارسة الزنا أو البلطجة أو تناول المخدرات أو حتى الديون، لافتًا إلى أن السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي شدت الانتباه إلى الجريمة بعكس فترات ماضية لم تلعب فيها السوشيال ميديا دورًا فعالًا كما يحدث حاليا. وطالب الخبير النفسي، بضرورة أن تعمل الدولة على استحداث قوانين رادعة تمنع ارتكاب مثل تلك الجرائم في الشوارع والميادين العامة، منوهًا إلى أن عدم رغبة الناس في التدخل بين الجاني والمجني علىه أو الإمساك بالجاني يأتي نظرًا لبشاعة المنظر وقسوة الجريمة، ما دعا المواطنين يحاولون إبعاد أنفسهم عن الخطر الذي أمامهم، بعد أن قتل الجاني المجني علىه وقطع رأسه أمام الناس في الشارع وتجول بها وسط المواطنين. وتابع «فرويز»، أن حوادث وجرائم الشوارع لم تكن من الأمور المعتادة، إلا أنه في هذه الفترة وصلت الدرجة بالجاني أن يرتكب جريمته في وضح النهار وفي ميدان عام بأحد المدن الكبرى، زطالب بضرورة تنمية الوعي لدى الشباب والأطفال من خلال الأندية والمراكز الثقافية، وكذلك بيوت العبادة سواء لدى المسجد أو الكنيسة، فضلًا عن ضرورة أن يعمل الأزهر الشريف على زيادة التوعية الدينية والأخلاقية. ونوه إلى أهمية مراكز الشباب والأندية التي تعتبر ركيزة أساسية في تهذيب أخلاق الشباب وتوعيتهم توعية سليمة حتى نتمكن من الحفاظ على الشباب من خطر المخدرات أو ارتكاب الجرائم المخلة بالشرف أو الجرائم الكبرى التي ظهرت وطفت مؤخرًا على السطح في المجتمع المصري الذي لم يكن معتادًا على مثل تلك الجرائم الكبيرة.
الجرائم الأسرية ولم تغب الجرائم الأسرية عن المشهد، فقد شهدت محافظات مصر في الفترة الأخيرة عدة جرائم أسرية سواء قتل الأبناء للآباء أو العكس أو قتل الأزواج لزوجاتهم أو الزوجات لأزواجهن، علاوة على قتل الأب لأطفاله أو تعدي الابن على أبيه أو أمه، وإن كانت تلك الجرائم تمثل حالات فردية في المجتمع وليست ظاهرة، إلا أنها دقت ناقوس الخطر بعد ظهورها إعلاميا بصور كبيرة.
من أبرز تلك الجرائم خلال العام الحالي، قتل ابن لأمه بسبب الميراث حيث قام بقطع رأسها بآلة حادة، وألقى الجثة في الترعة بعد وضعها في الجوال.
كانت الواقعة في محافظة البحيرة حيث تبين أن السيدة خرجت من المنزل ولم تعد منذ ما يقرب من شهر، لتعد واحدة من أبشع حوادث الجرائم الأسرية في الفترة الأخيرة.
وهناك جريمة أسرية أخرى سجلتها دفاتر الشرطة دارت أحداثها بإحدى قرى مركز الصف جنوب الجيزة قتلت فتاة على يد والدها وشقيقها بدافع الانتقام لشكهما في سلوكها حيث سدد الأب طعنات نافذة بسلاح أبيض «سكين» لجسد ابنته، وانهال الابن علىها بالضرب مستخدما "شومة" فسقطت قتيلة، وأقر الأب بجريمته معللا السبب «غسلت عاري بإيدي» بينما هرب الابن.
وشهدت منطقة الإبراهيمية بمحافظة الشرقية جريمة بشعة، حيث قام الأب بقتل طفلته الرضيعة متعمدًا بعدما اعتدى علىها بالضرب المبرح حتى فارقت الحياة في شهر أبريل الماضي، وقررت حبسه ١٥ يومًا على ذمة التحقيقات.
كانت الزوجة قد تقدمت ببلاغ اتهمت فيه الأب الذي يعمل نجار مسلح، بالاعتداء على طفلته بالضرب المبرح بعدما خطفها نظرًا لوجود خلافات أسرية بينهما، حاول تهديدها بالطفلة، ولكنها فارقت الحياة بعد نقلها للمستشفى بـ٤٨ ساعة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور فتحي قناوي، أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة، إن الفترة الماضية شهدت جرائم أسرية عديدة لأسباب مختلفة سواء كان بسبب الميراث أو بسبب خلافات أسرية أو ما شابه ذلك. وأوضح أن تلك الجرائم لا يمكن أن نطلق عليها ظاهرة بسبب الأسباب المختلفة التي يرتكب الجناة الجرائم، مؤكدا أن أساس المشكلات الأسرية يرجع إلى التربية والنشأة إلى جانب تركنا للعادات والتقاليد واحترامنا للكبير وعطفنا على الصغير.
وتابع «قناوي» لـ«البوابة نيوز»، أن ترك التعليم واتجاهنا للمهن الحرفية دون دراسة والتعامل مع الشارع وعادات وسلوكيات خاطئة من أهم الأسباب التي أدت الجرائم الأسرية، إلى جانب الاختيار الخاطئ لشريكة الحياة وتربية الأطفال على عادت وتقاليد خاطئة مما يؤدي إلى مشكلات عديدة بعد مرور الوقت.
وأضاف أن المشكلات الاجتماعية والمادية سبب رئيسي في زيادة المعدل سواء كان بسبب الأعباء المالية أو المشاكل الاقتصادية أو مشكلات الميراث التي زادت بشكل ملحوظ في الفترة الماضية، مثلما حدث من شاب في الدقهلية قام باختطاف شقيقته الأستاذة الجامعية وحاول تصويرها في وضع مخل مع صديقه لإجبارها على التوقيع على تنازل عن ميراثها رغم أنها عكفت على تربيته بعد وفاة والديه.
وأشار«قناوي» إلى أن البيئة والمجتمع التي ينشئ فيها الشخص يكون لها آثار في تكوين شخصيته سواء كان بالإيجاب أو السلب، موضحًا انتشار المسلسلات والأفلام والسوشيال ميديا من أهم الأسباب الرئيسية فيما وصلنا له الآن، إلى جانب انتشار ألعاب العنف والألعاب الإلكترونية التي تؤثر بالسلب دون وجود رقيب أو حسيب من قبل الأسرة أو الأب أو الأم خاصة وأن معظم تلك الألعاب تدعو إلى العنف، موضحًا أن انشغال الزوج والزوجة بتجهيز البنت أو زواج الابن ومصاريف الحياة والأعباء المالىة يعد من أهم الأسباب لزيادة معدل الجريمة.
بينما قال الدكتور سعيد صادق، الخبير الاجتماعي، إن الجرائم الأسرية وانتشارها بصورة كبيرة في الفترة الماضية يعود إلى سوء التربية وتركنا للدين وأسس المجتمع خاصة وأن تلك الجرائم تكون بين أقرب الأقربين سواء كان الزوج القاتل أو الزوجة القاتلة أو قتل الابن على يد والده أو ما شابه ذلك لذلك طالبنا عدة مرات بأن يكون هناك تكافؤ بين الزوج والزوجة، يكون الاختيار بينهم بدقة لتعم السعادة على الجميع وعدم تكرار تلك الجرائم.
وتابع«صادق»، أن معظم الحوادث الأسرية التي تمت في الفترة الأخيرة بسبب مشكلات اجتماعية ونفسية خاصة ومعظم دوافع تلك الجرائم ليس لها أي معالم، لذلك لا بد ويكون هناك للإعلام في تقديم النصح والإرشادات وتقوية العلاقة بين الأشخاص بعضها البعض وليس الأسر فقط وهو ما جاء التأكيد عليه في جميع الأديان السماوية التي إن تم الاستعانة بها ما أصبحت بيننا جريمة واحدة. وأضاف ، أن الجرائم موجودة منذ قديم الأزل ولكن لم تكن بتلك الصورة البشعة التي تحدث في وقتنا هذا سواء بقتل الأب لأطفاله أو قتل الزوجة لزوجها، موضحًا أن ظهور الجرائم والعنف الأسري في الآونة الأخيرة بصورة كبيرة يرجع إلى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا والمواقع والصحف الإخبارية.
جرائم بين الطلبة
وانتشرت في الفترة الأخيرة عدة جرائم بين طلبة المدارس وطلبة الجامعات مما يجعلنا ندق ناقوس الخطر لأننا لم نكن نعتاد على تلك الجرائم في الفترات السابقة.
حيث شهدت محافظة كفر الشيخ، واقعة مقتل طالب بالصف الثاني الثانوي، ذبحًا على يد ٣ من زملائه بسبب خلافات بينهم، بمنطقة الـ٤٧ بمدينة كفر الشيخ.
وتبين أن أحد الطلاب الجناة قتل زميله بـ رقبة زجاجة، مما أسفر عن إصابته بجرح قطعي بطول ٢٥ سم والتي أدت إلى وفاته.وكشفت التحريات الأمنية وشهادة الشهود، أن سبب الواقعة، قيام الطلاب الجناة، بالتنمر على الطالب القتيل، نظرًا لطيبته الزائدة، وقيامهم بضربه في ساقه حتى سقط أرضًا، فتشاجر معهم، دفاعًا عن نفسه، فقام أحدهم بكسر زجاجة وطعنه في رقبته، سار خلالها القتيل لمسافة ١٠ أمتار حتى سقط غارقًا في دمائه.
طالب ابتدائي يشوه وجه زميله بـ«الموس»
ومع بداية الدراسة في العام الحالى ألقت الأجهزة الأمنية القبض على طالب بالصف الرابع الابتدائي بمحافظة الدقهلية تعدى بالضرب على زميله بموس أثناء اليوم الدراسي، مما أسفر عن نقله المستشفى وإصابته بجرح قطعي، استلزم خياطة بـ١٤ غرزة في وجه ابنه.
وشهد حرم كلية الحقوق في جامعة الإسكندرية، واقعة مؤسفة، إثر مشاجرة بالأسلحة البيضاء بين مجموعة من الطلاب أمام الباب الرئيسي لكلية الحقوق جامعة الإسكندرية.
وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مقطع فيديو صادم للمشاجرة، يظهر مشاجرة بين شابين بالأسلحة البيضاء «مطواة» وتسيل منهما الدماء وسط صراخ بعض الطلبة ومحاولة البعض الآخر فص الاشتباك بين طرفي المشاجرة، حتى سقط أحد الشابين مغشيًا عليه وسابح في دمه.
تقول الدكتورة نسرين البغدادي مديرة المركز القومي للبحوث الاجتماعية سابقًا إن أول جريمة في الكون كانت من جرائم الأقارب ارتكبها قابيل في حق أخيه هابيل، مؤكدة أن الجريمة موجودة في المجتمعات كافة.
وأوضحت «البغدادى» فى تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز» أن الجرائم ستستمر متى بقيت الحياة، وأنه لا يوجد مجتمع يخلو من الجرائم، مشيرة إلى أن جرائم القتل تنتشر حتى في المجتمعات الأكثر تقدما. وأكدت الخبيرة الاجتماعية، أن الصحف والمواقع الإخبارية تطلعنا كل يوم بحدوث العديد من الجرائم التي تزامنت مع فتح الإطار التفاعلى للأفراد، ومع زيادة التفاعل تحدث الجرائم.
بالنسبة للحوادث بين الطلبة في الجامعات والمدارس قالت البغدادي، إنه مع وجود حالات التباعد وشيوع نمط التعلىم عن بعد وعدم وجود تفاعل واستقاء للقيم في إطار المؤسسة التعليمية أدى إلى الانغلاق على الذات والتي تركت نهبا لدراما العنف التي تؤججه وتظهر مرتكبيه بصورة البطل المرغوب والذي يكون بمنأى عن العقاب، وأصبح ارتكاب الجرائم يتم بسهولة شديدة، ومن ثم فإن العالم الافتراضي وما يضمه من مشاهد وألعاب عنيفة يؤسر بالسلب على الطلبة في المدارس والجامعات. وتابعت قائلة:«نرى بوضوح التغير الحادث في سلوكيات سائقي المركبات التي تتسم بالعنف والعشوائية.. ولعلنا نرى أن يتم عمل ندوات موسعة بداخل المدارس لمناقشة تلك الموضوعات لإكساب الطلاب مهارات التعامل مع الآخر، فهي بمثابة إعادة تأهيل للرجوع مرة أخرى للواقع المعاش والتفاعل معه مرة أخرى، إلى جانب إنتاج مواد درامية تخاطب العقل وتبعد عن العنف والبعد عن إظهار البطل المجرم بأنه نموذج يحتذى به، كما يكون التأكيد على الردع والعقاب الذي كان جزاء له».
فيما يقول أشرف الفضالي، الخبير في شئون التربية والتعليم، إن المعلم في الفترة الحالية لا يمتلك الأدوات الكافية والرقابية لتوصيل رسالته من ناحية والقيام بدور رقابي على الطلاب في جميع المراحل التعليمية المختلفة من ناحية أخري فبدأ تدهور الوضع التعليمي بسبب تدهور وضع المعلم وبالتالي زادت نسبة الجرائم في الفترة الأخيرة.
وانتقد الخبير التعليمي في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، الرقابة التي تمارس على المدرسين والتحذير الدائم من إغضاب الطلبة وبالتالي إغضاب أولياء الأمور الذين ينددون دائمًا بممارسة العنف على أطفالهم في المدارس.
وطالب بضرورة إفساح المجال أمام المعلمين للمشاركة في تربية الأطفال بجانب تعليمهم كون الوزارة تسمي وزارة التربية والتعليم بجانب إطلاق يدي المعلمين لتفتيش حقائب الطلبة إذا لزم الأمر خاصة وأن بعض الطلبة يصطحبون معهم بعض الآلات الحادة التي يعتدون بها على بعضهم البعض ويحدثون الإصابات.