الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

عالم كشف الأسرار.. «ميتافيرس» خطر يواجه البشرية.. وخبير أمن معلومات: «مارك» يخلق عالما آخر من الخيال.. وخبير نفسي: العالم يعانى من مشكلات نفسية خلفها «زوكربيرج»

خطر التكنولوجيا
خطر التكنولوجيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الكل يتصارع من أجل معرفة «ميتافيرس»، الخاصة بشركة «ميتا»، ومارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى للشركة دائمًا يطرح أفكارًا يجعلها محل جدل فى شتى أنحاء العالم، هذه المرة كانت منذ أسبوع عندما أعلن، تغيير اسم شركة «فيسبوك» إلى «ميتا»، فى وقت يواجه فيه «فيسبوك» العديد من الانتقادات على جميع الأصعدة.
قالت شركة «فيسبوك»، فى مؤتمر الأسبوع الماضي، إنها ستجمع جميع تطبيقاتها وتكنولوجياتها المختلفة تحت علامة تجارية واحدة، معللة أن اسم «فيسبوك» لا يشمل كل أنشطة الشركة التى تقوم بها فى الوقت الحالي، وذلك رغم أن الحكومة الأمريكية تفرض فى الوقت الحالى تدقيقًا على الممارسات التجارية لـ«فيسبوك» بعدما انتقد أعضاء فى الكونجرس الأمريكى شركة «فيسبوك».
وتعنى كلمة «ميتا» باليونانية «ما وراء»، «ميتافيرس» تَعنى ما وراء الكون، وهى الخطة الجديدة التى أعلنت عنها إدارة «فيسبوك»، بتغيير اسمها، ويتساءل الكثيرون عن كيفية تطبيق هذا الأمر، وتطبيق الأبعاد، والاعتماد على الـ«vr»، وخاصة بعد انتشار صورة تم قصها من فيديو خاص بـ«مارك» وتم التعليق عليها «غير المتواجد فى ميتافيرس لن يكون متواجدًا فى الواقع!» الأمر الذى سبب الخوف للكثيرين، وقال خبراء أمن البيانات والمعلومات إن الجملة مقتبسة من فيلم «The Matrix»، والذى دارت قصته حول من يتوفى فى الواقع الافتراضي، يموت فى الحقيقة، ولكنها ليست معلومة مؤكدة، ربما لجذب الأنظار، وحسب ما قاله مارك لم يوضح مايقصده، وجعل الموضوع مبهما، حيث أعلن الأفكار فقط، ولماذا تم تغيير اسم الشركة.
يقول المهندس محمود فرج، خبير أمن المعلومات، إن «ميتافيرس» هى عبارة عن عالم افتراضى يدخل إليه المستخدم كى يعيش فيه بعيدا عن الواقع الحقيقى الذى قد يكون أفضل من الواقع الحقيقي، حيث يستطيع المستخدم أن يبنى شخصية وهمية تسمى «أفاتار» داخل هذا العالم قد يقوم بتكوينها من صورة الشخصية أو الاختيار من الأشكال الموجودة داخل النظام منزل خاص به ويصممه داخليا كما يحب واختيار مكان هذا المنزل فى أى دولة أو عاصمة ويستطيع أيضا استضافة من يرغب من أصدقائه إلى منزله، أيضا يستطيع أن يذهب إلى النادى الافتراضى وممارسة الألعاب مع أصدقائه، وأيضا يمكنه إنشاء غرفة عمل ويستطيع أن يجمع أعماله داخل هذه الغرفة واستضافة الموظفين والعملاء داخل غرفة العمل وإنشاء اجتماعات وعرض مشروعات.
وأضاف أن «ميتا» فى الأساس مصطلح كان من خيال المؤلف «نيل ستيفن» فى رواية «خيال الثلج»، وتم نشرها عام 1992، ومن مزايا «مارك» تطلعه وكثرة الاطلاع، ومن هنا أتت له الفكرة من الرواية، التى تحدث عنها الكاتب، وهو ترك العالم الحقيقي، والذهاب للعالم الافتراضى بعيدا عن الأحزان والهموم، ويذهبون للعالم الافتراضى «ميتا»، ومن هنا ربط «مارك» بين إمكانية تطبيق هذا فى الواقع من ناحية، والمشكلات التى تحدث لـ«فيسبوك» من الناحية الأخرى، خاصة بسبب التسريبات التى حدثت للشركة خاصة أن التسريبات قالت إن فيسبوك من التطبيقات التى لا تحتفظ بسرية المستخدمين، كما أنها لديها أفكار لنشر العنف، وتسبب مشكلات نفسية للمستخدم، «مارك» بدأ التعامل مع العالم الافتراضي، بأن الشخص يكون موجودا بشكل افتراضى وليس جسده، وشخصيته الافتراضية تنقل شخصيته الحقيقية مع بعض التغيرات، ويطبق ذلك فى فكرة التعليم، هو يلغى فكرة وجود مدرس أو مدارس كل ذلك يتم من خلال التعلم عن بعد، ربما ذلك يسهم فى توفير الكثير على الدول من حيث التكلفة وبناء المدارس وطباعة الكتب الدراسية، ولكن من الجانب الآخر يساهم فى زيادة نسبة البطالة للمدرسين، إلا فى حالة لو قام المدرس بتطوير نفسه تكنولوجيًا.
ويواصل «فرج»: «حسب مايقوله مارك يمكنك الذهاب إلى النادى من خلال العالم الافتراضى وأنت فى منزلك من خلال وجود مدرب أمامك يقوم بتأدية التمارين أو إلقاء المحاضرات، يصبح الفرد متعايشا داخل الحياة الافتراضية، وسمح مارك للمستخدم أن يبنى شخصيته كما يحب فى الفترة الأولى، وهى ماتُسمى (أفاتار) رغم أنها موجودة على فيسبوك بتشكيل لون بشرتك أو شعرك وغيره، المرحلة الثانية يسمح لك ببناء منزلك داخل العالم الافتراضى وهو يُسمى (زوم هوم) يمكنك بناء منزلك فى الدولة التى تحددها وفى المكان والشارع الذى ترغب فيه على بحر أو داخل جزيرة، ويمكن فرش منزلك بنفسك وتقسيمه كيفما تشاء، فى المرحلة التى تتبعها يمكنك استضافة الأصدقاء داخل منزلك وهو لم يكن متعارفا عليه فى التواصل الاجتماعى السابق، يمكن التعامل مع من تحب وأنت داخل منزلك بشخصيتاكم مثلما تريد ويمكنك الحركة كيفما تشاء».

ويتابع خبير أمن المعلومات الحديث: «يمكنك عقد الاجتماعات من خلال أماكن عمل خاصة داخل (ميتافيرس)، ويمكنك أن تبحث عن عمل وتقدم نفسك، ويمكن عمل تصميمات بشكل طبيعى بخاصية 3D، ويعتبر مارك صنع تجميع مابين التقنيات المختلفة، وادخل إحدى كبرى شركات صناعة النظارات، ومن خلال هذه النظارة يمكن أنك تتجول داخل الأماكن، فى ظل وجود مرشد سياحى يمكنك زيارة الأماكن السياحية فى أى دولة ترغب زيارتها».
وحذر المهندس محمود فرج، خبير أمن المعلومات، من الألعاب الإلكترونية قائلًا: «تؤثر على نشاط الدماغ، وتؤدى إلى الشعور بالخمول والكسل والإجهاد الذهنى مما یؤثر على المذاكرة والاستیعاب، وتساهم فى صعوبة التأقلم مع الحیاة الطبیعیة والعزلة الاجتماعیة والاكتئاب وتولید التحدى والعنف مع الآخرین، خلق صفة الأنانیة والعدوانیة والإصابة بمرض التوحد والخلط بین الواقع والخیال بالإضافة لتراجع المستوى الدراسى والتأثر الأخلاقى والتربوى والعقائدي».
واختتم «فرج»: «خلافات العاملين فى (فيسبوك) ستكشف الكثير خلال الفترة المقبلة، مثلا یوم 4 أكتوبر 2021 ظهرت فرانسیس هوجن فى أشهر برنامج تحقیقات صحفیة (60 Minutes) ومسئولة عن المحتوى ومتخصصة فى تصمیم خوارزمیات والأدوات التى تحدد المحتوى الذى یتم تقدیمه للمستخدمین، وكانت تعمل فى (جوجل وبنتریست) لمدة ١٥ سنة رئیسة الفریق المسئول عن كشف المعلومات المدنیة المضللة، وكشفت عن وثائق تؤكد أن الأولویة لأرباح (فيسبوك) ولو على حساب أمان المستخدمین، وكشفت عن أسرار تتم داخل (فيسبوك) على عكس ما یتم الإعلان عنه، فمثل خوارزمیات (فيسبوك) مؤخرا تم إعدادها لتعزیز الخلاف وزیادة التفاعل، وهناك عصابات مخدرات وإتجار بالبشر یستخدمون خدمات (فيسبوك) بعلم الإدارة وتصمیم منتجات للشركة تسبب الإدمان ومشكلات نفسیة للمستخدمین».
الدراسات رصدت أيضا أن المحتوى المثیر للجدل ینتشر بسرعة على «فیسبوك»، إذ أطلق «فیسبوك» خوارزمیات فى 2018 تهدف إلى نشر المحتوى الهادف، لكن هذه الخوارزمیات جاءت بنتائج عكسیة وتنشر المحتوى الذى فیه كراهیة، ویدعو للغضب والعنف بین المستخدمین مما یزید التفاعل.
وقال الدكتور وليد هندي، الخبير النفسى والتربوي، إن الهدف من مثل هذه الأمور تدمير النفس البشرية، وهناك مجموعة من الاضطرابات النفسية المستحدثة، يُصاب بها الإنسان نتيجة تعامله مع «السوشيل ميديا» لم تكن موجودة من قبل مثل مرض يسمى «فومو»، وهو متواجد عند معظم الناس، وهو عبارة عن خوف من فقدان علاقة اجتماعية، مثل أنك تقوم بإرسال رسالة لشخص ما، وتستغرق فى النوم، وعند الاستيقاظ أول تفكيرك هل هذا الشخص قام بالرد أم لا، والخوف من الأحداث التى ربما تحضرها أو تشعر بها، وهو ماحدث عند الكثيرين فى الأسابيع الماضية عندما حدثت هزة أرضية، كان هناك غضب من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك تجد هذا الأمر منتشرا فى مصر، حتى أنك تجد أن المصريين هم الوحيدون الذين غضبوا لعدم شعورهم بالزلزال، وسبب هذا الأمر اضطرابات نفسية، كما أن النوبوفوبيا، أحد الأمراض التى تسبب فيها فيسبوك، وهو الالتصاق بالهاتف المحمول طوال الوقت، وكل هذه الأمراض النفسية لم تكن موجودة.
وواصل «هندى»: «من يملك يحكم يجب أن نجد إجابة لماذا يفعل (مارك) كل ذلك ولأجل من؟ امتلاك عقول ووجدان الناس وتحقيق مكاسب مادية كبرى، وتشكيل شخصيات الأفراد مثلما يسعى فى (ميتافيرس)، ويقوم بمحو الهوية يسمى ذلك تسليع الإنسان، حاليا (مارك) الشخص الوحيد الذى يمتلك تسليع الإنسان وتشكيل وجدانه، وحسب علم النفس أن هذا الأمر يتحكم فى قوى أخرى وهى القوى السياسية والتى تهدف للتحكم فى الأشخاص وتوجهاتهم، كل الجماعات المتطرفة يجدون أهدافهم فى (السوشيال ميديا)، باستقطاب الأفراد، ولكى تفعل ذلك عليك أن تعرف الجانب النفسى للشخص، ويتم ذلك من خلال التعرف على المعلومات المكتوبة من قبل الأشخاص، ورصد الأفراد الذين لديهم مايُعرف بالاستعداد لفقدان الهوية، والمشاركة فيما يسمى بالعالم الافتراضى سيجعل البشر غير أسوياء، وسيحدث لهم انفصال، ومسلوب الإرادة، وتتغير لغته، وهو مايحدث فى الوقت الحالى وقمت برصده فى العديد من المرات أتذكر إحدى المريضات لدّى قالت إنها مقبلة على الخطوبة وفى حيرة فى الاختيار تختار (كراش) والآخر (سنوكر) وهى لغة خاصة اختلقتها (السوشيال ميديا)، وبعد البحث وجدت أنها تعنى الأول بأنه شخص محب لها، أم الثانى يقوم بجمع المعلومات وملاحقتها فى كل الأوقات، وهو مايسعى إليه (مارك) فى عالمه الافتراضى بخلق لغة ومصطلحات خاصة بعالمه، وظهور مهن جديدة على المجتمع وتعمل من المنزل، مثل (بلوجر) وهو مايجعلنا نقول إن الإنسان فقد ذاته وشخصيته».
يقول دكتور التاريخ بجامعة جنوب الوادي، مدحت محمد عبدالحارث: «تقوم الفكرة الأساسية لـ(ميتافيرس) على تحرير الثقافات ظاهريًا عن طريق التفاعل السريع بين سكان العالم، لتحقيق الهيمنة على العالم من خلال نشر ثقافة واحدة وطمس أى هوية تسعى للبقاء إضافة إلى أن تفاصيل الحياة فى العالم الافتراضي، والتى تحاكى الواقع، ستكون متاحة للجميع».
وأضاف أن ما تسعى إليه الأنظمة العالمية اليوم هو فرض ثقافتها وهيمنتها على الشعوب وطمس أى هوية تحاول البقاء مستخدمة التكنولوجيا الحديثة، وذلك عن طريق إلهاء الشباب واستقطابهم هذا من ناحية ومن ناحية أخرى اختراق الخصوصية واختلاق فضائح أخلاقية لتكون وسيلة للضغط على النابهين من الشعوب الذين ينادون بالحفاظ على هويتهم.
ويواصل الدكتور مدحت: «هذه البرامج وسيلة غير مباشرة للهيمنة الاقتصادية (حيث عبر هذه المنصات تعرض المنتجات المختلفة للأشخاص وترسلها لهم بسرعة فائقة مما يدمر الصناعات الوطنية) وتكون هذه المنصات وسيلة لتدمير أهداف الأوطان وإفشال خططهم لتحويلهم لشعوب غير واعية مجرد تابعين، إضافة إلى ما تسببه هذه البرامج من تدنى الوعى والمعرفة وتحول الاهتمامات من العلم إلى الجهل والتقليد الأعمى لسلوكيات بعيدة عن قيمنا إضافة إلى انتشار الكسل، ونجد أن أغلب الفئات سوف تنشغل بالعالم الافتراضى طوال اليوم حتى فى وسائل المواصلات، وهذه البرامج تجذب الشباب وتستهلك أوقاتهم والمعروض فيها يخل بقيم المجتمعات ويخترق خصوصياتهم».
ويختتم: «فلك عزيزى القارئ أن تتخيل حجم الكارثة، فيجب على الشعوب والحكومات العربية بما تمتلكه من موروث ثقافى وقدرة على اتخاذ القرار اتخاذ خطوات لمواجهة هذه الهجمات الحضارية الضخمة وذلك من خلال: عقد المؤتمرات العلمية للوقوف على هذه التقنيات ومعرفة أهدافها الحقيقية. سن القوانين والتشريعات التى تحمى الهوية العربية وتحمى الخصوصيات الشخصية للأفراد. تعميق الولاء الوطنى لدى الشعوب العربية. الاهتمام باللغة العربية والمحافظة على قيم مجتماعتنا والحفاظ على الأخلاقيات العامة.
نشر برامج للتوعية بأهمية الرياضة والقراءة المستمرة. طرح مسابقات ثقافية وعلمية للشباب للتركيز على اللغة العربية والموروث الحضارى العربى الإسلامى».