نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، تقريرا رصدت فيه تأثيرات أزمة المناخ على صحة الانسان، مشيرة إلى أن إحدى النتائج الأقل شهرة لأزمة المناخ هي النتائج التي يتركها ارتفاع درجة الحرارة على صحة الانسان.
وقالت الصحيفة -في تقرير عبر موقعها الاليكتروني- إنه قبل أسابيع فقط من انطلاق الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ /كوب26/ في جلاسكو، حذر العلماء والمهنيون الطبيون من أنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تغير المناخ، فقد يكون له عواقب واسعة النطاق على الصحة.
كما أصدرت منظمة الصحة العالمية، تقريرا يفيد بأن حرق الوقود الأحفوري "يقتلنا" وأن تغير المناخ "هو أكبر تهديد منفرد للبشرية".
وأضاف التقرير أن تغير المناخ يؤدي إلى الموت والمرض من جراء الطقس المتطرف بشكل متزايد متمثلا موجات الحر والفيضانات واضطرابات النظم الغذائية وزيادة انتشار الأمراض، فضلا عن مشاكل الصحة العقلية.
واستشهد التقرير بحالة في كندا، لطبيب، يعاني من مشاكل في التنفس هذا الأسبوع هو أول مريض في العالم يعاني من "تغير المناخ"، حيث كانت أعراض إصابته تتعلق بعدم جودة نوعية الهواء وموجات الحر.
وفيما يتعلق بالآثار الصحية لتغير المناخ، نسبت الاندبندنت إلى خبراء قولهم إن، تغير المناخ المتسارع سيكون تأثير بعيد المدى على الصحة، بدءا من الحرارة الشديدة وحتى تفاقم الجوع ونقص المياه.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية أنه بين عامي 2030 و2050، من المتوقع أن يتسبب تغير المناخ في حدوث حوالي 250 ألف حالة وفاة إضافية كل عام ناجمة عن سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.
وترتبط الكثير من هذه الوفيات بوجود أحداث مناخية قاسية مثل موجات الحر والفيضانات والعواصف، التي تعطل النظم الغذائية وتتسبب أيضا في أمراض مختلفة.
من جانبه، قال آندي هينز، وهو أستاذ التغير البيئي والصحة العامة من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، للمشاركين في مؤتمر كوب 26، إن تغير المناخ يثير بالفعل تهديدات صحية متنوعة في جميع أنحاء العالم.
فعلى سبيل المثال، فإن نطاق الأمراض التي تنقلها الحشرات مثل الملاريا وحمى الضنك تتغير مع تغير أنماط الطقس وتتزايد الوفيات الناجمة عن الحرارة بسرعة، إذ يُعزى أكثر من ثلث تلك الوفيات المسجلة في الفترة من 1990 إلى 2018 إلى تغير المناخ، على حد وصفه.
وأضاف هينز أن هذه الأحداث لها أيضا "آثار مدمرة حقا" على الصحة العقلية، إلى جانب مخاوف العديد من الناس بشأن المستقبل في ظل تغير المناخ المتدهور، مشيرا إلى أن بعض المخاطر الصحية المرتبطة بتغير المناخ معروفة بالفعل. إذ يتسبب تلوث الهواء -الذي يرتبط الكثير منه باستخدام الوقود الأحفوري- في مقتل حوالي 7 ملايين شخص سنويا.
وفيما يتعلق بالحلول التي يمكن أن تساعد في التخفيف من الآثار الصحية المرتبطة بتغير المناخ، أوضحت الاندبندنت أنه تم بالفعل اقتراح عدد من التغييرات في قمة كوب 26، بما في ذلك تيسير ركوب الدراجات والمشي في المد، مرورا بتغيير النظم الغذائية وزيادة الطاقة المتجددة. كما يمكن إضافة المزيد من الأشجار والمساحات الخضراء التي تمتص المياه في المناطق ذات الدخل المنخفض في المدن لمعالجة الفيضانات ومخاطر الحرارة.
ونوه تقرير منظمة الصحة العالمية، بأن الحكومات بحاجة إلى الالتزام بالتعافي الصحي والأخضر، مع التأكد من أن الجهود تتماشى مع أهداف اتفاقية باريس العالمية بشأن معالجة تغير المناخ.
وأضاف أن الانتعاش يجب أن يركز على الإنفاق التحفيزي الأخضر بنسبة 100٪ وإنهاء دعم الوقود الأحفوري. كما يدعو إلى اتخاذ إجراءات لمعالجة عدم المساواة في جذور أزمات المناخ والصحة الحالية.