آمال وطموحات يسعى لتحقيقها المدير العام للفرقة القومية للموسيقى الشعبية، الدكتور أسامة زغلول، التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، برئاسة المخرج عادل عبده، من أجل الارتقاء بالمستوى الفني للفرقة، وتقديم ماهو جديد في عالم الفن الشعبي الأصيل الممزوج بالآلات الشعبية، ليصبح مكانه البالون، ويستقبل خلاله الفرق من مختلف دول العالم، بهدف تقديم هذه الفنون أمام العالم أجمع، وهذا ما يساعد في توسعة رقعة انتشار الفرقة بشكل أكبر وأشمل.
التقت "البوابة نيوز" المدير العام للفرقة القومية للموسيقى الشعبية الدكتور أسامة زغلول، للتعرف على خطة الفرقة خلال الفترة المقبلة، وعن مدرسة الموسيقى الشعبية وما تسعى له الفرقة في تحقيقه إلى نص الحوار.
■ ما الجديد الذي تقدمه الفرقة حاليًا؟
- تضم الفرقة شعبتين الأولى الموسيقى الشعبية، والأخرى للإنشاد الديني، ومن المؤكد أنه سيتم إعادة تقديم العرض المسرحي "تغريبة بنت الزناتي"، على قاعة صلاح جاهين، بمسرح البالون، من تأليف بكرى عبد الحميد، وإخراج منار زين، وقد شارك في الدورة الرابعة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري، التي انتهت فعالياتها في أكتوبر ٢٠٢١، وحصد أربع جوائز في المهرجان وهي: جائزة أفضل عرض متكامل، وأفضل مخرجة صاعدة، وأفضل ممثلة صاعدة، وأفضل تأليف مسرحي، وهي سابقة تُعد الأولى في تاريخ الفنون الشعبية، كما أنها نقلة نوعية في تاريخ المهرجان.
كما شاركت الفرقة أيضا في مهرجان سماع الدولي للإنشاد والموسيقى الروحية، برئاسة الفنان انتصار عبد الفتاح، على محكي القلعة، إلى جانب دعم الفرقة بالآلات الموسيقية الجديدة لشعبة الإنشاد الديني، وصيانة قاعة التدريب أيضا، بالإضافة إلى الاستعانة ببعض العازفين على الآلات النادرة، بالنسبة لشعبية الموسيقى الشعبية، فقد انضم إليها "الكوله، والأرغول"، وطالبنا بإضافة مطربات شعبيات، نظرا لافتقار الشعبة للدور النسائي، وإحالة بعد أعضاء الفرقة للمعاش، لبلوغ السن، أما شعبة الإنشاد الديني أضيف له عازفين لآلات "الكمان" و"التشلو" و"الأورج"، فكل شعبة مثابة فرقة بمفردها، ويشرف على شعبة الإنشاد فنيا أحمد رفعت، وتدريب عازف القانون محمد سمير، أحد أعضاء الفرقة.
■ ما العروض الجديدة التي تعمل عليها الفرقة خلال الفترة المقبلة؟
- هناك بعض العروض المسرحية المطروحة، التي تنتظر الموافقة عليها من بينها: "شفيقة القبطية" من تأليف د. مصطفى سليم، وإخراج محمد صابر.
■ هل هناك عجز في العازفين بالفرقة؟
- بالفعل لدينا افتقار في بعض العازفين على الآلات الشعبية مثل "السمسمية" وخاصة في محافظة القاهرة، وجار البحث عن عازفين لها في حدود الإمكانيات المادية المتاحة بالفرقة، وهي من الصعوبات التي تواجه الفرقة.
■ ما الذي تحتاجه الفرقة لانتشارها؟
- تلعب الدعاية وتكثيفها دورا كبيرا لتحقيق الرواج والانتشار في كل مكان، بالإضافة إلى توقيع عدة بروتوكولات مع المحافظات الأخرى بهدف المشاركة، آملا خلال الفترة المقبلة التعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة بهدف الانتشار داخل الأقاليم، كما أطمح بأن يكون هناك مهرجان فني للفنون الشعبية في الموسيقى الشعبية، ليصبح مكانه البالون، نستقبل خلاله الفرق الخارجية، بهدف تقديم هذه الفنون أمام العالم أجمع، وهذا ما يساعد في توسعة رقعة انتشار الفرقة بشكل أكبر وأشمل.
■ كيف تنافس الموسيقى الشعبية الألوان الأخرى؟
- ترتبط الفرقة بتقديم فن التراث الشعبي، وهذا لا يهوى الآخر، لقد استعنت ببعض المتخصصين من أجل تقديم منتج فني جيد مثل شعبيات بليغ حمدي، والموجي... وغيرها، هناك العديد من الأغاني الشعبية لمحمد قنديل، وعبدالعزيز محمود.. وغيرهما، فمن الممكن استغلالها وتقديمها في صورة حديثة للموسيقى الشعبية، على سبيل المثال قدم الفنان أحمد الشابوري" بعض أعمال العندليب عبد الحليم حافظ بالآلات الشعبية، ولاقت نجاحًا كبيرًا، آملا تقديم الأغاني الشعبية والإنشاد الديني الممزوجة ببعض الآلات مثل المزمار، والكمان.. إلخ، تحت مسمى "الموسيقى المودرن"، والدمج بين الشعبي والعربي.
■ متى تتكرر تجربة رواد الفن الشعبي الأصيل أمثال محمد طه؟
- في الحقيقة اختلاف الذوق العام يعد أهم الأسباب التي قلصت المساحة لظهور فنانين شعبيين أمثال كبار نجوم هذا الفن، لذلك نحتاج لتنظيم ورش فنية لتعلم فن الغناء الشعبي، ونحن بصدد إنشاء مدرسة بالفرقة لاكتشاف المواهب الفنية الشابة سواء في العزف أو الغناء، ومن المتوقع تشغيلها في بداية العام المقبل، وستشكل لجنة من داخل الفرقة لاستماع المتقدمين، فكلما كان السن صغيرًا يتيح الفرصة للقبول، وستحدد الشروط القبول وفق المتطلبات المتاحة للفرقة.
ومن أبرز نجوم الفرقة الفنان فتحي الهواري، وسيد السمان الذي يقدم فقرة اللون النوبي، إلى جانب الفنانة المحالة للمعاش نورا صبحي، التي نسعى للاستعانة بها، وكذلك ضم الفنانة هدى السنباطي لأعضاء الفرقة أيضا، وكانت الفنانة الراحلة جمالات شيحة أحد أعمدتها، التي ما زالت الفرقة تقدم أغانيها حتى وقتنا هذا، لذلك تحتاج الفرقة إلى أعضاء بكثرة، نظرا لإحالة الكثير من أعضائها للمعاش، كما نأمل الاستعانة بأعضاء جدد من الفرق المستقلة في حدود الإمكانيات المادية المتاحة، آملا التعاون مع قطاع صندوق التنمية الثقافية، لتخصيص مكان محدد من مواقعه الأثرية مثل الربع أو قصر الأمير طاز أوغيره، لتقديم برنامج أسبوعي أو شهري.
■ لماذا لا تُسجل أغاني الفرقة؟
- نحن في طريقنا لتسجيل أبرز هذه الأغاني، ولكن جائحة كورونا المستجد تسببت في تعطيل هذا الأمر، ومن المفترض تجهيز احتفالية كبرى بمناسبة مرور ٢٥ عامًا على تأسيس الفرقة القومية للموسيقى الشعبية، ولكن تلك الظروف تسببت في تأجيلها أيضًا، وسيعلن عنها في الموسم الصيفي المقبل.
■ هل كل أعمال الفرقة يتم توثيقها؟
- يتم توثيق بعض أعمال الفرقة، فالمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية يقوم بتوثيق العروض المسرحية فقط، وكذلك إدارة التراث بالبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، إلى جانب توثيق بعض حفلات الفرقة ولكن من قبل المركز الإعلامي للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية.
أُطالب بتوثيق كافة أعمال الفرقة، كما نسعى لتجديد القديم بأغاني وموسيقى الفرقة لتقديمها للجمهور بصورة فنية جديدة تجذب المستمع لها ويُقبل عليها.
