الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

ما وراء الحشد باتهام ميليشيات إيران بمحاولة اغتيال مصطفى الكاظمي

مصطفى الكاظمي
مصطفى الكاظمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا شك أن الوضع العام في إيران يشير إلى ضرورة أن تعمل طهران على حل أزماتها الإقليمية وتحسين علاقاتها مع دول الجوار من ناحية ومع دول العالم من ناحية أخرى، لكن المتمعن في سياسات إيران بشكل عام يلحظ أن الجمهورية الإسلامية لا تحبذ ذلك الخيار بل تلجأ - إن رأت ذلك يحقق مصلحتها - إلى مزيدًا من الفوضى في المنطقة.

وحين تنبه العالم إلى محاولة الاغتيال الفاشلة التي كان ضحيتها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي فجر الأحد الماضي، حيث تم استهداف منزله بعدة قذائف بجانب طائرات مسيرة موجهة إلى مقر إقامته الواقع في المنطقة الخضراء، أشارت وقتها أصابع الاتهام مباشرة إلى الوكلاء المدعومين من دولة الجوار الأول للعراق وهي إيران، والتي تدعم تابعين لها على الأراضي العراقية بكامل أنواع الدعم المالي واللوجيسيتي لتنفيذ أجندة معينة.

وخلال اللحظات الأولى من التحقيقات التي تشرف عليها جهات عراقية، وكذلك دعت الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة فيها للوقوف على حقيقة الأمر، تبين أنه طبقًا لشهادة مسؤولون أمنيون أن المتورطين في محاولة اغتيال الكاظمي هي ميليشيات مسلحة أو جماعة مسلحة مدعومة من إيران بشكل مباشر، لكن سلطات التحقيق في الوقت ذاته لم تكشف عن هويتها خاصة وأن الطائرات المسيرة والمتفجرات المستخدمة في الهجوم إيرانية الصنع، وعلى ما يبدو أن مسؤولي التحقيق لم يريدون أن يورطوا أنفسهم في عداوة مع إيران خشية الاغتيال أو الاستهداف.

ومن الواضح من الدعوة الأمريكية للمشاركة مع جهات التحقيق العراقية، أن واشنطن تنوي الوقوف على كامل المستجدات المتعلقة بمحاولة الاستهداف التي تعرض لها الكاظمي لكي تتمكن من امتلاك أوراق ضغط جديدة على إيران خلال المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني المنعقدة في فيينا، والتي انتهت منها 6 جولات، فيما يترقب العالم مشاركة إيران في الجولة السابعة منها بنهاية نوفمبر الجاري، طبقًا لما أعلنته وسائل إعلام إيرانية، والمندوب الروسي في مفاوضات فيينا.

لكن ما يثير الانتباه هو أن محاولة اغتيال الكاظمي جاءت بعد أيام من إعلان نتيجة الانتخابات التشريعية العراقية، التي فاز فيها التيار الصدري بأعلى نسبة أصوات، ما يبشر بنهاية السيطرة الإيرانية على مقاليد التشريع في العراق، وخسارة الأجنحة السياسية المدعومة من إيران والممولة منها بشكل مباشر لتشكيل جماعات ضغط على القرار السياسي العراقي، في ظل محاولات الكاظمي الكبيرة لإنهاء حالة الاستقطاب السياسي في العراق والخروج بالعراق من التبعية لدول أخرى لتصبح دولة ذات قرار سيادي خاص.

وقد تسبب ذلك في أزمة بين الكاظمي والوكلاء المدعومين من إيران في العراق وأبرزهم حزب الله العراقي وحركة النجباء وعصائب الحق، ما دعاهم لأن يعلنوا على الدخول في اعتصام مفتوح في العاصمة العراقية بغداد، قبيل ساعات من الإعلان عن محاولة الاغتيال الفاشلة التي نجا منها رئيس الوزراء العراقي الكاظمي، والتي أثبتت التحقيقات أن الصواريخ والطائرات المسيرة التي استخدمت في العملية إيرانية الصنع وتمتلكها الكثير من  وكلاء إيران في المنطقة وأبرزهم حزب الله والحوثيين في اليمن.

وقد كان من أبرز الدلالات على ذلك الزيارة التي قام بها قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قآاني إلى العراق، في زيارة كالعادة تغلفها السرية وتكتنفها الأجندات المثيرة، وهي الزيارة التي جاءت بعد ساعات قليلة من محاولة اغتيال الكاظمي الفاشلة، إذ تشير المعلومات إلى أن تلك الزيارة التي تأتي في وقت فارق هي لطمس الكثير من الأدلة التي تثبت تورط طهران في الاعتداء على الكاظمي بشكل غير مباشر، ومن ناحية أخرى لملمة الوضع قبل أن تنفرط الأزمة وتدان إيران أكثر من ذلك في ظل محاولات لتخفيف الوضع عليها دولًيًا، وكذلك لتهدئة التوتر الحادث في ظل توسط العراق في تفاهمات ومباحثات بين إيران والمملكة العربية السعودية لتحسين الأوضاع بين الطرفين، وهي المحاولات التي لم تكلل بالنجاح حتى الآن.