رغم أنه جسد جميع العقد النفسية إلا أنه لم يصب بعقدة منها وبرع في أدائها بجدارة في عدد من الأفلام السينمائية أشهرها "الأخوة الأعداء"، الذي جسد فيه شخصية شاب مصاب بالصرع، لدرجة أن الرئيس الراحل أنور السادات حينما شاهد الفيلم اقتنع بأنه مصاب بالصرع وأمر بعلاجه.
قدم أقوى الشخصيات على المسرح منها" ديليسبس "في الليلة العظيمة و"نابليون" في القاهرة في ألف عام و"المغماطيس" في المغماطيس وبياع الهوى في بياعين الهوى والدكتور العاشق في تكنولوجيا الحب وفي التليفزيون قدم "يوليوس قيصر" بمسلسل كليوباترا بالإضافة للعديد من الشخصيات في مسلسل "موسى ابن نصير ونسر الشرق والأبطال والمخبر الخاص وبستان الشوق ورقيب لا ينام وأهل الكهف وأبناء في العاصفة والوليمة ونهر الملح وتمنياتي بالشفاء العاجل وزوجان تحت الشمس وكلها أدوار صعبة وعميقة.
إنه القيصر محيى إسماعيل الذى لقبه الجمهور بهذا اللقب ويعتز به لانه كفاح 50 سنة التزام ولقب جماهيرى عزيز على قلبه وعزيز علينا كمشاهدين لذلك نحتفل بعيد ميلاده اليوم حيث ولد فى 8 نوفمبر، 1940 وترصد البوابة أبرز المحطات فى حياته.
اسمه بالكامل (محيي الدين محمد إسماعيل)، من مواليد مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، نشأ في أسرة مصرية بسيطة، والده كان أحد كبار رجال التربية والتعليم بالمحافظة ويحمل شهادة العالمية مع إجازة التدريس بينما والدته كانت ابنة عمدة القرية، لديه من الأشقاء خمس صبيان وثلاثة بنات.
درس في قسم الفلسفة بكلية الآداب، كما التحق بقسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعمل لفترة في المسرح القومي، وقدم العديد من المسرحيات، منها: (الليلة السوداء، سليمان الحلبي، دائرة الطباشير القوقازية)، وعندما مثل في السينما، كان منجذبًا لأدوار الشخصيات التي تمر بمشاكل نفسية، فركز طاقته على تجسيد صراعات الإنسان النفسية حتى أصبح متخصصا في هذه الأدوار الصعبة بل المُركبة حتى أطلق عليه لقب رائد السايكودراما في مصر,
اطلقت جامعة «كونكورديا» الكندية عليه لقب «رائد السيكودراما» على مستوى العالم، ولم يأت ذلك من فراغ فقد نجح فى تجسيد «عقد البشر» عبر ٢٠ فيلما سينمائيا منها: «الأخوة الأعداء، دموع الشيطان، وراء الشمس، الغجر» وأسس مسرح المائة كرسى التجريبى بالمركز الثقافى التشيكى بالقاهرة عام ١٩٦٩.
يعتز بالفيلم الإيطالى «الدورية»، فهو أول عمل عالمى فى حياته للمخرج روبرتو مونتيرو، وقدم فيه دور ضابط انتحارى مقابل أجر قدره ٤٠ جنيها، وحصل على نصف الأجر فقط لقيامه بحلاقة شعره تمامًا، ما أفسد «الراكور» ولم يكن يعرف ماذا تعنى كلمة «راكور».
منذ ٣٠ عامًا حمل بداخله جذور ل ٧ روايات قدم أول تلك الروايات «المخبول» فى عام ٢٠٠١، التى تعد أول رواية تطبع وتنشر لممثل مصرى، وشرح فيها كل أحداث ثورة ٢٥ يناير التى اندلعت فى ٢٠١١، وتم ترجمتها بأكثر من لغة ولاقت اهتمامًا من شخصيات بارزة مثل العالم أحمد زويل الذى أثنى عليها وقال: «إنها رواية تستحق الاهتمام». ثم الثانية «جراح النفوس»، والثالثة «مسافر على باب الله»، وهى قصته فى أمريكا، أما الأربع روايات الأخرى، فانتهي منها فى مكتبته الخاصة.
ساهم فى تكوين ملامح محيى إسماعيل والده رحمه الله، فقد كان عالمًا من علماء التربية والتعليم فى الأزهر، ويحمل أكبر شهادة فى عصره، وهى العالمية مع إجازة التدريس، والتى كان يحملها فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى، ووالدته بنت عمدة، وست طيبة جدًا تعطى فقط ولا تأخذ شيئًا وبيتهم الذى كان عبارة عن مكتبة كبيرة فنشأ محيى اسماعيل على حب القراءة، ولديه ٤ مكتبات فى شقته ولخص ما يقرب من ٢٥٠٠ كتاب، أطلق عليها عصير الكتب
يرى النساء هن الدواهي، والدوا.. هن.. لا عيش بلا.. هن، والبلا.. هن، أما فتاة أحلامه، فكانت سعاد حسنى، وصوره هو وهى يجعلها خلفية لموبايله.
وبالنسبة للزواج، تزوجت منذ عشر سنوات من سيدة راقية تشبه والدته ، وكان فى قمة السعادة، ولكن كان شرطه الوحيد لزوجته، أنه ليس من حقها إطلاقا أن تتدخل فى حياته
سعاد حسنى كانت فتاة أحلامه ومع ذلك رفض تقبيلها فى «بئر الحرمان» وبرر ذلك بانه لا يحب مشاهد «البوس»، بسبب التزامه الدينى فى هذا الوقت، ورفض مشهد تقبيل سعاد حسنى داخل أحداث الفيلم، لكن المخرج كمال الشيخ أصر على هذا المشهد، وحاولت «سعاد» أن تقنعنى قائلة: «دا تمثيل»، وبعد أداء المشهد ذهب لأداء الصلاة.
كان فيلم «خلى بالك من زوزو»،له اثر كبير فى حياته وكلمتة الشهيرة «جمعاء» حيث خرج الجمهور من الفيلم يقول «جمعاء»، و«يا واد يتقيل»، وظل العمل يعرض سنة ونصف السنة، وكان فى اليوم ٦ حفلات، وأصبحت كلمة «جمعاء» يقولها كل المفكرين وكتبت الصحف وقتها أن بداية تجسيد تيار التطرف والإخوان كان من خلال محيى إسماعيل فى «خلى بالك من زوزو».
صرحت من قبل أن سعاد حسنى أقوى فنيًا من فاتن حمامة لأن سعاد أسطورة رقصت وغنت ومثلت وعملت كل شىء، فلهذا أعتبرها أقوى فنيًا من فاتن حمامة، لكن فاتن حمامة جسدت هى الأخرى العديد من الأدوار المتباينة التى تؤكد عبقريتها، ففاتن ارتدت كل الملابس، لكن سعاد حسنى ارتدت كل الأحاسيس، بمعنى أن سعاد عملت كل الشخصيات وقدمت أحاسيس مختلفة، فضلا عن الاستعراض والغناء، لكن فاتن حمامة قدمت شخصية واحدة وارتدت أزياء مختلفة.
هناك صورة جمعته بنجيب محفوظ وكان يقول له نكتة، وهي: «واحد بوهيجى أبوه مات، فمشى فى الجنازة قعد يقول بويا»، فضحك، وقال لى برافو عليك أنت تؤدى النكتة ببراعة، وكان وقتها يريد أن يشاهد الفنان الذى سيجسد «جنون العظمة» فى فيلم «شاهد الملك».
لدى محيى اسماعيل صور عديدة فى منزله ولكنه يقف امام صورة العالم الكبير «توماس ألفا أديسون» لانه من العباقرة، واخترع أشياء كثيرة خدمت الإنسانية، ويقف أمامها اسماعيل كل صباح ليستمد منها الطاقة الإيجابية، فهو مثله الأعلى
حصلت على العديد من الجوائز، منها جائزة جمعية كتاب ونقاد السينما ١٩٧٥، وأحسن ممثل فى السينما عن فيلم «الأخوة الأعداء» من وزارة الثقافة ١٩٧٦، وجائزة التقدير من مهرجان طشقند السينمائى الدولى عن «الأخوة الأعداء» أيضا ١٩٧٦، وشهادة التقدير من وزير الإعلام عن فيلمى «تحقيق وريال فضة» ١٩٨٥، وأحسن ممثل عن بطولة «إعدام طالب ثانوى» من المركز الثقافى الروسى ١٩٨٢، وجائزة تقدير من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عن مجموعة أدواري الصعبة فى السينما ١٩٨٦، وجائزة التمثيل من مهرجان قرطاج السينمائى الدولى عن فيلم «الأقمر» ١٩٨٧، جائزة السيكودراما فى السينما من جامعة حلوان ٢٠٠٢، وجائزة الإبداع السينمائى من الجالية المصرية بنيويورك ٢٠٠٣، وجائزة الإبداع عن البطولات السينمائية فى الأدوار المركبة من المركز الكاثوليكى للسينما ٢٠٠٦، وجائزة الدكتور عادل صادق أستاذ الطب النفسى وعضو الكلية الملكية بلندن، لأنه مؤسس الفيلم النفسى غير المسبوق على أسس علمية ٢٠٠٠، ورائد السيكودراما فى السينما من كندا ٢٠١٠.