استيقظ العراق في السابع من نوفمبر 2021، على نبأ يفيد بنجاة رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، من محاولة اغتيال نفذت بـ3 طائرات مسيرة، صوبت نحو مقر إقامته بالمنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد.
وما إن بث الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام حول العالم؛ إلا وضجت الساحة الإخبارية عربيًا ودوليًا، بإدانة واستنكار المحاولة الإجرامية، التي حاولت استهداف رأس السلطة في العراق.
فيما تنصلت الميليشيات المسلحة في بلاد الرافدين، من محاولة اغتيال الرجل الذي يواجه انفلات السلاح والخلل الأمني؛ ويسعى جاهدًا لإعادة العراق إلى مكانته عربيًا ودوليًا من جديد، منذ منح حكومته الثقة في مايو 2020 .
ملاحقة مرتكبي محاولة الاغتيال
وبدوره، كشف اللواء يحيى رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية تفاصيل جديدة الإثنين، بشأن محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وقال رسول في تصريحات تلفزيونية، إن القوات الأمنية، حددت موقع انطلاق الطائرات المسيرة؛ مشيرًا إلى أن الطائرتين حلقتا بارتفاع منخفض يمنع كشفهما عبر الرادارات.
وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي، توعد بملاحقة مرتكبي محاولة الاغتيال، قائلًا: "سنلاحق الذين ارتكبوا جريمة الأمس، نعرفهم جيداً وسنكشفهم، وسوف تصل يد العدالة إلى قتلة الشهيد العقيد نبراس فرمان ضابط جهاز المخابرات الوطني العراقي".
فمن هو مصطفى الكاظمي رئيس الوزارء العراقي؟
مصطفى الكاظمي، هو رئيس سابق لجهاز المخابرات العراقي، وصحفي سابق ومفاوض ماهر، بات مستقبله السياسي مجهولاً بعد الانتخابات النيابية المبكرة، التي أجريت في أكتوبر 2021، التي أصر على إجرائها بموعدها المحدد.
تسلم "الكاظمي"، المولود في بغداد عام 1967، رئاسة جهاز المخابرات الوطني العراقي في يونيو 2016، في عز المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي. واستطاع نسج روابط عدة مع عشرات الدول والأجهزة والتحالف الدولي لدحر إرهاب وتطرف دعش.
اقرأ أيضًا: بـ3 طائرات مفخخة.. من يقف خلف محاولة اغتيال مصطفى الكاظمي؟ (فيديو)
وفي بداية مشواره العملي، درس "الكاظمي" القانون في العراق، كما عمل صحفياً وناشطاً مناهضاً للرئيس العراقي الراحل صدام حسين من أوروبا، التي هرب إليها وعاش لسنوات طربًا من بطش "حزب البعث" ليعود من الجديد إلى بغداد عام 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين، مشاركًا في تأسيس شبكة الإعلام العراقي، تزامناً مع دوره كمدير تنفيذي لـ"مؤسسة الذاكرة العراقية"، الموثقة لـ"جرائم نظام البعث".
وفي عام 2016، عين رئيس الوزراء آنذاك حيدر العبادي، "الكاظمي" في رئاسة جهاز المخابرات، واستمر بجهاز المخابرات حتى كلفه الرئيس العراقي برهم صالح، بتشكيل الحكومة العراقية، تزامنًا مع انطلاق «ثورة تشرين العراقية» أكتوبر 2019.
ومنذ أن منح البرلمان العراقي الثقة لحكومة الكاظمي في مايو 2020، حاول الكاظمي إعادة بلاده مرة أخرى لمكانته عربيًا ودوليًا، فشهدت العاصمة العراقية زيارة تاريخية للبابا فرنسيس في مارس واستضافت في أغسطس الماضي مؤتمراً دولياً، "القمة العراقية" شارك فيه رؤساء دول وقادة في المنطقة.