أوصى المشاركون في فعاليات المؤتمر الدولي الأول لكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة والذي عقد تحت عنوان" دور العلوم الشرعية والإنسانية في خدمة الدعوة الإسلامية"، باستثمار القواسم المشتركة للعلوم المختلفة، التي تهتم بالفهم الكلي لمقاصد العلوم الشرعية، في خدمة الدعوة الإسلامية، واعتبار الطروحات العلمية التي ضمها مجموع العمل العلمي المتضمن في مكتوب هذا المؤتمر المبارك نقطة انطلاق نظرية لتطبيقات عملية واقعية قابلة للتعامل بشكل مباشر مع كل مكونات العقل وفروع المنتج السلوكي بحرفية متخصصة.
كما طالب المشاركون في المؤتمر بوضع مناهج دراسية تجسد تصورات تنفيذية جاهزة للتداول المعرفي بين العلوم في ضوء الدراسات البينية؛ وتوجيه ذلك في صياغة تصور شامل يكون عقل الداعية، تيسيرا لتعامله مع واقع المستجدات الفكرية والاجتماعية والعلمية، فضلًا عن عقد دورات علمية متميزة لطلاب الكليات الشرعية، وشحذ هممهم نحو توظيف الأدلة والبراهين المختلفة في غرس الإيمان بالله تعالى، ودعم مصداقية قضاياه.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بإنشاء مواقع إلكترونية خاصة بتقديم خدمات تعليمية، وإرشادات تربوية، يقوم على إدارة برامجها متخصصون من هيئة التدريس، وخبراء توظيف العلوم الشرعية، والإنسانية في خدمة الدعوة الإسلامية، ناهيك عن التوسع في إنشاء مراكز لترجمة المؤلفات المعنية بشرح مقاصد الإسلام، وغاياته العظمى إلى اللغات الأخرى؛ قياما بواجب التعريف به، وقطعا للطريق على من يحاول التشويش عليه، وكذلك ترجمة الوارد إلى ثقافتنا وتحليله والتعامل معه على غرار ما يقوم به مرصد الأزهر الشريف.
كما أوصى المشاركون في المؤتمر بضرورة الانضواء تحت مظلة الأزهر الشريف، والاصطفاف حول ما يقوم به من دور فعال في مجال حوار الأديان بغرض التوصل لمرتكزات العيش الإنساني المشترك بين أنساق البشرية للاستمرار في دفع عجلة التنمية ونشدان الرخاء وتحقيق القوة الذاتية للأوطان، بالإضافة إلى الإفادة من علم الترجمة في متابعة المفاهيم المغلوطة التي تستهدف الدين الإسلامي، والعمل على تحليلها لرد الشبهات، ودفع مآربها، وتعطيل أدواتها.
وأكدوا ضرورة صياغة مشاريع خطابية منطقية وفلسفية عبر أطروحات علمية تستأنس بالقواسم الأخلاقية المشتركة بين الشرائع السماوية، تعمل على بناء الأخلاق، وتتصدي لموجات الإلحاد، وترشد النهم المادي الناتج عن الفراغ الديني الذي يجمد الاستقبال الشعوري لدى كل أنساق المجتمع وشرائحه وطوائفه.
وطالبوا بإنشاء مراكز تتبع ورصد لقياس تطور الوعي لدى الشباب، ووضع حلول تعززه إذا انتكس، وتعالج علته إذا ارتكس، وتحميه من السقوط في هاوية التطرف ومهوى التشدق والتكلف، وتحفز طموحاته إذا كان إيجابيًا، فضلًا عن عقد دورات مستمرة في العلوم المستجدة والمستهجنة لأعضاء هيئة التدريس والمعنيين بالبحث العلمي وتدريب الدعاة إلى الله تعالى؛ خاصة في مجال تقييم الأداء وقياسه؛ لرفع معدل الأداء، وتحسينه تماشيا مع التطور التصاعدي للعلوم، وتحاشيا للركود المعرفي في عصر السبق العلمي.
واختتموا التوصيات بضرورة اعتبار المعلوماتية مادة علمية من العلوم الإنسانية تعمل في خدمة الدعوة الإسلامية لتلبية الاحتياجات التوعوية في عصر العولمة، وتغطية كافة مساحات الخروج على النص، والتعامل مع القراءات المغلوطة لمعانيه وتفسيراته. ضمانا لتطوير كفاءات الدعاة، وحسن التعامل مع الفضاء الالكتروني الواسع، والإفادة منها في مجال الدعوة إلى الله تعالى.