صيحة قوية ممتلئة بالرغبة في الانطلاق والطيران، وكأنهم يريدون أن يصرخوا قائلين: «لن تمنعنا إعاقتنا عن الحياة، سنعيش ونرقص وننطلق ونطير" فذوو الهمم، أنعم الله عليهم بنعمة الصبر والتحمل والرضا".
وتقول إيناس عادل شبانة، المسئولة عن تعليم الأطفال من ذوى الهمم في فريق "الحمد" لمتحدي الإعاقة، أن هؤلاء في حاجة إلى من يحنو عليهم واستخدام طاقاتهم الإيجابية، فمعظمهم يتمتعون بقدرات ومواهب عن أقرانهم من الأصحاء، فهم يتمتعون بصفاء ونقاء نفسى داخلى، وجل ما يريدونه هو أن ترتسم الابتسامة على وجوههم، فهم يملكون رغبة قوية في التفوق والنجاح ولديهم هوايات وطموحات كثيرة لتحقيق ذواتهم حتى لا يشعروا بأنهم في حالة انعزال عن المجتمع.
وأضافت "شبانة" لـ"البوابة نيوز": أعمل في اتحاد الصناعات بالغرفة التجارية، سكرتير عام الجمعية المصرية للتكنولوجيا، وبالتزامن مع مشاركتي في معسكر تابع للجمعية، حضرت معسكر آخر لذوي الاحتياجات الخاصة، فقمت بالتعرف عليهم ومشاركتهم في أعمالهم، ومنذ ذلك الحين قررت أن أكون فريق "الحمد" لمساعدتهم وعلى الفور كونت فريق كشفي من الأولاد والبنات لمساعدتهم في التأهيل للبطولات والمسابقات، حيث إن الكثير من أهالي هؤلاء الأطفال لا يقدرون على نفقتهم لتعليمهم وتنمية مواهبهم، وإظهارهم للحياة بشكل طبيعي.
بطولات أفريقية لذوي الإعاقة في الألعاب الرياضية
وتابعت "شبانة": شارك الأطفال من ذوي الإعاقة في الأولمبياد والعديد من المسابقات، من ضمنها بطولة أفريقية مكونة من ٢٠ فريقا، وخرج من فريق "الحمد" مراكز أولى في عدة رياضات، منها محمود والذي حصل على المركز الرابع في رياضة البوتشي، محمد حصل على المركز الأول في رياضة السلة، أحمد والذي حصل على المركز الثاني في رياضة الجودو، وحضرنا مهرجانات كشفية عديدة منها مهرجان القبة ٣٦، ٣٧، ٣٨، كل ذلك ولا يوجد راع أو داعم لهؤلاء الأطفال إلى الآن، فلا يوجد من يقدر على تحمل مسئوليتهم، فالجميع يهاب مثل هذه المسئولية، ونستعد حاليا لبطولة ألعاب قوى بتاريخ ٧/ ١١.
مساعدات لذوي الهمم
أوضحت "شبانة": على الجانب الآخر، يوجد من يقدم يد المساعدة لهم، فبعض المؤسسات والأندية الرياضية تقدم المساعدات بالمجان لهم، مثل مركز شباب المنصورة والذي يعمل على تدريبهم في استاد المنصورة في الملعب الرئيسي، إلى جانب أننا قمنا بالتسجيل في الاتحاد المصري للإعاقات الذهنية، ودائمًا ما أطلب المساعدة من الآخرين والمؤسسات لتقديم ما في إمكانهم لهؤلاء، حتى يحصلوا على الحياة الطبيعية الكريمة، ومن الأشخاص الذين قدموا المساعدة لهم هالة البرعي اخصائية نفسية، فتقوم بدعم الأطفال بالكشف المجاني، وتم عمل كشوفات طبية أخرى مجانية لهم، مثل العمليات الجراحية والأسنان وغير ذلك، بمساعدة العديد من الأطباء، إلى جانب تعليمهم السباحة في بعض الأندية الرياضية والقيام برحلات ترفيهية لهم.
ملكات جمال ومواهب من ذوي الإعاقة
وأشارت "شبانة": قمت بتأهيل عدد من فتيات ذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في مسابقات ملكات جمال في الغردقة، وفي انتظار تحديد الموعد فنحن جاهزون بالملابس والبنات، إلى جانب تأهليهم للمشاركة في المناسبات الوطنية، فحلم هؤلاء الأطفال أن يصبحوا متميزين وموهوبين، مثل الأطفال الذين يكرمهم الرئيس السيسي، فالبعض منهم يتمنى أن يقف أمام الرئيس ليتم تكريمه، ويوجد أيضًا مواهب أخرى، منها يوسف السعيد قارئ للقرآن الكريم بصوت عذب وجميل وأحاديث نبوية، فارس العيسوي والذي يجيد الرقص والاستعراض بالتنورة والعصا، منال ومدحت وريهام لديهم موهبة في الأعمال اليدوية من الأكروميجالي والديكوباج وإعادة تدوير الأشياء، إلى غير ذلك من أعمال يدوية، منوهه إلى أنه تم الاتفاق مع مدرب استعراض لتكوين فريق فني للمهرجانات للمشاركة في أي حدث استعراضي أو لقاء.
حالة داون
وتابعت "شبانة": أن حالات الإعاقة الموجودة بالفريق هي حالات داون، التوحد، التأخر الذهني، التخلف العقلي، وفي هذه الفترة توافد بعض الصم والبكم، ونعمل على جذب جميع أنواع الاعاقات الأخرى من الحركية وغيرها فيما بعد، ولكن كل التركيز الآن على الفئة الأولى.
تحديات تواجه ذوي الهمم
قالت "شبانة": إن الصعوبات التي تواجه الأطفال ذوي الهمم، هي الحصول على كارينه الخدمات المتكاملة، فالكثير منهم لا يستطيع التسجيل على الرابط لأنه لا يمكن أن يخدم ٧ ملايين شخص فالعدد كبير، بالإضافة إلى عدم وجود الوعي الكافي لدى البعض منهم للتسجيل، فأتمنى أن يتم تيسير الأمر لهم حتى لا يتعرضوا للجشع من مراكز الإنترنت الخارجية "السنتر"، إلى جانب ضرورة توفير أشخاص لخدمتهم والذي سيسهل عليهم الكثير من الأمور الحياتية، فهم جنة الله في أرضه وأنقى وأطهر ما على الأرض، ويمتلكون مواهب خارقة ولكن ليس لأسرهم حيلة في أمرهم، فالكشف بمبالغ طائلة.
مطالبات
واختتمت"شبانة" حديثها: لا بد للدولة والأسرة الوقوف بجانبهم وتشجيعهم بشتى الطرق في استغلال تلك المواهب والقدرات الخاصة، حتى يشعروا بأنهم ذو قيمة كبيرة داخل المجتمع، يؤثرون ويتأثرون بما يحدث حولهم وأتمنى أن يوجد لدينا داعم للأهالي.