سلموا عقولهم لشيطان «الكيف» الذي سلب أموالهم وممتلكاتهم وصحتهم وجردهم من جميع المشاعر الإنسانية، وحولهم لمجرمين بعد ارتكابهم أبشع الجرائم في حق أنفسهم والمجتمع، حتى أقرب الناس لا يسلمون من شرورهم، تحت تأثير عامل مشترك في تلك الجرائم وفقًا لتحريات وتحقيقات رجال البحث الجنائي وهو «المخدرات».
قاتل الإسماعيلية
صورة شاب عادي يرتدي ملابس باهظة الثمن يقف أمام كرسي داخل قاعة أفراح، لا يشغل باله سوي بالحفاظ على صحته وجسمه القوي.
نفس صورة الشاب يرتدي ملابس رثة يقف وسط الشارع بوجه شاحب، ويديه موثقة بالكلابشات ليمثل جريمة قتل بشعة ارتكبها في حق مواطن آخر، في وضح النهار، سدد خلالها له عدة ضربات مستخدما سلاح أبيض ثم قام بفصل رأسه عن جسدة.
الفرق بين الصورتين
وفقا لتحقيقات النيابة العامة فإن المتهم مؤخرا اعتاد تعاطي الموادِّ المخدِّرة، حيث التقي يومَ الواقعة بالمجني عليه، ودار بينهما حوارٌ لدقائق انتهى بارتكاب المتهم جريمته، وأفصح للمارَّة خلالَ اعتدائه على المجني عليه عن وجود خلافات سابقة بينهما ليتراجعوا عن الذَّوْد عنه، ثم تعدى على اثنينِ من المارَّة أحدهما على سابق علاقة به، فأحدث بهما بعض الإصابات وحاول الفرار من محلِّ الواقعة إلا أن الأهالي طاردوه حتى تمكنوا من ضبطه.
وباستجواب المتهم فيما نُسب إليه من قتل المجني عليه عمدًا مع سبق الإصرار والترصد واقتران تلك الجناية بجنايتي الشروع في قتل المصابيْنِ الآخرين، أقرَّ بارتكابه الواقعة وتعاطيه موادَّ مخدِّرة مختلِفة صباحَ يوم حدوثها وحدد أنواعها، وعلى هذا أمرت النيابة العامة بحبسه احتياطيًّا أربعة أيام على ذمة التحقيقات، ثم إحالته محبوسا للمحاكمة الجنائية.
جريمة الإسكندرية
"قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي عليا حجر".. مثل شعبي قديم يصف حال جريمة قتل بشعة شهدتها منطقة الحضرة بالإسكندرية، تجرد خلالها شاب من إنسانيته وقام بذبح والديه داخل شقتهما، بسبب رفضهما منحه أموال لشراء المخدرات.
شيطان بني سويف
لم يجد "شاب" في العقد الثالث من العمر، طريقة ينتقم بها من والدته سوي قتلها، بضربها على رأسها بشاكوش وطعنها بسكين المطبخ وإلقاء جثتها في منور المنزل وأصاب والده بإصابات بالغة لرفضهما منحه أموالًا، لشراء المخدرات، في مشهد مأساوي أضحى حديث أهالي قرية الشناوية التابعة لمركز ناصر، شمال بني سويف.
وتبين من التحريات الأولية وأقوال نجلهما، أنه تشاجر مع والدته عقب رفضها منحه أموالًا لشراء المخدرات عقب تركه لعمله بإحدى الشركات الخاصة، فضربها على رأسها بالشاكوش، وطعنها بسكين المطبخ، وقام بإدخالها لـ"منور" المنزل، جثة هامدة.
وعقب انتهائه فوجئ بعودة والده بعد أدائه صلاة العشاء فقام بفتح باب المنزل له، وباغته بضربة على رأسه وذراعه بالشاكوش، ليسقط غارقًا في دمائه، وفر مسرعًا لمركز شرطة ناصر، ليبلغ عن جريمته، وأرشد عن أدوات الجريمة.
الطب النفسي
قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن انتشار المواد المخدرة خلال الفترة الماضية، بمختلف أنواعها أصبح العدو الأول للمجتمع المصري، بسبب ارتكاب المتعاطين الجرائم المتنوعة التي تهدد أمن المواطنين، مشيرًا إلى أن وقوع الجرائم يرجع بنسبة ٩٠ ٪ إلى تعاطي المخدرات.
وأضاف في تصريحات خاصة ل «البوابة»، أن الأنواع الجديدة المنتشرة في الشارع المصري، مثل، الإستروكس.. الشابو.. البودر، من أخطر المواد المخدرة والتي تؤثر على الفرد حال تعاطيه لها، خاصة مخدر «الشابو»، والذي كان يستخدمه العمال في اليابان حتى يمنحهم القدرة على العمل لساعات طويلة، ثم انتقل بعدها إلى دول الخليج، ثم دخل مصر عن طريق العمال المصريين العائدين من الخليج، مستطردا: "أكبر نسبة تعاطي وانتشار لهذا المخدر توجد في محافظة سوهاج"، ورغم جهود وزارة الداخلية في التصدي لترويجه، إلا أنه أصبح يشكل خطرا كبيرا على المجتمع، مستطردا: "الشابو أصبح ينافس مخدر الترامادول وهما أخطر نوعان على الشارع المصري".
وأوضح: متعاطي "الشابو"، يشعر وكأنه في حلم وهذا يجعله يقوم بأى جريمة دون الإحساس بفعله إلا بعد أن يزول تأثير المخدر، لأنه يكون تحت تأثير "الهلاوس السمعية" يعتقد خلالها بأنه يسمع أصواتا تعطيه أوامر بالقتل، وينفذ تلك الأوامر حتى يرتاح من تلك الهلاوس التي تنتابه باستمرار بسبب تأثيره على خلايا المخ، ليحول الشخص إلى مجرم لديه استعداد للقتل والسرقة وإيذاء من أمامه بدم بارد.
واستطرد: "يجب على جميع فئات المجتمع وفي مقدمتها مؤسسات الدولة التكاتف، لمنع وقوع تلك الكوارث فالداخلية عليها محاربة تجار الكيف، للحد والقضاء على انتشار السموم المخدرة، كما أن رجال الدين عليهم تقديم النصح الديني الصحيح للأشخاص من خلال عقد نداوت في القري ومراكز الشباب للتوعية من مخاطر الإدمان والتفكك الأسري، ومحاربة الأفكار الشاذة عند الشباب، مشيرا إلى أن الأهالي يجب عليهم مراقبة سلوك أبنائهم وعدم تركهم في الشارع مع أصدقاء من رفقاء السوء".
القانون
وفي نفس السياق قالت الدكتورة فاطمة زغلول المحكم الدولي وعضو لجنة المحامين العرب، إن هذه الجرائم تعد قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، مشيرة إلى أن عقوبتها الإعدام، مشيرة إلى أنه طالما لا يوجد مانع من موانع المسئولية وهو الجنون وفقدان العقل، وهذا الأمر يكون بعد تحقيق وتقرير طبي فنى يصدر من مستشفى الطب النفسي والشرعى، ويقوم بفحص قواه العقلية كى يتأكد من كونه مسئولا عن أفعاله.
حوادث وقضايا
«الكيف القاتل».. جرائم مروعة تهز المجتمع والسبب «المخدرات».. خبير نفسى محذرا من خطورة «الشابو»: يحول الشخص لـ«قاتل بدم بارد»
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق