تعتبر الأطر التشريعية والسياسات المتعلقة باستخدام واستهلاك التبغ، الخطوة الأولى في جهود الحد من التدخين، ولكن الأهم من ذلك، النظر إلى المقاربة الخاصة لمفهوم "الحد من الضرر،"، لا سيما بأن هناك مدخنين بالغين لا يودون الإقلاع نهائياً عن التدخين، علماً بأن الخيار الأفضل هو الإقلاع النهائي عن التدخين. وهنا يأتي دور منتجات التبغ البديلة، والتي تعمل على إقصاء عملية الحرق واستبداله بالتسخين، وبالتالي المساهمة بشكل كبير في تخفيض مستويات المواد الكيميائية الضارة التي تقف وراء غالبية الأمراض المرتبطة بالتدخين.
إن فرض سياسات تشريعية غير واقعية على منتجات التبغ المختلفة، يؤدي إلى تثبيط "الحد من الضرر"، وبالتالي إفشال جهود الحد من التدخين، الأمر الذي يدعو لنظرة مختلفة ما بين التشريعات المفروضة على منتجات التبغ التقليدية والمنتجات البديلة، فمعاملتها كمنتج واحد من حيث التشريعات يقوض مفهوم "الحد من الضرر".
إن الاختلاف ما بين التشريعات المفروضة على المنتجات التقليدية عن تلك الخاصة بالمنتجات البديلة، والتي تعدّ خياراً أفضل من السجائر التقليدية بالرغم من كونها غير خالية تماماً من المخاطر، يسهم في توسيع نطاق الحد من أضرار التبغ، لتحفيز المزيد من المدخنين البالغين للتحول لمنتجات النيكوتين التي تعتبر بديلاً أفضل من منتجات التبغ التقليدية.
وفي هذا الصدّد، نشرت وكالة الصحة العامة في إنجلترا تقريرها مؤخراً، وهو التقرير السابع المستقل حول استخدام السجائر الإلكترونية المعروف بـ (Vaping)، والذي أعده باحثون في الجامعة العريقة "كلية الملك في لندن King’s College"، متضمناً أدلة حول استخدام السجائر الإلكترونية للإقلاع عن التدخين ومعلومات مفيدة من أجل السياسات المتعلقة بهذه البدائل وتنظيمها.
وقد أكد التقرير، الذي تم نشره في بيان صحفي صدر في فبراير من العام الجاري 2021، بأن المنتجات البديلة مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن هي خيار أفضل من السجائر التقليدية للمدخنين البالغين، وأن هناك مفاهيم غير صحيحة وتصورات خاطئة حول الضرر النسبي للبدائل غير القابلة للاحتراق، وأن الحكومات لها دور تلعبه في تصميم السياسات التي تشجع المدخنين على التحول لاستخدام البدائل في حال عدم استطاعتهم الإقلاع عن التدخين نهائيا. كذلك، فقد أشارت الأدلة إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية (Vaping) هي وسيلة أفضل من العلاج ببدائل النيكوتين أو معالجة النيكوتين بالإعاضة للإقلاع عن التدخين.
وهنا لابد، من التذكير بأن إحدى البدائل الجديدة الفعالة هي آلية تسخين التبغ بدلاً من حرقه، التي أحدثت تغييراً جوهريا، والتي ستسهل تحقيق الهدف العالمي الرامي للوصول لمستقبل خالٍ من الدخان، والتي تعتبر مخرجاً أفضل بالنسبة للمدخنين البالغين للابتعاد عن استهلاك السجائر التقليدية.
إن الجهود لتخفيض نسب المدخنين، يعتمد على العديد من الآليات المتاحة والتي تحتاج من صانع القرار لأخذها بعين الاعتبار وأهمها إيجاد تشريعات تساهم في تحول ووصول المدخنينن البالغبين الراغبين بالاستمرار بالتدخين إلى منتجات بديلة أثبت العلم بأنها تنتج مواد كيميائية ضارة أقل مقارنة بالسجائر التقليدية، غير أنها غير خالية من المخاطر، علماً بأن أفضل خطوة هي الإقلاع النهائي عن التدخين ومنتجات التبغ والنيكوتين.
هذا المقال برعاية فيليب موريس مصر.. رقم التسجيل الصريبي..
450-225-747
