الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

جميلة الجميلات.. ظلمتها السياسة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مشهد متكرر:
- صباح الخير.
- صباح الخير يا حسين.
ينحني حسين وهو في الستينيات ليقبل يد والدته البالغة من العمر ٩٠ عاما.
- شايف حضرتك مطلعة ألبومات الصور وبتتفرجى على الصور 
- بتفرج على عمرى يا حسين، صور من أول يوم اتولدت فيه في إسكندرية نوفمبر سنة ١٩٢١، لحد دلوقتى ٩١ سنة عمر كبير.
- ربنا يبارك في عمر جلالتك سمو البرنسيس.
- يا ولد ياخلبوص بحب كلامك زى كلام والدك الله يرحمه، رغم أنه كان وزير حربية لكنه كان لطيف ودمه خفيف وعلى طول بيضحكنى، الفيلا دى شهدت الأيام الصعبة اللى عشناها سوى لحد ما توفى. 
- كان اقتراح حضرتك أنكم تعيشوا هنا.
- طبعا أنا بحب إسكندرية قوى، عارف سموحة دى في الخمسينيات مكانش فيها ١٠ أفراد على بعض.
المشهد الأخير: 
- إيه هى الوالدة مصحتش ولا ايه.
- لا حضرتك وإحنا مرضناش نزعجها لحد ما تطلب قهوتها. 
- لكن هى كده اتأخرت قوي، أنا هطلع أشوفها..
ماما ماما.
وهنا تنخفض ضربات قلب حسين. 
البرنسيس، فارقت الحياة. 
ماتت شمس الإسكندرية دون أن يدرى بها أحد.
هى: فوزية فؤاد إسماعيل إبراهيم محمد على باشا.
ماتت الأميرة فوزية أخت الملك فاروق وعمة أحمد فؤاد آخر ملوك مصر وزوجة شاه إيران وزوجة إسماعيل شرين آخر وزير حربية في العصر الملكى.
عاشت هى وابنها كما كتب كريم نور طوبار على موقع "ماسبيرو زمان"، سيدة عادية دون تكلف، دون أن يعرف أحد أن هذه السيدة هى أميرة مصر وملكة إيران في يوم من الأيام.
ماتت أجمل نساء الكون.
ولدت جميلة الجميلات في الإسكندرية ٥ نوفمبر ١٩٢١ وماتت في الإسكندرية ٢٠١٢.
تزوجت في لعبة سياسية، آخر شاه لإيران ولها منه بنت شهناز محمد رضا بهلوى، وتطلقت منه بإرادتها، وتزوجت بإرادتها وعن حب، آخر وزير حربية في عصر أخيها الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان ولها منه ولد (حسين) وبنت (نادية).
لها ٣ حفيدات فوزية من بنتها شهناز وحفيدتان فوزية رشيد من بنتها نادية إسماعيل شرين والثالثة أيضا من بنتها نادية إسماعيل شرين من زوجها الفنان يوسف شعبان اسمها سينا يوسف شعبان. 
فقدت تاجين تاج إيران وتاج مصر، ولم تهتم وعاشت حياتها في الإسكندرية التى عشقتها.
توفى ابنها حسين حزنا على أمه ولم يرض ببيع الفيلا التى عاشت بها.
ولدت الأميرة فوزية بنت فؤاد في قصر رأس التين بالإسكندرية، كان لها أصول ألبانية، تركية، فرنسية وشركسية. وكان جدها من ناحية أمها الملكة نازلى هو اللواء محمد شريف باشا الذي كان من أصل تركي وشغل منصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية. واحد من أجداد أجدادها كان سليمان باشا الفرنساوي وهو ضابط فرنسي في الجيش خدم في عهد نابليون، واعتنق الإسلام، وأشرف على إصلاح الجيش المصري تحت حكم محمد على باشا.
تعلمت الأميرة فوزية في سويسرا وكانت تجيد الإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى لغتها الأم العربية.
كان جمالها في كثير من الأحيان يقارن مع نجوم السينما هيدي لامار وفيفيان لي.
كان زواج الأميرة فوزية من ولي العهد الإيراني الأمير محمد رضا بهلوي مخططا له من قبل والد الأخير، رضا شاه. 
لم ينبهر المصريون بالهدايا المرسلة من رضا خان إلى الملك فاروق لإقناعه بأن تتزوج أخته محمد رضا، وعندما جاء وفد إيراني إلى القاهرة لترتيب الزواج، أخذ المصريون الإيرانيين في جولة في القصور التي بناها إسماعيل باشا، لإبهارهم بها. لم يكن الملك فاروق في البداية يرغب في تزويج أخته إلى ولي عهد إيران، ولكن على ماهر باشا - وهو المستشار السياسي المفضل لديه- أقنعه أن الزواج والتحالف مع إيران من شأنه تحسين وضع مصر في العالم الإسلامي ضد بريطانيا. 
في نفس الوقت، كان ماهر باشا يعمل على خطط تزويج أخوات فاروق الأخريات إلى الملك فيصل الثاني ملك العراق وإلى ابن الأمير عبد الله من الأردن، وخطط لتكوين كتلة في الشرق الأوسط مهيمن عليها من قبل مصر.
بعد الزواج، منحت الأميرة الجنسية الإيرانية. بعد عامين، تولى ولي العهد الحكم بدلا من أبيه وأصبح شاه إيران. 
بعد صعود زوجها إلى العرش بفترة قصيرة، ظهرت الملكة فوزية على غلاف مجلة لايف، وتم تصويرها من قبل سيسيل بيتون الذي وصفها بأنها "فينوس الآسيوية" مع "وجه مثالي على شكل قلب وعيون زرقاء شاحبة ولكن ثاقبة". قادت فوزية الجمعية حديثة التأسيس لحماية النساء الحوامل والأطفال في إيران.
لم يكن الزواج ناجحا. كانت فوزية غير سعيدة في إيران، وغالبا ما افتقدت مصر. وكانت علاقتها مع والدة وأخوات زوجها سيئة، حيث رأتها الملكة الأم وبناتها كمنافس لهم، وكان هناك عداء مستمر بينهن.
عولجت فوزية بسبب الاكتئاب من قبل طبيب نفسي أمريكي، حيث ذكرت له أن زواجها كان بلا حب، وأنها ترغب بشدة في العودة إلى مصر، ونظرتها إلى طهران على أنها متخلفة بالمقارنة مع القاهرة الحديثة.
انتقلت الملكة فوزية (كان لقب الإمبراطورة لم يستخدم حتى الآن في إيران في ذلك الوقت) إلى القاهرة في مايو ١٩٤٥ وحصلت على الطلاق. 
في كتابها أشرف بهلوي، ذكرت الأخت التوأم للشاه أن الأميرة هي التي طلبت الطلاق وليس الشاه، وغادرت فوزية إيران لمصر، على الرغم من المحاولات العديدة من جانب الشاه لإقناعها بالعودة، وبقيت في القاهرة. 
لم يكن هذا الطلاق معترفا به لعدة سنوات من قبل إيران، ولكن في نهاية المطاف تم الحصول على طلاق رسمي في إيران في ١٧ نوفمبر ١٩٤٨، مع استعادة الملكة فوزية مميزاتها كأميرة لمصر، وكان شرطا رئيسيا في الطلاق أن يتم ترك ابنتها لتربى في إيران. 
أنجبت نادية شيرين (ديسمبر ١٩٥٠ –أكتوبر ٢٠٠٩). والتى تزوجت في البداية (وتطلقت من) الفنان يوسف شعبان.
وكانت تقارير قد ذكرت بالخطأ أن الأميرة فوزية قد ماتت في يناير ٢٠٠٥، بعد أن خلطت بعض الصحف بينها وبين الأميرة فوزية فاروق (١٩٤٠-٢٠٠٥)، أحد ثلاث بنات للملك فاروق.
وترحل جميلة الجميلات ٢٠١٢ في سن ٩١، وتدفن في القاهرة بجانب زوجها الثاني.
وما زالت مدينة في إيران، وهي Fawziabad، تحمل اسم الأميرة فوزية. بينما شطبت القاهرة اسمها من أحد شوارع المعادي بالقاهرة (شارع الأميرة فوزية).