قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقريره الشهري حول الاقتحامات الصهيونية التي تتعرَّض لها ساحات المسجد الأقصى المبارك، إن ٢,٢٥٤ صهيونيًّا اقتحموا ساحات "الأقصى" خلال شهر أكتوبر الماضي، تحت حراسة أمنية مشددة من قِبَل شرطة الاحتلال.
وأكد المرصد في تقريره أن شهر أكتوبر شهد عددًا من الانتهاكات داخل ساحات الأقصى، كان أبرزها قرار ما تُسمى "محكمة الصلح" التابعة للكيان الصهيوني بالسماح للمستوطنين بأداء "صلوات صامتة" داخل الساحات، وهو القرار الذي يحض على تزايد وتيرة الاقتحامات وشرعنتها.
ويحذر المرصد من خطورة التدخل السافر من قبل القضاء الصهيوني في شئون الأقصى المبارك، وقراراته العدوانية إزاء المسجد؛ إذ يسعى من خلالها إلى تغيير الوضع القائم لخدمة المستوطنين، وتمكينهم من أداء صلوات وطقوس لا تتناسب وقدسية المكان المُقدس، مشددًا على أن محاكم الكيان الصهيوني ليست صاحبة صلاحية وليست ذات اختصاص.
وأشار التقرير إلى احتفاء منظمات الهيكل "المزعوم" بقرار المحكمة الصهيونية، عبر صفحاتها على المنصات المختلفة، حيث دعت المستوطنين إلى تنفيذ المزيد من الاقتحامات، وقامت بتعديل برنامج الاقتحامات اليومية ليتضمن الصلوات والطقوس عوضًا عن الاقتحامات المجردة. بدوره، قال المتحدث باسم منظمات الهيكل، "أساف فريد" إن العودة إلى الأقصى حقيقة قائمة، بعدما اعترفت بها الشرطة، ومؤخرًا أعطتها المحكمة طابعًا قانونيًا.
من جانب آخر، سلط تقرير مرصد الأزهر الضوء على أحد أخطر الأنفاق خطورة على مدار السنوات الماضية، والذي تم الكشف عنه مؤخرًا، وتنفذه سلطات الاحتلال وجمعية "إلعاد" الاستيطانية منذ مطلع العام الجاري، ويبلغ طوله ما بين ٢٥٠ - ٣٠٠ مترًا، وارتفاعه نحو مترين، وعرضه من متر إلى متر ونصف، بعمق ١٥ مترًا تحت الأرض، لينضم إلى سلسة الأنفاق الكبيرة التي تحفرها سلطات الاحتلال أسفل المسجد الأقصى ومحيطه، وتتركز معظمها أسفل منطقتي وادي حلوة وعين سلون.
ولفت المرصد إلى أن المشاريع التهويدية والحفريات التي تنفذها سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية في المسجد الأقصى ومحيطه، تهدف إلى تطويق المسجد وإحداث تصدعات وتشققات في الجهات المحيطة به، وهو ما ظهرت آثاره في مناطق متفرقة.
وفي ختام التقرير، شدد مرصد الأزهر على رفضه لأي قرار صهيوني من شأنه أن ينال من قداسة الأقصى المبارك، أو يفرض وقائع جديدة داخل ساحاته، مطالبًا بضرورة الحفاظ على الوضع القائم في المسجد، وعدم استفزاز مشاعر أكثر من مليار مسلم حول العالم، باعتبار أن المسجد الأقصى بكامل مساحته ومصلياته هو حق خالص للمسلمين وحدهم وليس لليهود ذرة تراب واحدة فيه.