توفي صباح اليوم، اللواء أركان حرب عبدالمنعم سعيد أحد قادة حرب أكتوبر المجيدة.
اللواء عبدالمنعم سعيد من مواليد مدينة المنصورة في 15 مايو سنة 1933، لأب كان يعمل بتجارة الأصواف، وتوفى والده وهو لم يبلغ العاشرة من عمره، ثم لحقته والدته، فانتقل إلى القاهرة عام 1942، ليستقر في حي الأزهر.
حصل على التوجيهية عام 1952، وكان مجموعه يؤهله لدخول كلية الهندسة إلا أن طريقه قد تغير مع اندلاع ثورة 23 يوليو 1952، وكان من ضمن مبادئها إقامة جيش وطني، فغير رأيه وقدم أوراقه للكلية الحربية.
تخرج عبد المنعم سعيد في الكلية الحربية في الثالث من مارس سنة 1955، في حفلة حضرها الرئيس جمال عبدالناصر، وعين في لواء المشاة بالإسكندرية، وكان يقوده العقيد أركان حرب أنور القاضي.
في نهاية عام 1958 نقل إلى مدرسة المشاة، ليعمل معلمًا للأسلحة الصغيرة، ويستمر في هذه المدرسة العريقة التي تربى فيها كل ضباط المشاة بداية من فرق قادة فصائل وحتى قادة ألوية، وفى تلك الأثناء رقى إلى رتبة النقيب.
في تلك الأثناء تقدم للترشيح بكلية القادة والأركان، وحصل على المركز الأول في التقديم، فسافر إلى روسيا سنة 1965 للدراسة بأكاديمية “فرونز” للحصول على درجة الماجستير في العلوم العسكرية، وظل هناك حتى اندلعت حرب يونيو 1967.
رجع من الاتحاد السوفيتي بعد أن حصل على دورة أركان الحرب فصار الرائد أركان حرب عبد المنعم سعيد، وعين ضابط عمليات بالجيش الثاني الميداني، في فرع التخطيط، وعمل مع قادة الجيش الكبار الأوائل مثل: اللواء أحمد إسماعيل، واللواء عدلي سعيد، واللواء توفيق عبدالنبى، واللواء عبد المنعم خليل، وفى تلك الأثناء شهد إعادة بناء القوات المسلحة، وأشرف على التدريب المستمر لتعويض الخسائر الفادحة التي سببتها الحرب.
واستمر عبد المنعم سعيد في شعبة العمليات وعمل أيضا ضابطًا لخطط الجيش الثاني مع اللواء عبد المنعم خليل، وكان يقوم بتنظيم تعاون مع القوات المعاونة من الصاعقة والبحرية والقوات الجوية، وخطط التدريب كانت شهرية، وكان ينظم التعاون مع الجيش الثالث لتنظيم المهام في منطقة فايد قبل عرضها على وزير الحربية بالقاهرة، وكان قادة الجيش يتمسكون به فتأخر تعيينه كقائد كتيبة إلى عام 1970الذى رقى فيه إلى رتبة العقيد، فعين قائدًا للكتيبة 149 باللواء 30 مشاة مستقل ببورسعيد لمدة عام.
بعد ذلك انطلقت شرارة حرب الاستنزاف التي استمرت سبعة أشهر، وكان هدفها الضغط على إسرائيل واختبار قدرة القوات المسلحة العسكرية وإمكانياتها الحقيقية وهى حرب مخططة، كانت تخطط كل شهر، كان يعرضها قادة الجيوش على القائد العام، وفى هذه الحرب تم استخدام كل التكتيكات المختلفة وكل الأسلحة المتنوعة، وهى التي مهدت لحرب أكتوبر، وتم وقف إطلاق النار في 8/8/1970، وبدأ الإعداد لحرب أكتوبر.
واستكمالًا للدور الذي لعبه في حرب الاستنزاف تم تعيينه بهيئة العمليات في فرع التخطيط التي كان يرأسها اللواء أركان حرب محمد عبد الغنى الجمسى.
وعن خطة الحرب قال اللواء عبد المنعم سعيد: “خطة حرب أكتوبر ترتكز على قيام القوات المسلحة باستخدام قواتها الجوية في القيام بضربة أو ضربتين في الأهداف الرئيسية بإسرائيل كالمطارات والرادارات وفى نفس التوقيت تقوم المدفعية بقصف مدفعي مستمر لمدة 53 دقيقة وتمهيد بهدف شل حركة العدو، ثم تعبر الجيوش الميدانية تحت ساتر النيران وتقتحم قناة السويس لمهاجمة العدو وتأمين الجنود المستخدمين لخراطيم المياه وعمل رؤؤس كباري، وتم توظيف جميع الأسلحة في وقت واحد الطيران له توقيت الثانية وخمس دقائق والمدفعية بمجرد أن يعبر الطيران قناة السويس تبدأ بالقصف حيث تم القصف بـ 2000 قطعة مدفعية ضربت 10500دانة في أول دقيقة، وهذا ما جعل العدو يكمن في الخنادق ومكن الجنود من الاقتحام، وكان كل هذا التخطيط قبل الحرب، ونفذ بكل دقة وحتى ميعاد الحرب كان له تخطيط ودراسة ولماذا اختيار الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرًا، كما تمت دراسة الشمس والقمر ودراسة حركة الموج واختيار العاشر من رمضان لأنه يكون النصف الأول من الليل إضاءة، حتى يتم تركيب الكباري على ضوء القمر، ثم في النصف الثاني من الليل يكون مظلمًا حتى تمر الدبابات لكي لا يراها العدو”.
وانتصرنا برغم كل الصعوبات التي واجهت التخطيط والتنفيذ والأسلحة القديمة التي يمدنا بها الروس بالرغم من تقدم العدو في التسليح حيث تمده الولايات المتحدة بأحدث الأنواع وتم التغلب على هذا بالإرادة وعزم الرجال.
في عام 1975عين العقيد أح عبد المنعم محمد سعيد قائدًا للواء الرابع مشاة من الفرقة الثانية، وفى 1978 حصل على الزمالة من أكاديمية ناصر العسكرية العليا، وسافر إلى أمريكا سنة 1981 للحصول درجة الزمالة، وعين قائدًا للفرقة الثالثة مشاة 1982، وفى عام 1983عين رئيسًا لفرع التخطيط بهيئة العمليات، ثم رئيسًا لأركان المنطقة الغربية سنة 1984، وفى سنة 1985 عين قائدًا للجيش الثاني الميداني، وفى أغسطس 1986 عين رئيسًا لهيئة العمليات حتى مايو 1990، حتى خرج ليعين محافظ السويس، وفي عام 1991 عين محافظًا لجنوب سيناء، وفى عام 1993عين محافظًا للبحر الأحمر.