قدم الدكتور حبيب ظاهر العباس من العراق خلال مداخلته صباح اليوم بالمحور الفكري المصاحب لفعاليات مهرجان الموسيقى العربية فى نسخته 30 رؤية مستقبلية لتعليم الآلات الموسيقية العربية حيث قال :"إن هذا البحث يؤسس بما يقدمه من رؤى مستقبلية لتعليم ألآت الموسيقى العربية في عموم الوطن العربي، وبالتالي قد يوفر أطراً موضوعية ومجسات حقيقية لضرورة إعادة النظر في طرائق تعليمها وضمن حدود منهجية تتواءم وتنسجم وهوية الموسيقى العربية".
وأكد العباس أنه يمكن التوسع في نطاق التعليم الموسيقي ومناهجه في الوطن العربي، وهذا يتطلب امتلاك ذخيرة موسيقية، كما يتطلب رؤى مستقبلية تجسد خططاً ومعارف ووسائل ومناهج جديدة تتناغم مع حركة التطور.
وأوضح أن هناك عدة أطر يجب اتباعها للنهوض بطريقة تعليم الموسيقى وان الوسيلة المثلى لإيجاد الحل المناسب والأمثل لإصلاح هذه الحالة وتقويمها في الاتجاه الصحيح.
وتابع:"وباتت الحاجة ملحة لمراجعة أهداف ومضامين وبرامج ومناهج الموسيقى، والتوجه نحو تأليف وإعداد مناهج موحدة تؤكد لنظام تعليمي متدرج ينهل من معين الموسيقى العربية، وان تتبوأ الغزارة في موروثنا العربي المحور الأساسي لبناء مناهج مؤسساتنا الموسيقية، ولا تستبعد عن مقومات الحياة المعاصرة والانتفاع منها باتجاه أن تكون عامل إثراء لا عامل إفقار وتشويه هوية الموسيقى العربية.
وبين أن من بين المشاكل المعرقلة لسير التعليم الموسيقي قلة المختصين العاملين في المؤسسات التعليمية "والمتوفر منهم في حاجة ماسة إلى تنمية تأهيله التربوي"، فنجد الأستاذ ينشط في الوقت ذاته داخل القطاع المهني "الاستوديوهات، الحفلات، المناسبات الخاصة"، وكثيراً ما نجد أن التلميذ يجتذبه او يحتويه ذلك القطاع المهني بصورة مبكرة، عزفاً أو غناءاً او الاثنين معاً، قبل أن يستوفي الفترة المقررة، ويكون ذلك سبباً في الانقطاع عن مواصلة التعليم، إذ قد يكتسب في الممارسة المهنية ما لا يكتسبه في المؤسسة التعليمية. وللحد من هذه الظاهرة وأمام هذه الإغراءات التي تقدمها الأماكن العامة، يتوجب التفرغ تماما لمهنة التدريس والتخلي عن النشاطات المهنية، بعد تهيئة فرص مناسبة للمعنيين بتدريس الموسيقى وبما ينسجم مع الجهد الذي يبذلونه، وتوفير أفضل السبل "مادياً ومعنوياً" لتحقيق رسالتهم المنشودة بوصفهم أداة فاعلة من أدوات تحقيق برامج المؤسسات التعليمية للموسيقى.
وانطقت منذ قليل فعاليات المحور الفكري المصاحب لفعاليات مهرجان الموسيقى العربية فى نسخته 30 بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية وذلك بحضور مجموعة كبيرة من الباحثين والأكاديميين في مجال الموسيقى العربية.
وتحمل محاور اليوم عنوان " تعليم آلات الموسيقى العربية اشكالياته وقضايا" ويشارك بها كلا من الباحثة السورية هبة ترجمان ببحث بعنوان "التجربة السورية بتعليم الموسيقا العربية والتراثية للأطفال واليافعين إشكاليات وحلول" تجربة معهد صلحي الواداي التابع لوزارة الثقافة وتجربة معهد أوتار الخاص"
نموذجاً، والباحث الفلسطيني محمود منيب علي رشدان وورقة بحثية بعنوان" أسلوب تدريس آلة العود للمبتدئين من خلال الأغنية الشعبية الفلسطينية" ويختتم الجلسة الأولى ببحث الدكتور حبيب ظاهر العباس من العراق وورقة بحثية بعنوان" رؤى مستقبلية لتعليم آلات الموسيقى العربية" "أسباب التعثر وإمكانية الإصلاح"
ويناقش المحور المصاحب لفعاليات مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ 30، تحت عنوان " الآلات الموسيقية في الإبداع الموسيقي العربي المعاصر" ويقام على مدار أربعة أيام خلال الفترة من من ٢ إلى ٦ نوفمبر على المسرح الصغير عدد من المحاور الفكرية في مجال الموسيقى ومنها "الإبداع المعاصر للموسيقى العربية بين التخت والأوركسترا"، "الكتابة الآلات الموسيقى العربية بين التخت والاوركسترا"، و"خصوصية الأداء على الآلات الموسيقية العربية"، و"تجارب استخدام الآلات الغربية في الابداع الموسيقى العربي ما لها وما عليها “رؤى نقدية”، و"دور الآلات الشعبية في الإبداع الموسيقي، تعليم آلات الموسيقى العربية".
ويشارك في المؤتمر٥٠ باحث من ١٥ دولة عربية واجنبية هي "مصر"،"سوريا"، "المانيا"، "تونس"، "البحرين"، "الأردن"، "الكويت"، "السودان"،"العراق"، "لبنان"، "المغرب"، "السعودية"، "ليبيا"، "فلسطين"، "إيطاليا".