أعلن الدكتور محمد الكحلاوى رئيس المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب فوز كلًا من الدكتور محمد جلال محمود قسم آثار شبه الجزيرة العربية بكلية الآثار والإرشاد السياحي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا والدكتور محمود سالم غانم مفتش آثار أول بمنطقة آثار الشرقية بوزارة السياحة والآثار بجائزة الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان وهما جائزتان جديدتان قيمتهما 3000 دولار، قيمة كل جائزة 1500 دولار فى مجال النقوش الكتابية العربية على الصخور والأحجار والواجهات والمقدمتان من الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان.
قال الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير المكتب الإعلامى للمجلس العربى للاتحاد العام للآثاريين العرب إن عنوان البحث الفائز بالجائزة الأولى وقيمتها 1500 دولار "نقوش نبطية غير منشورة من موقع عين حُضْرة بجنوب شبه جزيرة سيناء" والذى تقدم به الباحث الدكتور محمـــــود ســــــالم غـــــانم مفتش آثار أول بمنطقة آثار الشرقية بوزارة السياحة والآثار والذى تناول 26 نقشًا نبطيًا تنشر لأول مرة من موقع "عين حُضْرة " على مقربة من مدينة نويبع بجنوب سيناء على طريق سانت كاترين – نويبع الممهد. حيث تعد "عين حُضْرة "من المواقع الأثرية الهامة والتى كانت مقصدًا لقوافل التجارة القادمة من بلاد العرب إلى مصر وشمال أفريقيا لوجود عين مياه وواحة خضراء بالمكان.
ويضيف الدكتور ريحان أن الأنباط هم قبائل بدوية عربية كانت تعيش خلال القرن السادس قبل الميلاد إلى الجنوب من دومة موطن بني قيدار، المنطقة الواقعة بين حائل جنوبًا والقصيم شمالًا بالمملكة العربية السعودية وقد دفعتهم ظروف ما إلى ترك موطنهم الأصلي والإقامة في المناطق التي يسكنها الآدوميون في شمال غرب شبه الجزيرة العربية (البتراء- الأردن)، وذلك خلال القرن الرابع قبل الميلاد فتحضرت هذه القبائل النبطية بحضارة الآدوميين واستطاع الأنباط أن يكونوا لهم دولة عظيمة في شمال غرب شبه الجزيرة العربية (الأردن حاليًا) امتدت حتى عام 106م.
ونوه الدكتور ريحان إلى أن دراسة الدكتور محمود سالم لهذه النقوش كشفت عن نواحي ودلالات حضارية أهمها وجود الأنباط في منطقة عين حُضْرة بجنوب شبه جزيرة سيناء لتوافر المياه بها وكان هذا التواجد بدافع العمل في التجارة والتعدين إذ أن هذه النقوش التذكارية هي نتاج القوافل التجارية المارة بالمكان في اتجاهها إلى مصر وأفريقيا، مع استقرار فريق من الأنباط في شتى سيناء بغرض العمل في التعدين خلال العصر الروماني كما كشفت هذه النقوش عن 32 اسمًا من أسماء الأعلام النبطية، منها الأسماء البسيطة مثل حريش، غ ن م و( غانم)، ع م رو( عمرو)، ع م م و (عمم)، م ج دي و (مجدي). ومنها المختصر مثل: أو س و (أوس) وهو مختصر عن العلم المركب "أوس الله- أوس اللات"، ع ب ي د و ( عبيد) وهو مختصر عن العلم المركب " عبيد الله"، ومنها المركب مثل (عبد البعلي)، ودلت أيضًا هذه الأعلام على أسماء بعض المعبودات التي عبدها الأنباط مثل: الله، بعل، الجيا. مما عكست لنا جانبًا من الحياة الاجتماعية والدينية عند الأنباط، وهذه النقوش دليل على طبيعة واستمرار العلاقات العربية - المصرية خلال عصري البطالمة والرومان، فالأنباط هم أحد الجاليات العربية التي عاشت على أرض مصر في ظل العمل في النشاط التجاري والتعدين.