قال الشيخ إبراهيم رضا، أحد علماء الأزهر، إن جزءا من العبادة التي نتقرب منها لله هي العمل، مستشهدا بقول الله: "قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".
وأضاف العالم الأزهري، خلال حواره عبر صدى البلد، أن العمل هو اساس الحضارات، متابعا: "قال الله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)، وقال أيضا (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ)".
وتابع: "هذه كلها آيات يوضح ربنا من خلالها قيمة وشرف العمل"، مضيفا أن الرسول محمد صلى الله عليم وسلم وهو المترجم للقرآن كان يأكل من عمل يده.
واستطرد: "قال رسول الله (لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً علَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ له مِن أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ)"، مضيفا أن التسول أصبح عصابات ووظيفة.
وأضاف: "أنا مؤمنا بأن هذه البلد ليست بها بطالة، أي شخص يقوم بأي عمل شريف سيكسب منه، وقد قال الله (ا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ)".
وهاجم إبراهيم رضا من يقول "بشتغل على قد فلوسهم"، موضحا أن العقد شريعة المتعاقدين، وطالما قبل الشخص العمل فعليه بأدائه على أكمل وجه وإتقانه.
يذكر أن أئمة المساجد يقدمون خطبة اليوم الجمعة تحت عنوان "مفهوم العبادة"، وهو الموضوع الذي حددته وزارة الأوقاف مسبقًا، مشددة على الأئمة بضرورة الالتزام بالوقت المحدد للخطبة وهو في حدود 10 دقائق، مع التنبيه على استمرار الالتزام بالضوابط والإجراءات الاحترازية والوقائية في الصلاة بالمساجد وضوابط فتح دورات المياه.
فيما أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في تصريحات سابقة، أن مفهوم العبادة يشمل أداء الفرائض وعمارة الكون معًا، فديننا قائم على التوازن بين حاجة الروح والجسد، ويشمل أبواب الخير كلها، من العبادة إلى طلَبِ الرِّزقِ، وحُسن الخُلُق، والصِّدقِ في الحديثِ، والصفح الجميل، والإصلاح بين الناس، والإنفاق على الأهل، إلى غير ذلك مِن أفعال البر، فالعبادة لها معنيان الأول عام واسع يتضمن عمارة الكون زراعة، وصناعة، وإتقانًا للعمل، بما يعود نفعه على المجتمع كله، ويكون سببًا في رقي الوطن وتقدمه، الثاني خاص يطلق على العبادة بمفهومها الخاص، فيشمل إقامة شعائر الإسلام، وأداء أركانه من الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والمؤمن الحقيقى هو من يفهم هذا التوازن في مفهوم العبادة بين معناها الخاص ومعناها العام.
ونشرت وزارة الأوقاف، عبر موقعها الإلكترونى، خطبة الجمعة مترجمة إلى 19 لغة أجنبية بالإضافة إلى لغة الإشارة، مؤكدة أن ذلك فى ضوء ما قررته من نشر خطبة الجمعة بعدة لغات أسبوعيًّا، بحيث يتم نشرها مكتوبة ومسموعة ومرئية "بالصوت والصورة" من خلال قيام عدد من أساتذة اللغات المتخصصين بتسجيلها بالمكتب الإعلامى بوزارة الأوقاف أسبوعيًّا.
وقالت وزارة الأوقاف، إن ترجمة خطبة الجمعة يأتى فى إطار واجبها التوعوى والدعوى تجاه ديننا وبيان يسره وسماحته، وعنايته بكل ما فيه صالح الإنسانية وسعادتها ورقيها، ونشر مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية، ومواجهة ومحاصرة الفكر المتطرف، وفى ضوء إيماننا بأن ديننا دين الرحمة للناس أجمعين، وحرصنا على ترسيخ أسس التعايش السلمى بين الناس جميعًا من خلال حوار الحضارات لا تصادمها.