حاجة فعلا تضايق وتغم.. بلطجي الفيوم اللي احتجز اسرته كدروع بشرية وتفنن في قتلهم وتعذيبهم جريمته لا تقل بشاعة بأي صورة عن المجزرة التي ارتكبها سفاح الإسكندرية.. بل انها قد تتفوق عليها من حيث التفنن في ازهاق الأنفس.. ولأنها جاءت بدم بارد، واستغرق تنفيذ جريمته أكثر من 48 ساعة بينما اهتزت قلوب المصريين وكل من شاهد جريمة الإسماعيلية التي استغرقت 5 دقائق تقريبًا.. واللي زاد الطين بلة ان الاتنين حصلوا ورا بعض ورا بعض.
وطبعا تسلم إيد الأجهزة الأمنية التي تعاملت بمنتهى الحكمة والمسئولية والرقي مع كارثة الفيوم حفاظًا على أرواح الأبرياء، لكن لازم نعترف ان في حاجة غلط بتحصل.. الجريمة ماعادتش زي الأول، الأخلاق ماعادتش زي الأول، والدليل على كده المصايب اللي كل يوم بتحصل في المدارس والجامعات وكلها دم وقتل وسنج وامواس وأزايز بتتكسر.. لازم الدولة كلها تقف على رجل.
يا اخواننا بجد المعالجة الأمنية لوحدها مستحيل تمنع الجرايم اللي من النوع ده.. لازم أساتذة الاجتماع وعلم النفس وكل رسايل الدكتوراه والأبحاث ورجال الدين، وقبل ده كله البيت لازم يعيد التربية، لازم نعلم ولادنا اننا عايشين في دنيا مش في غابة.. مرة عيل في ابتدائي ابوه كان مربيه على مبدأ اللي يزعلك اخرم عينيه، الطفل اتخانق مع صاحبه في الفصل راح دابب صباعه في عينيه وحقق وصية ابوه.. لازم البيوت تتجمع على مسلسل يزرع الأخلاق والشهامة مش العنف والبلطجة.
لازم يتوقف عرض أفلام ابراهيم الأبيض وعبده موته ومسلسل ملوك البلطجة.. لازم ولازم وألف لازم.. قبل الطوفان ما يجرفنا.