القمّص مكسيموس: التغطيس رمز دفن الإنسانية بالمعمودية
قال القمّص مكسيموس كابس راعي كاتدرائية مار جرجس الكبادوكي للأقباط الكاثوليك بالجيزة.
في إحدى عظاته أن التغطيس هو رمز دفن الإنسانية بالمعمودية كما دفن السيد المسيح لأن القديس بولس الرسول يقول إن لم ندفن معه لا نقوم معه.
وكيف ندفن معه؟ يشرح لنا ذلك القديس بولس: «كلاَّ، وحاشا! فَنحنُ الذينَ مُتْنا لِلخَطيئَةِ كيفَ نَعيشُ بَعدُ فيها؟ أَمْ تَجْهَلونَ أَنَّا، جَميعَ مَنِ اعْتَمَدوا للمسيحِ، قدِ اعْتَمدْنا لِمَوتِه؟ فلَقَد دُفِنَّا إِذَنْ مَعَهُ بالمَعمودِيَّةِ لِلمَوتِ، حتَّى إِنَّا، كما أُقِيمَ المَسيحُ مِنْ بَينِ الأَمواتِ بِمَجْدِ الآبِ. كذلكَ نَسْلُكُ، نَحنُ أَيضًا، في جِدَّةِ الحَياة» (رومية 6: 2 – 5).
ويعطينا أمثلة القديس بولس عن المحبة أن لم تدفن وتمت لا يمكن أن تنبت هكذا نحن أن لم ندفن ويغمرنا ماء المعمودية لا يمكن أن ننبت ونحيا للحياة الروحية.
وفي هذا الموضوع يوجد خلاف في بعض الطوائف حتى الأرثوذكسية فمنهم من يغطس الطفل مرة واحدة ومنهم من يغطسه ثلاث مرات ومنهم من لا يغطسه بالمرة مثل السريان الأرثوذكس إذ يعمدون بالرش.
فالذين يغطسون الطفل مرة واحدة يقولون إن المسيح دفن مرة واحدة وحيث إن المعمودية هي رمز للدفن مع المسيح لا يصح الا أن ندفن الطفل في المعمودية مرة واحدة.
والذين يغطسون الطفل ثلاث مرات يقولون إن العماد هو باسم الثالوث ولذلك يجب أن يغطس ثلاث مرات.
ورأيى كما هو رأي الكثيرين أن التغطيس مرة واحدة طقسيا وليس عقائديا هو الأصح. لأنه جهة العقيدة كما قلنا أيّ صورة من صور العماد سواء بالرش أو التغطيس على أنواعه هو صحيح.
وإنّي اعترض شخصيًّا على تغطيسه ثلاث مرات للأسباب التالية:
1) السبب الأول أن الحبّة إذا دفنت وغمرت بالماء فإذا أخرجناها من الأرض ثم دفناها مرة أخرى تموت ولا تنبت.
2) أن السيد المسيح دفن مرة واحدة والمعمودية هي رمز لأن ندفن أنفسنا مع المسيح لنقوم على شبه قيامته.
3) إذا قلنا إننا نعمده باسم الثالوث ولذلك نغطسه ثلاث مرات أقول إن الثالوث إله واحد غير منقسم لأن له طبيعة واحدة ونحن نعمّد الطفل باسم الثالوث الواحد في الجوهر وليس باسم كل أقنوم على حدة.
وختامًا لكل ما تقدم أوجز فأقول إن كل ما قلناه هو عن الطقوس وهي ليست ضرورية لصحة العماد. فالعقيدة هي أن يعمّد الإنسان بهذه الكلمات التي قالها السيد المسيح: أعمدك يا فلان باسم الآب والابن والروح القدس.