السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

«البطل فى السينما».. من الفتوة الجدع إلى البلطجى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان من أبرز الكتاب الذين قدموا شخصية الفتوة، الكاتب الكبير العالمى الراحل صاحب نوبل «نجيب محفوظ»، على يد المخرج نيازى مصطفى عام ١٩٤٥، فى فيلم «فتوات الحسينية»، وتوالت كتابات «محفوظ» عن الفتوات، ومنها: «الحرافيش» التى قدمت حكايات تمثل ١٠ أجيال متتالية من الفتوات.

وتحول بعض تلك القصص إلى أفلام، منها «شهد الملكة» عام ١٩٨٥، و«الحرافيش» ١٩٨٦، والفيلمان من إخراج حسام الدين مصطفى، و«المطارد» إخراج سمير سيف ١٩٨٥، و«التوت والنبوت» إخراج نيازى مصطفى ١٩٨٦، و«الجوع» إخراج على بدرخان ١٩٨٦، إضافة لفيلمين عن قصتين قصيرتين «الشيطان يعظ» إخراج أشرف فهمى، و«فتوات بولاق» إخراج يحيى العلمى، إنتاج عام ١٩٨١.

وتناولت السينما نموذج الفتوة، فى أغلب الأحيان، على أنه بطل شعبى يناصر المظلومين، واتصف بالشرف والنبل والقوة، فى مقابل الفتوات الذين استخدموا قوتهم البدنية، وسلطتهم فى الظلم والبطش، وفرض الإتاوات على الفقراء والمستضعفين.

 فريد شوقى

ويأتى فريد شوقى على رأس الفنانين، الذين قدموا شخصية الفتوة الشرير، فى فيلم «فتوات بولاق»، كما كان فيلم «الشيطان يعظ»، من الأعمال التى ضمت نماذج سيئة للفتوات، ومن أبرز النماذج فى السينما المصرية شخصية الفتوة «حسونة السبع»، التى قدمها حمدى غيث، فى فيلم «التوت والنبوت»، حيث كان يفرض إتاوات كبيرة على أهل الحى، ويبالغ فى اضطهادهم وإذلالهم.

ويختلف نقاد ومؤرخو السينما، حول أول أفلام الفتوات، إذ يُرجع بعضهم بداية هذه الموجة إلى فيلم «فتوات بولاق»، الذى كتب له السيناريو وحيد حامد، وأخرجه الراحل يحيى العلمي، ويعتبرونه أول الخيط لأفلام الفتوات والحرافيش، قبل أن تتحول إلى ظاهرة سينمائية، وهو مأخوذ عن إحدى قصص مجموعة «أولاد حارتنا»، ودارت أحداثه على خلفية العنف الناجم عن صراع الفتوات على السيطرة على الحارة.

فيما يعتبر البعض الآخر، ومنهم المخرج سمير سيف؛ أن فيلم «فتوات الحسينية» ١٩٥٤، هو البذرة الأساسية لكل هذه الأعمال الأدبية والسينمائية، وقد كتبه نجيب محفوظ مباشرة للشاشة، وأخرجه نيازى مصطفى، وتضمن العديد من الأفكار والشخصيات والأجواء التى اعتمدت عليها قصص نجيب محفوظ فيما بعد.

وفى كتاب «الفتوة فى السينما المصرية»، للكاتبة والناقدة ناهد صلاح، تتفق ناهد صلاح مع المخرج سمير سيف، وترى أن فيلم «فتوات الحسينية»، الذى أنتج سنة ١٩٥٤، هو إشارة انطلاق «الفتوة» فى روايات «محفوظ»، التى كانت تتمحور فى مجملها حول شخصيات تسعى لتأسيس قيم العدل والحرية والخلاص والحب والسعادة، وكانت «الحرافيش»، أبرز رواية تناولت السيرة الشعبية لفتوات الحارة المصرية وتاريخهم.

 ناهد صلاح

فكتبت ناهد صلاح، أن فيلم «فتوات الحسينية»، أول الأعمال التى تناولت ذلك الموضوع، وليس فيلم «الفتوة»، الذى يعتبره الكثير من النقاد أول فيلم نقل هذه الشخصية إلى السينما، وهى ترى أن هذا الفيلم لا يحمل من عوالم الفتوات إلا اسمه، كونه يتناول موضوعًا آخر تمامًا.

وتبين ناهد صلاح، أن فيلم «فتوات الحسينية»- أنتج سنة ١٩٥٤ وأخرجه نيازى مصطفى- هو إشارة انطلاق الفتوة فى روايات محفوظ، التى كانت تتمحور فى مجملها حول شخصيات تسعى لتأسيس قيم العدل والحرية والخلاص والحب والسعادة.

وكانت «الحرافيش» أبرز رواية تناولت السيرة الشعبية لفتوات الحارة المصرية وتاريخهم. يعنى كان فيلم «فتوات الحسينية» بأجوائه المذهلة، التى اختلط فيها التراث الشعبي، بالصورة الشكلية لقصص الـ«ويسترن» الأمريكية، «بروفة» نجيب محفوظ، فى الكتابة عن هذا العالم، قبل ظهور روايته «الحرافيش» فى منتصف الستينيات من القرن الماضي.

 الروائى يوسف القعيد

الكاتب الروائى يوسف القعيد، أوضح الفرق بين الفتوات الذين عبّر عنهم نجيب محفوظ فى أعماله الروائية، وبين البلطجية فى الأعمال الفنية الحالية، قائلًا: «البلطجة هى التى انتشرت فى وقتنا الحالى، وحلت محل عصر الفتونة، وشتان الفارق بينهما، فالبلطجى كلمة تركية معناها حامل البلطة، والفتوة كان يحترم العادات والتقاليد والقيم فى المجتمع، بعكس البلطجى الذى يغتصب حقوق الناس بقوة السلاح».

وربما شهدت فترة الثمانينيات زخمًا سينمائيًا فى تناول سيرة الفتوات، أعقبها تغير تدريجى، حتى وصلت السينما إلى مرحلة البلطجة، حيث قدم أحمد السقا دور البلطجى فى فيلم «إبراهيم الأبيض» للمخرج مروان حامد، عام ٢٠٠٩، ولاقى هجومًا كبيرًا فى ذلك الوقت.

وتضاعفت تلك النوعية من الأفلام حتى وصلت إلى ذروتها بعد اندلاع أحداث ٢٥ يناير، التى أصبح معها البلطجى هو بطل الفيلم، بعدما فرض نفسه دراميًا بسبب تخبط الأوضاع الأمنية، فى ذلك الوقت، وأصبحت وصفة سهلة أمام صنّاع السينما، فى تحقيق إيرادات ضخمة، وهى الوصفة التى اعتمد عليها المنتجون فى تحقيق أرباح، عُرفت فى ذلك الوقت بـ«التوليفة السبكية»، التى تعتمد على البلطجى والراقصة وأغانى المهرجانات.

 محمد رمضان

وفتحت تلك النوعية من الأفلام الباب أمام صعود محمد رمضان، حيث قدّم من خلالها دور البلطجى، وبدأها بـ«الألمانى»، ثم «عبده موتة»، والأخير حقق إيرادات وصلت إلى ٢٢ مليون جنيه، و«قلب الأسد» الذى قدم فيه شخصية «فارس الجن»، وكلها شخصيات لاقت رواجًا لدى فئة اجتماعية وعمرية معينة، ووصل الأمر إلى تقليد تلك الشخصيات دون وعى.