سلطت صحيفة الخليج الإماراتية، في عددها اليوم /الخميس/، الضوء على الوضع في أفغانستان والتهديد الذي يمثله تنظيم "داعش" لحركة طالبان وللشعب الأفغاني ولدول الجوار والعالم.
فقالت تحت عنوان "داعش - خرسان.. خطر داهم" لا يكفي أن تعلن حركة طالبان أن تصبح ««داعش» - خراسان» بعد قليل «مجرد ذكرى»،فهذا الكلام فيه تبسيط للتهديد الذي تمثله «داعش» لطالبان بالذات وللشعب الأفغاني، ولدول الجوار والعالم، إذا ما اشتد ساعدها، وأصبحت قوة خارجة على السيطرة، مضيقة أن طالبان استولت على السلطة بعد انسحاب القوات الأمريكية والأطلسية من أفغانستان في منتصف شهر أغسطس الماضي،و لكن طالبان تواجه تحديًا لسلطتها، وامتحانًا عليها كسبه أيضًا في معركتها ضد «داعش»، وعليها أن تحسم أمرها، وتقرر أنها جدية في كسب هذه الحرب، لأنه يتعلق بوجودها أساسًا، ثم بمصداقيتها تجاه العالم الذي تحاول الحصول على تأييده في مواجهة الكثير من التحديات التي تواجهها، وخصوصًا الدعم الاقتصادي والمالي والصحي كي تتمكن من مواجهة آفة الفقر والجوع التي تهدد الشعب الأفغاني.
وأشارت "الصحيفة"، إلى أن الهجوم على المستشفى العسكري في كابول، أمس الأول، الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 25 شخصًا، وإصابة أكثر من 50 آخرين، كشف عن هشاشة الوضع الأمني في كابول والمناطق الأخرى، بعد سلسلة الهجمات الإرهابية التي استهدفت مساجد ومدارس وأسواقًا شعبية ودوريات عسكرية، ومدنيين على طريق المطار، منذ سيطرة طالبان على الوضع، ما يعني أن «داعش» لديها القدرة على شن هجمات دموية في أكثر من مكان تأكيدًا لقوتها.
وأكدت أن لحركة طالبان مصلحة مباشرة في المبادرة إلى مواجهة ««داعش» - خراسان»، وعدم التقليل من خطرها، ولها مصلحة أيضًا في التعاون مع القوى الإقليمية والدولية للاتفاق على صيغة تعاون للمواجهة المشتركة، كي تنال تعاونًا واعترافًا دوليًا، وتثبت جدارتها في الاستجابة للمخاوف الدولية المتعلقة بخطر هذا التنظيم، وتحتل مكانة الشريك الموثوق في هذه الحرب.
وأضافت أن طالبان وحدها لن تتمكن من هزيمة ««داعش» - خراسان» التي تمكنت من ترسيخ قواعد وخلايا عسكرية لها في العديد من الأقاليم وصولًا إلى العاصمة كابول، موضحة أن طالبان أمام خيارات محددة، والتعاون مع العالم لمواجهة الإرهاب يشكل نقطة تحول.