صرح الدكتور هشام عيسى رئيس المجلس النوعي للتنمية المستدامة بالمجلس العربي للاقتصاد الأخضر، ورئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة الأسبق، بأن الدول المتقدمه كاتحاد أوروبي والصين والولايات المتحدة الأمريكية والهند والبرازيل تمثل 70% من الانبعاثات الكربونية على كوكب الأرض، ولكن الـ 130 دولة النامية تمثل 30% فقط من الانبعاثات، وهذا يعنى أنه اذا قامت جميع الدول الفقيرة بتخفيض انبعاثاتها الى النصف أي إلى 15% لم ولن تحقق الهدف المطلوب، ولكن على الدول الكبرى العلم جيدا بضرورة خفض انبعاثاتها والعمل على ذلك جديا، وعلى راض الواقع، لأن اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات لم ولن تجدى أحد إذا وقع أمر سىء بكوكب الأرض.
وأوضح عيسى في تصريحات حصرية لـ"البوابة نيوز"، أن قمة التغير المناخي بجلاسو تنادى بقيام الدول المتقدمه بتمويل الدول النامية في الحد من التغير المناخي والتكيف معه وذلك من خلال تنفيذ العديد من الانشطة واتباع وتطبيق تقنيات وتكنولوجيات حديثة بأغلب القطاعات بها، مشيرا إلى أن تلك التمويلات تمنح من خلال فائض تمويلى للدولة لأنه من المستحيل بأن تحتاج الدول الكبرى اموال وتمنحها بسهولة للدول الفقيرة، مشيرا إلى أنه بعد الأزمات الاقتصادية التى واجهت العالم مؤخرا والمتمثلة في أزمة زيادة أسعار النفط والغاز باللإضافة الى التعافي من "كورونا"، اعتقد بعدم تساهل تلك الدول في تنفيذ متطلبات مؤتمر التغير المناخي.
ولفت عيسى، إلى أنه من المستحيل بقيام الدول الفقيرة والنامية بتمويل مشروعات تعمل على التكيف مع التغير المناخي من أجل مشكلة ليست هي المتسببه لها، في حين احتياجها إلى تنفيذ خطط تنمية لشعوبها.
وأوضح النوعي للتنمية المستدامه، بان الازمة الاقتصادية التى يشهدها العالم مؤخرا قائمة بسبب الصراع السياسي، الذي يتضمن من الذي يستطيع السيطرة على العالم ، موضحا بان هناك صراع بين الولايات المتحدة الامريكية من جانب، وبين روسيا والصين من جانب اخر
وأكد رئيس الادارة المركزية للتغيرات المناخية الأسبق، أن روسيا والصين تضغط على أوروبا من خلال الغاز، وفي حين بأن العالم على مشارف الدخول إلى موسم الشتاء واحتياج الطاقة والمواد الحارقة يتزايد وهذا اسفر الى زيادة الاسعار حاليا بالدول المتقدمه، وبالتتابع بدأت تصل تلك الموجه الى الدول الفقيرة والنامية، مؤكدا بأنه يوجد حالة من التضحم العالمى الذى تشعر به بمصر حاليا وجميع دول العالم.
قائلا:" نحن نتحدث عن أزمة اقتصادية وتضحم عالمى يعاني منه جميع دول العالم حاليا، فكيف تستطيع تلك الدول بأن توفر تمويلا يساعد على تخفيض الانبعاثات بالدول الفقيرة والنامية، وانه بالطبع سوف تبحث عن مصلحتها بالمقام الأول، ولكن ضرورة علم تلك الدول الكبرى بان كل ماسوف يحدث بكوكب الارض من كوارث وأزمات بيئية وطبيعية سوف تدفع ثمنه غاليا، وسوف يؤثر ذلك على الاقتصاد والصناعة وكافة جوانب الحياه للجميع".
وأضاف أن رايه الشخصي تجاه قمة التغير المناخي المنعقدة بجلاسو، بان القمه لم تتوصل الى حلول واضحة تجاه تمويل الدول الكبرى للدول النامية لخفض الانبعاثات والتكيف مع التغير المناخي وتقلبات الطقس، ولكن من الممكن بان تتوصل الى توصيات، لافتا إلى أن هذه التوصيات لم ولن تختلف عن التوصيات بالقمم السابقة لمؤتمرات التغيرات المناخية والتى تتمثل في ضرورة سعي كل دولة في تخفيض الانبعاثات وعمل استراتيجية تسير عليها، والعمل على خفض درجة حرارة الأرض الى واحد ونصف درجة مئوية، ولكن بخصوص توفير التمويل وعمل ضمانات لتوفير التمويل من قبل الدول الكبرى لم يحدث.
جدير بالذكر أن الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة تشارك حاليا بقمة التغير المناخي المنعقدة في جلاسجو، ممثلة جمهورية مصر العربية بهذه القمة العالمية، حيث يتم عقد العديد من اللقاءات الثنائية على هامش القمة، وقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بإلقاء كلمة هامة أثناء مشاركته بالقمة العالمية للأمم المتحدة لتغير المناخى، أكد فيها أن الدولة المصرية أصدرت مؤخرا الطرح الأول للسندات الخضراء بقيمة 750 مليون دولار، وأن البلاد تسعى إلى تطبيق نموذج تنموي، وتسعى إلى الوصول بالمشروعات الخضراء إلى 50% بحلول 2025 و100% بحلول 2030، وعلى سبيل المثال تمثل مصادر الطاقة المتجددة 20% من مزيج الطاقة المصرية ونعمل على وصولها 42% بحلول عام 2035.