السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

ذوبان الغطاء الجليدي بـ«جرينلاند» يتسبب في زيادة الفيضانات

ذوبان الغطاء الجليدي
ذوبان الغطاء الجليدي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشفت دراسة جديدة أن ذوبان الصفائح الجليدية فى جرينلاند التى تقع شمال شرق كندا وشمال غرب أيسلندا ما بين المحيط المتجمد الشمالى وشمال المحيط الأطلسي، يزيد من مخاطر الفيضانات فى جميع أنحاء العالم، حيث اختفى أكثر من ٣.٥ تريليون طن فى العقد الماضي.

بدأ ذوبان جرينلاند فى يونيو واستمر حتى أغسطس، لكن البيانات تظهر أن الجزيرة فقدت أكثر من ١٠٠ مليار طن من الجليد منذ يونيو.

وقرر فريق من العلماء، بقيادة مجموعة بحثية فى جامعة ليدز، أن الذوبان أدى إلى زيادة مستويات سطح البحر فى جميع أنحاء العالم بمقدار سنتيمتر واحد، باستخدام بيانات الأقمار الصناعية للصفائح الجليدية الضخمة، وحدث ثلث الارتفاع فى فصلين فقط - ٢٠١٢ و٢٠١٩ - عندما أدى الطقس القاسى إلى مستويات قياسية من ذوبان الجليد لم تُلاحظ فى الأربعين عاما الماضية.

وخلال هذه الفصول الصيفية، تحرك الهواء الدافئ فوق جزء كبير من هامش الغطاء الجليدي، وهو المكان الواقع بين الجليد والنهر الجليدي، ما أدى إلى زيادة ذوبان السطح، وأظهرت صور الأقمار الصناعية التى التُقطت حديثا، أن ذوبان الجليد يختلف اختلافا كبيرا اعتمادا على الموسم وأنه كان سببا كبيرا لموجات الحرارة المتدفقة حول جرينلاند. وقدر العلماء أن ذوبان الغطاء الجليدى فى جرينلاند تسبب فى نحو ٢٥٪ من ارتفاع مستوى سطح البحر العالمى الذى شوهد خلال العقود القليلة الماضية، وإذا ذاب كل جليد جرينلاند، فإن مستوى سطح البحر العالمى سيرتفع بمقدار ٢٠ قدما أخرى، لكن من غير المتوقع أن يحدث هذا فى أى وقت قريب.

وقال توماس سلاتر، من مركز المراقبة والنمذجة القطبية بجامعة ليدز، لوكالة «فرانس برس»، إنه كما رأينا فى أجزاء أخرى من العالم، فإن جرينلاند معرضة أيضا لزيادة الظواهر الجوية المتطرفة، مضيفا أنه مع ارتفاع درجة حرارة مناخنا، من المنطقى توقع حدوث حالات الذوبان الشديد فى جرينلاند فى كثير من الأحيان.

واستخدم «سلاتر» وزملاؤه القمر الصناعى «CryoSat-٢» لجمع قياسات ذوبان الجليد من يناير ٢٠١١ حتى أكتوبر ٢٠٢٠، من أجل حساب تغيرات ارتفاع السطح عبر الصفيحة الجليدية فى جرينلاند، كما كتب الفريق فى الدراسة المنشورة فى Nature.

وقورنت هذه البيانات بعد ذلك بـ ١٥٣٨٠ من التقديرات المعاصرة والمستقلة التى حُددت من قياس الارتفاع بالليزر المحمول جوا، وهو جهاز على الأقمار الصناعية التى تدور حول كوكب الأرض لرسم خريطة لتضاريس الأرض -وكلها أظهرت مقدار ذوبان الصفائح الجليدية فى جرينلاند.

وأوضحت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، أنه يمكن حساب ارتفاعات ميزات السطح من خلال مقارنة المدة التى تستغرقها نبضة الليزر لصدى الصدى فى مواقع مختلفة، وقدم الفريق مثالا للبيانات التى جمعت فى عام ٢٠١٢، والتى كشفت عن تغييرات فى أنماط الغلاف الجوى تسببت فى تحريك الهواء الدافئ بشكل غير عادى فوق الغطاء الجليدى لأسابيع، وفقد أكثر من ٥٢٧ مليار طن من الجليد.

ووجدت ملاحظة منفصلة لجرينلاند أن صفائحها الجليدية فقدت ٨.٥ مليار طن من الكتلة السطحية فى ٢٧ يوليو، وهو ما يكفى من الجليد لتغطية فلوريدا فى بوصتين من الماء، وكان هذا الذوبان الشديد نتيجة لموجات الحر فى شمال جرينلاند التى رفعت درجات الحرارة إلى أكثر من ٦٨ درجة فهرنهايت -ضعف متوسط درجة الحرارة فى الصيف، وفقا للمعهد الدنماركى للأرصاد الجوية.

وفى حين أن هذا الحجم كان أقل من الرقم القياسى لذوبان الجليد فى يوم واحد فى عام ٢٠١٩، والذى كان ١٢.٥ مليار طن، غطى حدث يونيو مساحة أكبر، ويمكن لأحداث الذوبان أن تخلق حلقات تغذية مرتدة تؤدى إلى مزيد من الاحترار والذوبان فى جرينلاند، وفقا لماركو تيديسكو، عالم المناخ فى جامعة كولومبيا، وعندما يذوب الثلج، فإنه يعرض الجليد الداكن أو الأرض تحته، والتى تمتص المزيد من ضوء الشمس بدلا من عكسها مرة أخرى خارج الغلاف الجوي. وتعد الطبقة الجليدية فى جرينلاند ثانى أكبر كتلة من جليد المياه العذبة على هذا الكوكب، حيث تبلغ مساحتها نحو ٦٩٥٠٠٠ ميل مربع، وهى فى المرتبة الثانية بعد القارة القطبية الجنوبية، وبدأ ذوبان الصفائح الجليدية فى عام ١٩٩٠ وتسارع منذ عام ٢٠٠٠، ويقول الباحثون فى «Polar » إن فقدان الكتلة فى السنوات الأخيرة أكبر بأربعة أضعاف مما كان عليه قبل عام ٢٠٠٠.