الموهبة منحة ربانية يهبها الله لمن يشاء ويميزه بها عن غيره، ورغم ذلك فقد لا يكتشف صاحب الموهبة موهبته ولا يعرفها، وإنما يكتشفها رويدًا رويدًا من خلال المحيطين حينما يلمسونها ، وقتها يشجعونه ويدعمونه.
هكذا كان الحال مع الفنان محمود حسين أحمد» الطالب بكلية تمريض جامعة أسوان، حيث ظلت موهبته بداخله سنوات طويلة دون أن يعرفها حتى جاء الوقت واكتشفها، وكتب القرآن الكريم بخط يده.
وقال «محمود» ابن محافظة قنا: «بدأت أتعلم الخط العربى بمفردى من ٣ سنوات بدون علم بالقواعد وأخذت نحو سنتين فى تعلم الخط الديوانى والرقعة حتى أتقنت الكتابة بهما، وعرفت بعد ذلك أن المصحف الشريف يكتبه الشيخ عثمان طه بخط يده، وأتعلمت منه كتابة المصحف الشريف، وكتبته ووهبت ثوابه لوالدى».
ويتابع: «ورثت حب الكتابة بالخط العربى عن أبى، الذى ودع الدنيا من سنوات، وكان عمرى حينها ١٢ عاما، ومع ذلك، ما زلت أتذكر جلوسى بجانب أبي، والذى كان يتقن الكتابة بكل أشكال وألوان اللغة العربية، بشكل لافت ومنسق، ودائمًا أحب أعيد الذكريات فى كتابة الخط العربى لوالدي».
ويستكمل حديثه: «فى بداية عملى كان بعض الناس تقف ضدى فى تعلم الخط ويرون أنها مضيعة للوقت، لكن بفضل الله وبدعم ناس كتير قدرت أتقن فنون الكتابة، وكنت أتوقع أن أجد سخرية من الناس بعد انتشار الكتابة عبر الكمبيوتر بشكل كبير، لكن المفاجأة أننى وجدت تفاعلًا وحنينا للعودة إلى الماضى الجميل، فضلا عن ارتباط أهل الصعيد بالأشياء الجميلة المصنوعة يدويًا، وكانت والدتى وأخى وأصدقائى من أكبر الداعمين، وعندما كنت أنشر شغلى على مواقع السوشيال ميديا كنت أحصل على دعم كبير من الناس، وهو ما زادنى إصرارا على إكمال مسيرتى».
ويختتم حديثه: «أتمنى المشاركة فى المعارض بلوحاتى وأعمالى وأصل للعالمية، وبنصح كل الشباب لو عندك موهبة نميها وطول ما أنت بتحب عملك ربنا هيقف معاك، وعن مهنته يقول لم تندثر نهائيًا، بل على العكس، بات العديد من المتخصصين يقدمون كورسات لتعلم فنون الخط العربى وطريقة الكتابة به، وكثيرا من المهتمين يذهبون لتعلم فنون الكتابة باللغة العربية وطريقة كتابتها وأسرارها الخلابة».