خطفت زهرة الخشخاش الأضواء، فى المحافل الرسمية والرياضية، خلال شهر نوفمبر الجاري، حيث ظهرت على ملابس لاعبى كرة القدم والمدربين والحكام بالدورى الإنجليزي، كما زينت ملابس الأمير تشارلز ولى عهد بريطانيا، ورئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، والبعض من قادة العالم، فى القمة ٢٦ للأمم المتحدة فى جلاسكو.
ويتم الاحتفال بزهرة الخشخاش فى المحافل الرياضية والرسمية فى بريطانيا وبعض دول العالم، فى نوفمبر من كل عام، بحيث ترمز زهرة الخشخاش لضحايا الجنود البريطانيين فى الحرب العالمية الأولى، وكذلك للقتلى من الجنود البريطانيين خلال جميع الحروب التى تلتها، وتعتبر رمزا وطنيا لتكريم الجنود السابقين فى بريطانيا وكندا ودول أخرى.
وانطلقت فكرة تكريم ضحايا الحرب العالمية الثانية عن طريق زهرة الخشخاش عام ١٩١٩ بواسطة ملك إنجلترا جورج الخامس، حيث طالب بتخصيص يوم يتذكر فيه الشعب البريطانى ضحايا الحرب العالمية الأولى.
وقال الملك جورج الخامس: «إننى مقتنع أن الرعايا فى كل مناطق الإمبراطورية البريطانية يتمنون بحرارة أن يستمر تذكر كل الذين ضحوا بأرواحهم لجعل هذه الحرية ممكنة التحقيق، ولكى تتوافر لنا الظروف للتعبير بشمولية عن هذا الشعور أتمنى أن تكون ساعة دخول الهدنة موضع التنفيذ أى الساعة ١١ فى اليوم ١١ من الشهر ١١ نوفمبر من كل عام، لمدة دقيقتين قصيرتين فقط تتوقف فيهما كليا كل أنشطتنا اليومية»، ومنذ ذلك الوقت أصبح ذلك اليوم فى بريطانيا، ودول أخرى، مناسبة وطنية مهمة يشارك فيها الجميع، رسميون ومواطنون عاديون تكريما لذكرى الجنود الذين سقطوا فى الحروب والصراعات وحتى مهمات السلام التى شاركت فيها تلك الدول حول العالم».
وأكدت الخارجية البريطانية، أن هذا اليوم يعرف أيضا بيوم «زهرة الخشخاش»، بسبب القصيدة المشهورة «فى حقول فلاندرز» التى ترثى الجنود الذين قتلوا وتذكر نمو زهرة الخشخاش فى حقول المعارك التى سقط فيها القتلى، حيث كتب الجندى والطبيب الكندى القصيدة، ووردت كلمة «زهرة الخشخاش»، أو «بوبى» كما تعرف بالإنجليزية، عدة مرات فى القصيدة.
وعلى الرغم من أن الرياضيين فى الملاعب الإنجليزية يضعون زهرة الخشخاش على ملابسهم، إلا أنه هناك بعض اللاعبين يرفضون وضع زهرة الخشخاش على ملابسهم بسبب الجرائم التى ارتكبتها القوات البريطانية فى الحرب والتى تسببت فى وفاة مواطنيها.
