قبل نحو شهر، تصدرت حملة «تزوجنى بدون مهر» محركات البحث، وهى الحملة الإلكترونية التى قادتها ناشطات عربيات فى دول لبنان والجزائر وسوريا والأردن بهدف تسهيل الزواج والتغلب على ظاهرة العنوسة.
خبراء علم النفس، ذكروا أنه يمكن أن نرى فتيات مصريات تقدن مثل هذه الحملات تطالبن بذلك رغم مخالفته للموروث الثقافى والاجتماعي، وأوضحوا أن يافطة «نشترى رجل» تُصدرها أرباب الأسر للعرض فقط دون تنفيذ وبالأخير تبقى قيم المغالاة والتفاخر سيد الموقف بفعل عادات وتقاليد بالية، كما أرجع الخبراء زيادة معدلات العنوسة للهجرة غير الشرعية فى بعض القرى التى كانت نقمة على شبابها، وطالبوا بتوسيع الحملات الاجتماعية التثقيفية وزيادة دور المؤسسات الدينية فى صياغة خطابات تناشد تيسير نفقات الزواج، مع زيادة الجرعات الإعلامية عبر أعمال فنية تعلى من قيمة الأسرة والاستقرار وعدم المغالاة.
كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فى عدد من الدول العربية، قد تداولوا هاشتاج «#تزوجني_بدون_مهر»، الذى يمثل صرخة فتيات لبنانيات ضد تأخر سن الزواج عبر الحملة، التى قوبلت بصدى وتجاوب عربى واسع، لا سيما فى مصر، إذ باتت الحملة فى صدارة التفاعلات على منصات التواصل خلال الفترة الماضية «التريند» فى عدد من الدول العربية، فيما ذكرت بعض وسائل الإعلام أن الحملة «شنتها ناشطات لبنانيات لحل أزمة العنوسة».
حملات ذات هدف نبيل
من جانبها تعلق الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر: «هذه الدعوات كريمة ذات أهداف نبيلة لتيسير التكاليف على الشباب المقدم على الزواج لاتخاذ الطريق السليم نحو بناء عش الزوجية، ولكن فى نفس الوقت لا يمكن إغفال العروسة من مهرها الذى نص عليه الإسلام الذى كفل لها حق المهر بدون مبالغة، وأعتقد خلال الفترات المقبلة أن الإناث المُستنيرات واللاتي يحملن شهادات عليا أن تطلق مثل هذه المبادرات لوقف الضرر من تأخر سن الزواج وانتشار ظاهرة العنوسة».
وتُفسر «آمنة» أن غلاء المُهور ناتج من موروث ثقافى اجتماعى ربط بين أهمية ومكانة البنت لدى أسرتها وارتفاع تكاليف الزواج لأنها تربت وتعلمت فى بيت أبيها الذى يرفض التخلى عنها بسهولة ويسر، كما ترتبط مكانة الأسر الاجتماعية بين العائلات الكبيرة من خلال المهر الذى يصل لمئات آلاف الجنيهات أثناء الزواج.
وتطالب أن الأزهر الشريف بأن يطلق حملات توعية على أن تكون عبر منابر المساجد أو تدريب فتيات وعقد لقاءات مع الناس لتيسير التكاليف وعدم المغالاة والتفاخر فيكفى أن نقول أن مهر السيدة فاطمة بنت رسولنا الكريم كان ٥٠ درهمًا فقط، وهنا رسالة لكل الناس بعدم المغالاة.
فكاهة الشباب المصرى
تجاوبًا مع حملة «تزوجنى بدون مهر»، أبدى كثير من الشباب فى دول عربية عدة، وتحديدا فى مصر، استعدادهم للسفر إلى لبنان والزواج من فتياته، لحل الأزمة، وزادت التفاعلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث برر الشباب تلك الخطوة بالوطنية والقومية العربية، بينما يسخر آخرون منهم، خاصة أن الرغبة واضحة فى الزواج من جميلات لبنان، وتصدرت الحملة تغريدات تويتر فى مصر، وطالب الشباب بعدم المغالاة فى المهور لا إلغائها، معتبرين أن المهر أو الصداق حق واجب للمرأة عند الزواج، إلا لو ارتضت هى ذلك، وهو أمر ناقشه كثير من فقهاء الدين.
ويقول الدكتور أحمد سعد، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس: "أعتقد أن العادات والتقاليد المصرية تقف ضد هذه الأنماط الجديدة من الحملات التى تدعو للتخفيف من تكاليف الزواج، ولكن مع تطور وسائل الاتصال والسوشيال ميديا قد يتم قبول مثل هذه الحملات فى مصر وقد تطلقها فتيات مصريات من الطبقة المتوسطة لأن هذه الفتيات يكن على درجة عالية من التعليم وقضين فترات طويلة من عمرها فى الدراسة وتأخرت فرص ارتباطها بسبب المغالاة والتباهى والتفاخر والأسباب المتداخلة لظاهرة العنوسة".
ويضيف «سعد»: "تحول المجتمع المصرى خلال الفترة الماضية من فكرة الحلال والحرام إلى فكرة «العيب» أى مقبول أو مرفوض اجتماعيًا، وهذا يُفسر تراجع قيم الدين ودخول أيديولوجيات فكرية غربية معينة قد تسبب مشكلات مستقبلية كبيرة".
وأرجع ذلك الى أن الاقتصاديات والمغالاة قد تكون أهم الأسباب الرئيسية فى تأخير سن الزواج للطرفين فترفع الأسر شعارات «نشترى رجل» وهى تشدقات بدون أساس على أرض الواقع؛ لأن وقت الارتباط تكون الأسر محكومة بمعايير مخالفة «تجهيزات- أماكن فاخرة- المباهاة» ولا تخرج بنتى أقل من بنت فلان ما يسبب المشكلات وتنتشر مثل هذه الظواهر بين أسر الطبقات المتوسطة والعليا على عكس الطبقات الفقيرة التى تُيسر حالات الزواج لكنها تساعد فى عملية الزواج لأفراد غير مؤهلين من الناحية العمرية أو الفكرية أو حتى الاقتصادية فتحمل الزوجين مسئوليات كبيرة جزء منها من ينجح والأكثرية تحدث حالات الطلاق، أما الحملات مثل «خليها تعنس» وبالمقابل «ربما تجدها نوسة» هى بالأساس حملات تبريرية للأشياء والمشكلات الموجودة وفحواها هو تخفيف العبء من أسر الفتيات مع عدم المغالاة والتشدد من الشباب وجوهرها البحث عن حلول بديلة.
ويواصل «سعد»: «الزواج نظام ربانى يجب أن نطبق فيه الظروف والأحكام التى فرضها الدين والبعد عن المظاهر والعادات والتقاليد الاجتماعية الفارغة من محتواها وتسبب المشكلات وتعثر فرص الارتباط، فالرسول الكريم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) اشترط الدين والخلق وليس المال. وهنا لا بد من دخول المؤسسات الدينية بتوجيه خطاب داخل خطب الجمعة، لأن الناس فى العموم ما زالت تقدس إمام المسجد وتقتنع بخطابه فى خطب الجمعة فلا بد من صياغة رسائل ذات مضامين هادفة للتخفيف من تكاليف وأعباء الزواج.
انخفاض أعداد الزواج
بحسب الأرقام المعلنة من الجهاز المركز للتعبئة والإحصاء سجلت حالات الطلاق لعام ٢٠٢٠ فى مصر ٢١٨ ألف حالة مقابل ٢٢٥ ألف حالة فى عام ٢٠١٩، أما عدد حالات الزواج فوصلت إلى ٩٠٢ ألف حالة بانخفاض وصل إلى ٢.٧٪، وفى تقرير فى يوليو ٢٠١٨ بلغ عدد الإناث اللاتى لم يتزوجن فى الفئة العمرية ٣٥ عاما فأكثر ٤٧٢ ألف أنثى بنسبة ٣.٣٪ من إجمالى عدد الإناث فى تلك الفئة العمرية، وذلك خلال عام ٢٠١٧، مقابل ٦٨٧ ألف حالة ذكور بنسبة ٤.٥٪ من إجمالى أعداد الذكور فى الفئة العمرية المشار إليها، وسجلت عنوسة الذكور أعلى من الإناث بإجمالى ٤٢٩.٩ ألف ذكر من عمر ٤٠ عاما لم يتزوجوا مقابل ٣٣٠.٩ فتاة، وكانت العنوسة فى الحضر أعلى منها فى الريف للجنسين.
أسباب العنوسة
"العنوسة" تعبير عام لوصف الأشخاص الذين تعدوا «قطر الزواج» بعد ٣٥ عامً بحسب «التعبئة للإحصاء» الذى حدد ٦ أسباب لتلك الظاهرة فى مصر أولها غلاء المهور، وارتفاع تكاليف الزواج الأخرى الناتجة عن العادات والتقاليد المتبعة، وثانيها غلاء المعيشة وصعوبة توفير سكن، وثالثها ارتفاع معدلات البطالة، أما الرابعة فهى ارتفاع معدل التعليم بالنسبة للإناث خاصة بالحضر والخامسة هى الانشغال بالعمل أو الوظيفة من قبل الفتاة وعدم الرضا بمن يتقدم إليها خروج الفتاة للعمل فيما جاءت السادسة، ضعف الأجور التى يتقاضاها الشباب.
المغالاة والتفاخر
تقول الدكتورة بسمة سليم، خبيرة علم النفس، إن الشعب المصرى تداول مثل هذه الحملات على سبيل الفكاهة، ولكنها ألقت الضوء على ظاهرة العنوسة التى لا يمكن قصر أسباب انتشارها بين الشباب من الجنسين «الذكور والإناث» على الأسباب الاقتصادية فقط، ولكن هناك أسبابا أخرى، فنجد المغالاة فى التجهيزات والطلبات، ففى قرى الدقهلية وصلت هدية العروسة من عريسها قبل الزواج هى شراء سيارة ملاكى، ويقابلها رد الشبكة أى قيام العروسة برد شبكة لأم زوجها «حماتها» وشراء شبكة من الذهب بعشرات آلاف الجنيهات ناهيك عن المغالاة فى التجهيزات مثل شراء ثلاجتين وغسالتين وكل المستلزمات بشكل زوجى ما يمثل أعباء مالية باهظة التكاليف وبالبحث فى هذه التفاصيل تجدها عادات وتقاليد.
هذه التفاصيل جزء من بحث على قرية ميت العامل بمحافظة الدقهلية، وكانت عينة البحث على ١٠٠ أسرة أولادهم من الجنسين فى مرحلة الخطوبة.
المحاكاة وزواج الصالونات
وتضيف «بسمة»: "تضاف لجملة الأسباب صفات التفاخر والمحاكاة بمعنى أنه من كثرة الاقتناع وتطبيق هذه العادات والتقاليد غير الجيدة باتت وكأنها من الأصول ولابد من تطبيقها، وأنه من العيب والنقص أن يتم زواج بدون هذه المبالغة، ووصل الأمر أن بنت فلان فى قرية ما لا يجب ألا تقل عن بنت فلان الآخر، وعادة تنتشر هذه الظاهرة فى المجتمعات الريفية والقرى بأكثرية عن مجتمع الحضر والمدن، أما المناطق الشعبية فى مصر فهناك يوم يتم عرض فيه كل عفش وتجهيزات العروسة فى الشوارع العمومية على سبيل التباهى والتفاخر".
وتفسر : «حالات المبالغة والمغالاة تزداد فى القرى نتيجة الهجرة غير الشرعية للبدان الأوروبية فمثلًا يهاجر الشباب بشكل غير شرعى لدول إيطاليا وفرنسا وكوريا، وهناك ينجحون فى تكوين ثروة طائلة، وهنا تبدأ عمليات المبالغات المالية ورفع سقف طموح أهل العروسة أما الشاب العادى ذو الإمكانيات المحدود فتكون فرصة أقل فى الارتباط لعدم قدرة على تلبية الاحتياجات أو مسايرتها على الأقل، ولكن الأساس الدينى يدعو للوسطية، وعدم الإفراط فى استخدام المهر وفى ذات الوقت عدم إزالتها بشكل كامل كما حدث على صفحات السوشيال ميديا (من اؤتمن العرض) بدون أى تكاليف فدعا الرسول الكريم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) قائلًا: (التمس ولو خاتمًا من ذهب) صدق رسول الله، وأن يكون الدين والخلق هما معايير قبول الزواج وليس المال.
وتواصل «بسمة»: "يضاف لتراجع إقبال الشباب على الزواج هناك زواج الصالونات وكل شاب يبحث عن عروسة (تفصيل) كما هو الحال فى السينما المصرية فى فيلم يونس شلبى وأحمد بدير (مطلوب عروسة) وغياب الحوار بين الطرفين أو دخول العلاقات القائمة على التفاهم والتشارك تضاف لها مؤشرات البطالة التى تعوق الطرفين على القيام بتأسيس أسرة".
وتدعو الى أن تقوم الكنيسة بتقديم المشورة للمقبلين على الزواج وهنا نحتاج تفعيل مثل هذه البرامج على أن تكون تحت غطاء هيئة مجتمعية وعمل برامج توعوية وليس دينيا، وأن يتم توجيه بشكل عام حملات إعلامية وأعمال فنية تناقش أهمية الأسرة والارتباط وتعزز قيم التفاهم والتشارك وصياغة رسائل إعلامية اجتماعية هادفة والإشارة لأهمية العودة للاستشارات النفسية فى حالة حدوث مشكلات والبحث عن حلولها بشكل علمي.
الشخصيات الوسواسية
وفى السياق يقول الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى: "ضمن جملة أسباب ارتفاع ظاهرة العنوسة أو العزوف عن الزواج هو ارتفاع المستوى التعليمى للفتيات التى تحملت شهادات جامعية وشهادات عُليا، وهنا ارتفع مستوى طموحاتها فى البحث عن الشخص ذي الخبرة أو الدرجة العلمية التى تناسبها الأمر الذى يقلل فرص الارتباط بالمقابل أدى لانتشار القنوات الفضائية والسوشيال ميديا ورؤيتهم للممثلات والمذيعات بالمظهر الجمالى رفع مستوى المعايير الجمالية للزوجة المستقبلية للشاب، وهذا على مستوى الواقع العملى غير موجود فسبب فى العزوف عن الزواج".
ويضيف «فرويز»: "توجد أيضًا أسباب نفسية لبعض الشخصيات الوسواسية من الطرفين، وهنا يكون قرار الارتباط لدى الشباب من الجنسين (الذكور والإناث) من أصعب القرارات ويعانون دائمًا من التردد والرفض المستمر وقد تضيع منهم فرصا جيدة للارتباط من أشخاص جيدين".
ويتابع: "يضاف لها عدم قدرتهم على التمييز بين الإعجاب العابر وبين الحب، فالإعجاب يكون وقتيا ولحظيا يكون غير كافٍ لتكوين علاقات أسرية طويلة وممتدة، أما الحب فيأتى من خلال المعاملات وتكرار المواقف وعمل استنتاجات، ويكون الشخص غير قادر على أن يستغنى عن الطرف الذى يحبه، وهذا من الأمور النادرة حاليًا".
ويواصل «فرويز»: "قد لا تمثل الأسباب الاقتصادية وتراجعها عائق بشكل كبير طالما الارتباط بين الطرفين فى مستويات طبقية متقاربة فى المستوى الاقتصادى والاجتماعى والأسرى، وغير ذلك هو المشكلة الحقيقية، أما الحملات التى تروج للزواج فأكثرها ترويجية إعلانية مكتبية غير متواصلة بشكل كبير وفعلى مع جمهور الشباب من الطرفين، ولا يمكن لهذه الحملات أن تؤتى أُكلها إلا إذا تماشت مع ثوابت المجتمع والشخصية المصرية، وتكون قائمة بالأساس على رفع الوعى المجتمعى عبر حملات إعلامية مكثفة وتعريف الناس بتفاصيل الواقع المعاش لأن الخطابات الفئوية أو الانتقائية قد لا تجدى لأن الناس تعامل بالنفعية، وهنا يلعب الوعى دورا كبيرا فى إقناع الناس بالرسائل التى توجهها هذه الحملات لأن كل شخص فى هذا التوقيت يبدأ يراجع حساباته ويتخذ القرار طبقًا للمتغيرات المجتمعية وليس الفردية الانتقائية".
ويستكمل : «لا بد للإعلام أن يلعب دور أكثر فاعلية وأن يكون خلال خريطة المسلسلات والأفلام التى يتم إنتاجها أهداف وثوابت تثقيف الناس وإلقاء الضوء على الظواهر والمشكلات المجتمعية مثل الزواج والطلاق والعنوسة مع بثها بمختلف الأشكال الإعلامية بالتليفزيون والصحافة والمجلات والراديو، وبذلك ننجح فى ربط الأعمال الفنية بالمشكلات الحياتية، ويتم إنتاجها بشكل مميز، ويعاد بثها على فترات متتابعة حتى تنتقل من التوعية للتثقيف، فكل المصريين يشاهدون مسلسل (رأفت الهجان) أكثر من مرة على محطات تليفزيونية مختلفة وشاهدنا مؤخرًا مسلسل (الاختيار٢) وقبلها عبدالغفور البرعى و(أرابيسك) و(ليالى الحلمية).
ولابد للمؤسسات الدينية المتمثلة فى الأزهر والكنيسة أن تكون لها أدوار فاعلة حول إقناع أرباب الأسر بالتيسير فى نفقات الزواج والتقليل من المغالاة فى المهر والشبكة ونفقات التجهيزات والتركيز على جانب الفهم الإنسانى والاقتناع من الطرفين.
"باخوم": الكنيسة تقدم برامج توعية المخطوبين
الأنبا باخوم، النائب البطريركى لشئون الأبرشيّة البطريركى للأقباط الكاثوليك يقول: "يجب الوضع فى الاعتبار أن الديانة المسيحية لا يوجد بها المهر أو مؤخر الصداق، ولكن يوحد الشبكة التى يتقدم بها العريس على حسب مقدرة كل شخص ونسعى من خلال البرامح التى تقدمها الكنيسة على تقديم الوعى والتفاهم بين الطرفين".
ويضيف: "نركز على التكوين والفهم والإدراك لمفهوم الارتباط والزواج لأننا نرى المشكلة الأكثر هى ارتفاع حالات الطلاق والانفصال وكل ذلك يرجع لأفكار أحادية وعدم اختيار شريك الزوجية بشكل مناسب"
ويتم تقديم المشورة للمقبلين على الزواج من خلال دورات للمخطوبين وهى مجموعة من اللقاءات الروحية والاجتماعية لرفع مستويات ودرجات الوعى عن الزواج وأركانه بين الطرفين من الجنسين.
أرقام وإحصاءات
تتصدر لبنان قائمة البلدان العربية الأعلى معدل فى عدم زواج النساء، حيث بلغت ٨٥ ٪، حسب آخر الدراسات المنشورة حديثًا وسجلت البحرين أقل معدل بنسبة ٢٥٪ فيما بلغت المعدلات فى اليمن ٣٠٪، ونحو ٤٠٪ بالمغرب ومصر، و٤٢ ٪ بكل من الأردن والسعودية، و٥٠٪ فى الجزائر، و٦٢ ٪ فى تونس، بينما بلغت المعدلات فى كل من سوريا والعراق نحو ٧٠٪، و٧٥ ٪ فى الإمارات.
"الحويط": أمر غير مقبول اجتماعيًا.. والأزهر يبذل جهدًا كبيرًا فى التوعية
الشيخ محمود الحويط، رئيس لجنة الفتوى بسوهاج يقول: «عرض المرأة ننسها للزواج أمر غير مقبول اجتماعيًا خلال هذه الأيام ويخالف الأعراف والعادات والتقاليد، لأنه يحمل تقليلا للمرأة التى تخجل من الخوض فى مثل هذه الأمور، ولكن الأيام القادمة قد تحمل تغيرات بشكل تدريجى ويبقى من المقبول أن تتم مثل هذه الحملات».
ويضيف «الحويط»: «الأزهر له دور كبير حول توعية الناس بتيسير تكاليف الزواج عن طريق حملات الوعاظ والحديث عبر منابر المساجد فى القرى والمراكز علاوة عن مشاركة كل واعظ فى الندوات والمناسبات الاجتماعية وتوجيه الرسائل والخطابات لعموم الناس، كما يشارك الوعاظ فى الندوات التى تنظمها الجمعيات المعنية بالمرأة ونشارك ونتحدث حول قضايا العنوسة وارتفاع تكاليف الزواج حيث تصل القائمة التى تضم منقولات العروسة من ٥٠٠ ألف إلى مليون جنيه ناهيك عن اشتراط شراء ١٠٠ جرام ذهب».
ويواصل : «يرفع الناس شعار شراء رجل وتجد الواقع مغايرا تمامًا فيصل الأمر لأن رجل دين يزوج ابنته فيتهرب من جلسة الاتفاق منعًا للإحراج ويستعين بأخيه لإملاء شروطه بدعوى الحفاظ على حقوق ابنته، وما يزيد الأمور تعقيدًا أن المرأة فى حالة خُلعها تتنازل فقط عن المقدم والمؤخر ولا يحق لها أخذ نفقة المُتعة ولكن بحسب القانون المدنى يحق لها أن تأخذ القائمة كاملة، وهنا يكون الزوج خسر كل شيء؛ لذلك نجد أن جملة الأسباب السابقة تؤخر اتخاذ قرار الزواج، وهنا نطالب بتخفيف نفقات الزواج، ويجب أن نزيد من دور الأزهر فى إقناع الناس عبر المنابر والدورات التعليمية.