الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

ألبير قصيري.. فولتير النيل

الكاتب والسيناريست
الكاتب والسيناريست ألبير قصيري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفي الأوساط الثقافية اليوم الأربعاء، بذكرى ميلاد الكاتب ألبير قصيري، الذي بدأ كتابة القصص في سن العاشرة من عمره تحت عنوان "روايات من وحي الأفلام"، وبالرغم من نبوغه الأدبي، إلا أنه لم يستطع الحصول على الثانوية الفرنسية "الباك". 

وفي الثالث من نوفمبر في العام 1913، ولد ألبير قصيري، بحي الفجالة في القاهرة، لأبوين مصريين من الروم الأرثوذوكس، وتعود أصولهما إلى بلدة القصير قرب حمص بسوريا، والده من أصحاب الأملاك، التحق بالمدارس الفرنسية "الفرير، الليسية"، فتعرف على الأدباء الفرنسيين.
عاش "قصيري" في الحياة رافعا الكسل شعارا، فمن وجهة نظره "إن الإنسان الكسول وحده من يستطيع التأمل في الحياة"، رفض استلام جائزة، لأن موعد حفلتها العاشرة صباحاً، استحق عن جدارة عدة ألقاب، منها: "فيلسوف الكسل، رائد أدب المهمشين، أوسكار وايلد الفرنسي، فولتير النيل، باستر كيتون العربى" وغيرهم.
لم يكن كسله مستغرباً في عائلته، حيث ذكر في أحد حواراته الصحفية إنه لم ير أحدًا من عائلته يعمل؛ لأنهم كانوا يعيشون على عوائد الإيجارات من المنازل والأراضي التي يملكونها.
زار "قصيري" باريس لأول مرة وعمره 17 عاماً، كما تنقل في الفترة من 1939 إلى 1943 حول عدة مدن في العالم كأمريكا وإنجلترا، حيث عمل على باخرة تجارية بالمحيط الأطلسي، استقر في باريس عام 1945م، رفض امتلاك منزل واستأجر الحجرة رقم 58  بفندق لا لويزيان بحي سان جيرمان بباريس. 
كتب كل أعماله التي لم تزد على ثمانى روايات بالفرنسية، حيث بدأ بنشر القصص القصيرة في بعض المجلات الفرنسية بالقاهرة، ثم أصدر ديوانا شعريا باسم "لسعات" في عام 1931م، وأعقبها المجموعة القصصية "بشر نسيهم الرب" عام 1941م، بيت الموت المحتوم عام 1944م، تنابل الوادي الخصب عام 1975م، العنف والسخرية عام 1962م (حولت إلى فيلم)، شحاذون ونبلاء (حولت إلى فيلم)، مؤامرة مهرجيين عام 1975م، طموح في الصحراء عام 1984م،  ألوان النذالة عام 1992م، وتُرجمت أعماله إلى 15 لغة منها العربية، وغيرها وشارك في تحرير مجلة "التطور"، وترأس تحرير مجلة "دون كيشوت" قبل هجرته لفرنسا، ووقع على بيان "يحيا الفن المنحط" دعماً لفناني ألمانيا ضد النازيين. 
وقد زار القاهرة مرتين في عامي 1989، 1990م منذ هجرته منها، وعلى الرغم أن كل كتاباته مبنية على ذكرياته عن مصر وشخصيات وأماكن مصرية "باستثناء طموح في الصحراء"، إلا إنه لم يشُتهر بها ،حصل على عدة جوائز منها جائزة جمعية الأدباءعام 1965م، جائزة الأكاديمية الفرنسية للفرنكوفونية عام 1990م، وجائزة أودي بريتى عام 1995، وجائزة البحر المتوسط عام 2000م، وجائزة بوسيتون لجمعية الأدباء عام 2000م.
تزوج لفترة قصيرة من ممثلة فرنسية، وأُصيب بسرطان الحنجرة في عام 1998 ما أفقده القدرة على الكلام، وتوفي في 22 يونيو 2008م  بحجرته بالفندق الذي عاش فيه 60 عاماً، تاركاً خلفه مخطوطا آخر رواية له لم تكتمل، وسيناريو فيلم تسجيلي عن أم كلثوم، بالإضافة إلى جواز سفره المصري، حيث إنه لم يحصل على الجنسية الفرنسية رغم إقامته الطويلة فيها جنسيتها وكذلك لم يتنازل عن جنسيته الأم، أقام المركز الثقافي الفرنسي احتفالية بمناسبة مرور عشرة أعوام على وفاته، وأقام على هامشها معرضاً ضم مقتنياته ومخطوطاته التي تركها في غرفته بالفندق منها "رواية لم تكتمل" وسيناريو فيلم تسجيلي عن أم كلثوم.