باتت منطقة بحر العرب تمثل ساحة واسعة لتجسيد الصراع العسكري بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث استيقظ العالم صباح اليوم على روايات متضاربة تخرج من كلا البلدين حول حادث المناوشات التي تمت بين مدمرة أمريكية وقوات تابعة للحرس الثوري الإيراني إثر محاولات للسيطرة على ناقلة نفط إيرانية كانت تمر في المياة الدولية عبر بحر العرب.
المعلومات الواردة حتى الان تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت توجيه صفعة للجانب الإيراني بسحب ناقلة النفط الإيرانية إلى المياة الدولية لمصادرة حمولتها النفطية، طبقًا لقانون العقوبات الأمريكية التي سبق أن فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على إيران، إلا أن قوات البحرية التابعة للحرس الثوري ساهمت في إفشال محاولات المدمرة الأمريكية لمصادرة حملتها.
جاء ذلك التحرك الأمريكي بعد ما أعلنت عنه واشنطن من أن إيران سبق أن احتجزت منذ 24 أكتوبر ناقلتي نفط في خليج عمان ترفعان علم فيتنام، وما أن تحركت ناقلة نفط إيرانية في منطقة بحر العرب، إلا وأسرعت القوات الأمريكية لتحريك مدمرتان أميركيتان أرسلتا لمراقبة سفينة استولى عليها الحرس الثوري، لكن التليفزيون الإيرانية أعلن أن قواتًا أميركية فشلت في عرقلة ناقلة نفط إيرانية باستخدام طائرات هليوكوبتر وسفن حربية
وفي أول رد فعل أمريكي على الواقعة قال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، أن إيران تنفذ العديد من النشاطات المشبوهة في المياة الإقليمية والدولية، فضلًا عن كون إيران تعمل على تهديد المصالح الأميركية.
وخلال كلمة له اليوم، أكد أن النشاطات الإيرانية تندرج في خانة الإرهاب، لكن في الوقت نفسه أكد أن القوات الأمريكية في المنطقة جاهزة للرد على الاستفزازات الإيرانية في كل الأحوال.
كما حاولت الولايات المتحدة الأمريكية نفي المزاعم الإيرانية التي أعلن عنها التليفزيون الإيراني بأن القوات الأمريكية حاولت السطو على ناقلة نفط إيرانية، إذ نفى مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، وقائع الرواية الإيرانية بشأن ناقلة النفط في بحر عمان، فيما أوضح مسؤولان أميركيان أن روايات إيران عن مواجهة بحرية مع القوات الأميركية متناقضة وكاذبة.
كما نفت الولايات المتحدة الأمريكية حدوث مواجهة عسكرية، في الوقت الذي أعلنت فيه إيران عبر إعلامها عن نجاحها في مواجهة القوات الأمريكية من قبل الحرس الثوري وتغنت ببطولات الحرس في إبعاد المدمرات الأمريكية عن ناقلة النفط الإيرانية، بل وتمكن الحرس من إدخال ناقلة النفط الإيرانية إلى المياة الاقتصادية لإيران مرة أخرى.
ولم تكن تلك هي المواجهة الوحيدة بين إيران والقوى المعادية لها وأبرزها أمريكا وإسرائيل، إذ سبق أن هاجمت إيران ناقلات نفط تابعة لشركات إسرائيلية في أكثر من مناسبة سابقة، ما تسبب في محاولات إسرائيلية لتزويد الضغط على الجانب الإيراني من خلال إقناع الولايات المتحدة بضرورة التشدد مع إيران فيما يتعلق بالاتفاق النووي.