شارك الموسيقي الدكتور سلفاتوري مورا من "جامعة توشا، فيتيربو الإيطالية"، اليوم الأربعاء، في مؤتمر الموسيقى العربية، ببحث مهم تحت عنوان "آلة العود العربي التونسي.. نظرة تاريخية فى صناعتها وتطورها"، بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية.
وقال مورا: العود العربي التونسي هو آلة تحتوي على أربع أوتار مزدوجة، ذو رقبة قصيرة، وبدون دساتين. ويتكون من صندوق صوت مصنوع من مجموعة من الضلوع، وهو متصل بسطح مستوي في الأمام مصنوع من الخشب، وبه ثلاث فتحات لتقوية الصوت، يجاورها غشاء مصنوع من قشر الصدف والخشب لحماية سطح العود من ضربات الريشة، المستخدمة للنقر على الأوتار. ولأنها تُصنَّع يدوياً، تختلف أبعاد هذه الآلات اختلافاً طفيفاً من صانع لآخر، وحتى بين منتجات نفس الصانع. ويختلف شكل هذا العود عن النوع "القياسي المصري" الموجود في تونس ودول أخرى.
وأضاف مورا: يختلف نظام ضبط النغمات في العود التونسي عن النوع المصري، وعن بقية أنظمة ضبط النغمات الخاص بالتقاليد الإقليمية في الدول المجاورة مثل الجزائر والمغرب.
واستعرض مورا في بحثه تاريخ صناعة العود في تونس، كما وثق دور صانعي العود العربي العديدين المعروفين، قائلاً: اخترت بعضاً منهم لاعتبارات معينة، نظرًا لتأثيرهم وفنهم في جعل هذه الآلة ذات أهمية وطنية في تونس، ويبقى انتقال هذه الحرفة بين دوائر عائلية متقاربة، خاصة عائلة بالأصفر، التي فضلت التطور نحو طريقة معيارية لصنع العود العربي التونسي، وأزعم بأن هذا حدث عبر مراقبة ونسخ أدوات غير مصنفة تم إصلاحها في ورشة العائلة. في الواقع، بعد الاستقلال والتحول الاجتماعي في تونس، واتسمت تجارة العود العربي بين الهواة والمهنيين بكثافتها. وأدى هذا إلى تركز صناعة هذه الآلات في ورشة عائلة بالأصفر حينها. منذ عام 1927.
وأكمل: قادتني ملاحظاتي حول تصنيع الآلة بواسطة الحرفي هادي بالأصفر في ورشة عمل مركز الموسيقى العربية والمتوسطية (CMAM) في سيدي بوسعيد ، تونس، يونيو 2015 ، إلى التفكير في أن هناك خيالاً جمعياً يتعلق بصناعة العود العربي في تونس.
وواصل: إذا سألت موسيقيًا، بداية من أكثر الشخصيات العامة شهرة في عزف العود العربي بتونس مثل زياد غرسة إلى العازفين الصاعدين مثل زيد مهدي، عن العود العربي الذي يعزفون عليه ، سيجيبون بأنه: "عود من صنع هادي بالأصفر".
وتابع: لا يتعلق الأمر بالجودة المجردة، وتعتبر المهارات التقنية التي يمتلكها هادي بالأصفر سمات ثقافية أكثر من كونها مجرد خطوات صناعية، وهي متجذرة في الحرف اليدوية الوطنية التونسية. وتُنقل هذه المهارات شفهيًا وتأتي من ماضي، لم يبق منه اليوم سوى نماذج قليلة.
يذكر أن فعاليات الدورة الـ30 لمهرجان الموسيقى العربية، انطلقت أول أمس بحضور الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، والدكتور مجدي صابر رئيس دار الأوبرا المصرية، ولفيف من الوزراء من بينهم: السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، والفنانين.
وتستمر فعاليات المهرجان حتى 15 نوفمبر الجاري، وتضم 33 حفلا غنائيا وموسيقيا بمشاركة 101 فنان من 10 دول عربية هى: مصر، ولبنان، والمغرب، والسعودية، والعراق، وسورية، وتونس، وفلسطين، والأردن، وعمان، وتقام على 6 مسارح، بثلاث محافظات القاهرة النافورة، والصغير، والجمهورية، ومعهد الموسيقى العربية، وتخرج فعالياته إلى أوبرا دمنهور، ومكتبة الاسكندرية التى تستضيف الحفلات لأول مرة حفلاته بسبب سعة المسرح التى تعد ضعف مسرح سيد درويش أوبرا الإسكندرية.
كما تهدى إدارة المهرجان هذه الدورة إلى روح كل من الموسيقار جمال سلامة، والموسيقار عبده داغر.