مشكلة القرن، وقضية الأمس واليوم، قضية الانفجار السكاني، قضية الوعي، التي بدأت منذ أكثر من 30 عاما، شهدت خلالها مصر نموا هائلا في تعداد السكان، وزيادة معدلات المواليد في مقابل انخفاض معدلات الوفيات، لم يكن الأمر مرتبطا بعادات وتقاليد الزواج والإنجاب داخل المجتمع المصري وفقط، وإنما كان مرتبطا بمشكلة الوعي الفردي، والتخطيط الجماعي.
جاءت حملات تنظيم الأسرة واستمرت لفترات طويلة، محاولة النهوض بوعي المواطن المصري، وتحويله من فرد غير فاعل إلى شخص مساهم ومطور للوطن من خلال ابسط الأدوار التي يمكن أن يقوم بها في فهم متطلبات العصر وواجباته كفرد في أسرة وكفرد في مجتمع أكبر، وما زالت مشكلة الوعي قائمة ومازالت الأعداد في تضخم مستمر ينذر بكارثة اقتصادية كبري في مصر.
ولعل مظاهر ارتفاع الاسعار وتدني مستوي الدخل والتضخم وتدهور الخدمات المقدمة بالمستشفيات، وضخامة قوائم الانتظار، والتزاحم على منافذ البيع والتوزيع وغيرها من أبرز المظاهر التي تنبئ بحدوث تدهورات وأزمات اقتصادية مستقبلية متعددة ومتنوعة، وكلها مشاكل فرعية نتجت في الأساس عن الزيادة السكانية وتضخم معدلات المواليد.
جرس إنذار يدق أبواب كل اسرة مصرية، إنذار من مستقبل مجهول الملامح، ومن قدرات معيشية محدودة، ومن دخول متدنية وغير ذلك من معاناة تفرضها الزيادة السكانية، والتي أصبحت تمثل نارا مشتعلة تلتهم كل محاولة للتطوير والتنمية وتقلل من سرعة معدلاتها. علينا جميعا أن ننتبه قبل أن تكون النتيجة الصادمة.