قال الناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله: حين تقرأ بتمعن المشروع الفكرى والإبداعى لطه حسين، تشعر وكأنه كان معنيا بالتأثير الفعلى فى حياة أمته، فنصوصه الإبداعية بدت تأسيسا ملهما للسرد فى بواكير علاقة العرب بالرواية الحديثة، ونصوصه المكتملة مثل «دعاء الكروان»، و«الحب الضائع» تمثل نقلة نوعية فى مسار السردية العربية، وأعماله النقدية وفى المتن منها «حديث الأربعاء»، و«من أدبنا المعاصر» بدت زوايا نظر عميقة للنص العربى قديمه وحديثه، وأحيانا تأسيسا مبكرا للغاية لطروحات فى نقد النقد، أو درسا تطبيقيا رفيعا فى الأدب المقارن من زاوية التأثير والتأثر بين نصين ينتميان لثقافتين وأدبين مختلفين.
وتابع: أنه فى مناخات العتامة والتطرف الدينى تصبح استعادة طه حسين واجبة، ويصبح استكمال ما بدأه أمرا لا غنى عنه فى استئناف مشروع التحديث المصرى والعربى من جهة، وتكريس فكرة الدفاع عن العقلانية بوصفها جوهر التنوير من جهة ثانية.
وأضاف عبدالله، أن طه حسين يعد تعبيرا حقيقيا عن روح مصر البهية، التى لم تزل قادرة على الفعل والحلم والمغامرة، بحيث بدت حيوية العميد جزءا من حيوية مصر ووهجها الذى لن ينقطع أبدا.
جاء ذلك خلال ندوة "طه حسين وروح مصر المتجددة"، والمنعقدة الآن بمكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني بوسط البلد، والذي ينظمها منتدى المستقبل للفكر والإبداع، بحضور الكاتب والناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله، والشاعر والمؤرخ الأدبي شعبان يوسف، والكاتبة الصحافية إيمان رسلان، وتديرها الباحثة د. دينا محسن.
تتنوع الأوراق المقدمة في الندوة، حيث يتحدث الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله عن "طه حسين وروح مصر المتجددة"، ويتحدث الشاعر والمؤرخ الأدبي شعبان يوسف عن "طه حسين وعصر من الجدل"، وتتحدث الكاتبة الصحافية إيمان رسلان عن "التعليم عند طه حسين".
ثمانية وأربعون عامًا مرت على رحيل الرائد التنويري، والمفكر البارز ولم تزل أفكاره حية ومتجددة، وكان طه حسين قد توفي في ٢٨ أكتوبر من العام العظيم الذي شهد انتصارنا المجيد في حرب أكتوبر الخالدة ١٩٧٣، وولد الدكتور طه حسين في نوفمبر من العام ١٨٨٩، وكانت حياته تعبيرا عن العطاء اللانهائي والفاعل والممتد.
ويعد طه حسين أحد أبرز وجوه التنوير في حياتنا الثقافية، ويمثل منجزه الفكري والإبداعي تعبيرا حقيقيا عن روح مصر البهية، والمتجددة. ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى اهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.
ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي"إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة.