الشركة منتجاتها موجودة داخل كل بيت تقريبا، ولا يعرفها الكثيرون، مقرها في تايوان.
الشركة تصنع وتضع الشركات الأخرى علاماتها التجارية (ماركاتها) على المنتجات التي تقوم هي بتصنيعها.
ثاني أكبر الشركات توظيفا في العالم بعدد موظفين 1.290 مليون موظف، دخل الشركة حوالي 200 مليار (200 ألف مليون) دولار سنويًا.
ما هي هذه الشركة؟
الشركة تسمى Foxconn وهي واحدة من كثير من الشركات التي تقوم بتصنيع (جهاز) متناهي الصغر أصبح لا يمكن رؤيته، كما أنه أكثر جهاز تم تصنيعه في التاريخ.. “موسفت”.. باختصار انه "ترانسستور" يمكن تصنيعه بحجم صغير، ونظرًا لصغر حجمه فقد أمكن تصنيع عدد كبير منه في مساحة مصغرة ما يمثل بناء ما يعرف بالـ"الرقائق الالكترونية" التي تعد هي الوحدة المطلوبة لتصنيع كل الأجهزة الالكترونية الحديثة بجميع أنواعها.
و لذلك يعد “موسفت” هو أهم اختراعات العصر الحديث على الاطلاق ويعود له الفضل في كل ما نحن فيه الآن من تقدم تكنولوجي وتطور، حيث أنه بمثابة “الطوبة” التي من خلالها يتم بناء كل ما هو متعلق بالتكنولوجيا.
و تعمل هذه الشركة على تصنيع هذا “الموسفت” وبناء رقائق الكترونية من خلاله، وبيعها لحساب كبرى شركات تصنيع الالكترونيات مثل شركة "أبل" والعديد من الشركات الأخرى الشهيرة.
قد يقول البعض أن هذا عالم الالكترونيات الخاص بالدول المتقدمة ونحن لسنا منها ولا يوجد لدينا العقليات الفذة التي تفهم فيها، فلماذا اذًا نتحدث عن هؤلاء العباقرة ومجالاتهم العلمية المعقدة.. انهم أناس لا علاقة لنا بهم.. تابع القراءة اذًا..
من هو مخترع ال"موسفت" المنتج الرئيسي الذي أصبح بلا منازع أهم اختراع يتم تصنيعه الآن؟
انه العالم المصري، المهندس محمد عطالله … مصري؟؟.. نعم مصري مواليد محافظة بورسعيد وخريج جامعة القاهرة، هذا بخلاف انه صاحب اختراعات أخرى ومعروف أيضا بأنه “الأب الروحي لبرمجيات الحماية البنكية” … توفى في الولايات المتحدة عام 2009 عن عمر 85 عامًا.
عطالله ضمن عديد من العلماء المصريين الذين شاركوا في التطور العلمي الذي وصل اليه العالم الآن، وخلف هذا التطور العلمي العديد من المنتجات التجارية التي تساهم في رفع اقتصاديات الدول وتقدمها ورقيها..
بالرغم من ضعف المساهمة العلمية متمثلة في أبحاث مؤثرة وبراءات اختراع من مصر خلال العقود القليلة الماضية، الا أن ذلك موجودا سواء من داخل مصر أو من خلال مصريين يعيشون بالخارج.. قد لايكون الإهتمام بالبحث العلمي المؤثر والفعال في مصر محل اهتمام كل أساتذة الجامعات لدينا، لكني أذكر على سبيل المثال رؤية أحد أساتذة كلية الزراعة بجامعة المنيا وهو مهتم اهتماما شديدا بالأبحاث العلمية ويتابعها بشغف (العلماء) بدون انتظار مكافآت أو ضغط من رؤساء، بجانب مهامه الأكاديمية في تعليم الطلاب.. وأعتقد أن لدينا من هذه الأمثلة الكثير.
و بالرجوع الى ترانسستور “موسفيت” فهو الوحدة التي تقوم عليها صناعة دخلها تعدى 500 مليار دولار سنويا ( تصنيع الرقائق الالكترونية فقط، بخلاف المنتجات النهائية وما يقوم عليها هي الأخرى من صناعات ضخمة دخلها أضعاف هذا الرقم)، وفي زيادة مستمرة وعليها طلب أكبر من حجم انتاجها، حيث ظهرت مشكلة في نقص امداد شركات التكنولوجيا بالرقائق الالكترونية وهو ما تسبب في نفاذ العديد من أجهزة الهاتف المحمول وأجهزة الكمبيوتر بالرغم من أنها مازالت مطلوبة وبشدة.
كيف يمكننا أن نستفيد من هذه المعلومات؟
بامكان أي شخص أن يرى جهد شديد يبذل حاليا في سبيل تطوير البنية التحتية للمدن المصرية وعلى رأسها العاصمة الادارية الجديدة، وهذا قد يكون بداية التحضير لبيئة مناسبة للاستفادة من مثل هذه المجالات في شكل تصنيع كما تفعل شركة “فوكسكون” أو في شكل تصميم وتسويق كما تفعل الشركات الشهيرة أمثلة “أبل” و“سامسونج”.. وحتى نتمكن من ذلك أعتقد أننا كخطوات لاحقة لاعداد البنية الملائمة، ينبغي التركيز على أكثر من عامل:
1- اعداد القوة البشرية القادرة على المشاركة في الابتكار والتصميم في هذه المجالات، والقادرة على الاشتراك في عملية تصنيعه أيضا، وذلك من خلال التعليم والأبحاث العلمية.
2- توفير البيئة اللازمة لانشاء مصانع ومعامل تخدم هذه التقنيات والصناعات.