شهدت محافظات مصر العديد من جرائم القتل المروعة على مدار الأشهر الماضية استخدم خلالها المتهمون أعنف أساليب القتل والتمثيل بالجثث وهو ما أسماه خبراء علم النفس والقانون بالجرائم الدخيلة على المجتمع وتستعرض "البوابة نيوز" أبرز جرائم القتل التي ارتكبت بوحشية خلال الفترة الماضية ، وخاصة الوقائع التي رصدت لحظة تنفيذها كاميرات المراقبة وكاميرات المواطنين بالشوارع ، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة عالية.
شهدت محافظة الإسماعلية جريمة مأساوية بعدما أقدم مهتز نفسيًا علي قتل شخص وقطع رأسه في وسط الشارع بوضح النهار وحمل رأسه وظل مترجلا حتى تمكن الأهالي من الإمساك به وتسليمه لرجال الشرطة.
وفي مدينة حلوان جنوب محافظة القاهرة أقدمت فتاة على قتل والدها بوضع حبوب مخدرة له في الطعام وكتمت أنفاسه بالاشتراك مع خطيبها وقاما بحمله وإلقاء جثته من أعلى سطح المنزل وسط القمامة، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمين واعترفا بارتكاب الجريمة بسبب رفض الضحية اتمام زواجهما بسبب سوء سلوك خطيب ابنته.
كما شهدت ايضا مدينة حلوان جريمة قتل بشعة بعدما أقدم شاب علي قتل مهندس بعدة طعنات في القلب بسبب خلاف على قيام زوجة الضحية بإنزال سبت البلكونة وأثناء ذلك اصطدم السبت بالجاني الذي يقيم بالطابق السفلي، وألقت قوات الأمن القبض على المتهم.
وفي محافظة كفر الشيخ أقدم 3 طلاب علي ذبح صديقهم بسبب مشاجرة نشبت بينهم، وألقت قوات الأمن القبض على المتهمين عقب هروبهم بعد ارتكاب الجريمة بسبب خلافات سابقة بينهم وبين الضحية.
وفي محافظة بني سويف أقدم شاب على قتل زوجتخ بوحشية بعدما سدد لها 27 طعنة نافذة في أجزاء متفرقة من الجسد، بسبب قيامها برفع دعوى خلع ضده، وسجلت كاميرات المراقبة الموجودة داخل محل الملابس التي تعمل بداخله الضحية لحظة قيام المتهم بارتكاب جريمته.
وفي محافظة الدقهلية لم يتخيل الشيخ "وليد عمر"، صاحب الـ 54 عاما، إمام وخطيب مسجد أن خلافات النسب بين أسرته وعائلة طليق شقيقته ستكتب الفصل الأخير من حياته في مشهد مأساوي أضحى الأهالي بمنطقة بني عبيد، إذ نشبت مشادة كلامية بينه وبين شقيق طليق شقيقه بأحد الشوارع تطورت لمشاجرة قام على إثرها الجاني بتسديد 27 طعنة في مناطق متفرقة من الجسد للمجني عليه مستخدما سلاح أبيض "مطواة"، ليسقط على الأرض غارقا فى دمائه ويلقى مصرعه في الحال.
وفي منطقة الهرم بمحافظة الجيزة أقدم جزار على قتل زوجته وتقطيع جسدها بسبب طلبها الطلاق، واعترف المتهم بتقطيع زوجته إلي 4 أجزاء بالساطور وفرم جزء من جسدها ووضعها في أكياس وحظفها داخل الفريزر.
كما شهدت منطقة الهرم قيام صاحب محل تموين بذبح زوجته وبرر المتهم جريمته بسبب كثرة طلبات زوجته.
كما شهدت منطقة الهرم جريمة نكراء عندما أقدم صاحب محل على قتل تاجر دواجن وتقطيع جثته بالساطور وإلقائها بالقمامة بسبب مطالبة المجني عليه للمتهم بسداد مبلغ 3600 جنيه قاما باقتراضهم منه.
وفي منطقة النزهة بمحافظة القاهرة أقدمت سيدة بالاشتراك مع زوجها على قتل وتقطيع عشيقها بسبب قيامه بمحاولة الاعتداء الجنسي علي نجلتها، وفور اكتشافها الأمر قامت باستدراجه وقتله وتقطيع جثته ووضعها داخل كرتونة وإلقائها بالشارع.
من جهته قال الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، إن الجريمة موجودة منذ قديم الأزل ولا يمكن إيجاد حلول نهائية للقضاء عليها، ولكن يمكن بكل تأكيد تحديدها وتقليلها عن طريق عدة أساليب وطرق.
وطالب فخري الأسر المصرية بضرورة الإبلاغ الفوري والسريع في حالة ظهور أعراض اضطراب في الشخصية أو عدوانية مفاجئة على أي شخص في الأسرة وإبلاغ الأخصائيين النفسيين مباشرة وذلك حفاظًا على استقرار المجتمع قبل أن تتفاقم حالة المريض.
وأكد فخري لـ "البوابة نيوز"، أن هناك بعض الأسباب التي تؤدي لمثل هذه الجرائم البشعة، التربية الخاطئة وممارسة العنف ضده، فينتج عن ذلك إنسان مقهور لا يستطيع التعبير عن نفسه بشكل سليم فيمارس هذا العدوان المكبوت بعد كبره كنوع من الانتقام والكبت، موضحًا أنه بعد تفاقم الحالة المرضية تظهر اضطرابات شديدة وخطيرة على المريض وهو ما تمثل في التشهير بالجثة في وضح النهر وأمام المارة.
وتابع فخري أن التشهير بالجثة يعد اضطرابا سلوكيا ناتجا عن الشخصية السيكوباتية المضادة للمجتمع، وإحساسا بالقهر المستمر يقابله تصرف عدواني بشع غير مسبوق وانتقام عدائي مكبوت داخل المريض.
ووجه استشاري علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، رسالة للأسرة المصرية: انتبهوا عند حدوث أى تغيرات سلوكية غير مألوفة، وتوجهوا مباشرة لأقرب طبيب نفسي قبل تفاقم المشكلة المرضية لأن هناك علاجا فعالا ومرضيا، لأن الوقاية خير من العلاج.
وأوضح أن دور الإعلام هو تنوير فكر الشباب، من خلال بث البرامج الهادفة التي كانت تساعد في تثقيف المواطنين وتنمية وعيهم وإدراكهم، وهو ما يجب أن تعود البرامج التليفزيونية للالتزام به من جديد، مؤكدًا أن ما يحدث الآن هو الاهتمام المتزايد من قبل وسائل الإعلام والسوشيال ميديا بنشر أخبار الجريمة على نطاق واسع، هو نشر للجريمة دون وعي، ومساهمة في غياب القدوة الصالحة في المجتمع المصري، وتغيير سلوكيات المجتمع والإطاحة بالعادات السليمة وترسيخ العادات السيئة.
وفي نفس السياق قال الدكتور صلاح الطحاوي، أستاذ القانون الدولي، إن الجريمة بشعة ودخيلة على مجتمعنا المصري، على الرغم من تزايد جرائم القتل خلال الشهور الأخيرة بشكل ملحوظ، مضيفا أن هناك حالة نفور كبيرة بالشارع المصري بسبب تلك الجرائم.
وأَضاف الطحاوي خلال تصريحات خاصة لـ ''البوابة نيوز''، أن قانون العقوبات واضح وصريح في مثل هذه الجرائم، التي يتوافر بها الركنان المادي والمعنوي، مضيفًا أن القتل العمد من أخطر جرائم الاعتداء على الأشخاص لأنه يستهدف إزهاق الروح، وهو ما يظهر في قسوة العقوبة المرصودة للعقاب الذي يرتكبه الجاني عمدا والتي لا اختلاف عليها وهي عقوبة الإعدام.
وأوضح الطحاوي أن للقتل العمد ركنين وهما: الركن المادي: وقد عبر عنه المشرع بالتسبب في قتل شخص للغير، وهذا الركن لا يختص بجريمة القتل العمد وحدها وإنما يتطلب توافره في جميع صور القتل عمدا، أما الركن المعنوي لا بد أن يكون إتيان الركن المادي أي التسبب في قتل الغير، جاء عن قصد ونية إجرامية وهذا الركن يميز بواسطته بين القتل العمد والقتل نتيجة إهمال أو خطأ عموما.
وأشار أستاذ القانون الدولي إلى أنه وفقا للمادة ٢٣٠ من قانون العقوبات يحكم على من قتل شخصا عمدا مع سبق الإصرار بالإعدام شنقا، وفى حالة اقتران القتل بجناية أخرى تكون العقوبة الإعدام شنقا، وهذا الاقتران ظرفًا مشددًا لعقوبة القتل العمدي، وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة في شخصية المجرم، الذي يرتكب جريمة القتل وهى بذاتها بالغة الخطورة، ولكنه في نفسه الوقت، لا يتورع عن ارتكاب جناية أخرى في فترة زمنية قصيرة.