سادت حالة من الحزن والاستياء في المشهد الثقافي والفني إثر تعرض استوديو ناصيبيان "جزويت القاهرة" لحريق ضخم التهم المسرح الذي ظل منصة لدعم الثقافة والفنون المستقلة، ومساندا لعدد كبير من الشباب والهواة للتعبير عن قضايا المجتمع المختلفة.
عبَّرت مجموعة من الشباب عن مأساة الحريق عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ممن كانوا على صلة بالمسرح، فمنهم من حضر فعاليات الجزويت، وصالونه الثقافي، وورشه، وشاهد عروضه الفنية، ولقاءاته المختلفة.
وغرَّد الأب اليسوعي وليم سيدهم، رئيس مجلس إدارة جمعية النهضة العلمية والثقافية "جزويت القاهرة" قائلا: "الله وحده يمدنا بقوته وعزته لنتشجع ونعاود الكرة مرة أخرى.. هذه هي حياتنا مطعمة بالهشاشة وقلة الحيلة ولكن بالأمل والرغبة في البناء". لتكون كلمته إيذانا بانطلاق حملة لدعم المسرح المحترق تحت عنوان "مبادرة المشاركة المجتمعية لتنمية الثقافة والفنون المستقلة" لدعم وتشجيع عودة المسرح لعهده الناصع.
بدوره شدد الكاتب سامح سامي، مدير جمعية النهضة العلمية والثقافية، على أهمية دعم عودة المسرح لكامل نشاطه، مؤكدا عبر صفحته بفيسبوك، أن الجمعية ستبدأ في خطة لتجديد المسرح ليعود مرة أخرى منارة للجمعية ومنارة للفن. حيث كانت رسائل المحبين له محفزة ومؤكدة أننا نستطيع بناءه مجددا، كما أنه ممتلئ بالأمل في "مبادرة المشاركة المجتمعية" التي أطلقتها الجمعية لتوفير التمويل المناسب لإعادة البناء.
في الوقت نفسه، أكد "سامي" أن المسرح لن يتوقف عن نشاطه واستقباله للفرق المستقلة وعروض مدرسة ناس للمسرح.
يحظى "جزويت القاهرة" بمكانة كبيرة كونه هو رسالة اليسوعيين في دعم الثقافة والفنون المستقلة، وقد تناول الأب وليم سيدهم في كتاب بعنوان "اليسوعيون في مصر" تاريخ الآباء اليسوعيين منذ وصل إليها الرهبان الثلاثة الأوائل ونزلوا فى حى الموسكى عام 1879، متناولا رسالتهم التربوية والعلمية والاجتماعية والروحية والثقافية.
اعتمد الكتاب على عدد كبير من الوثائق، وعلى أرشيف مكتبة "مدرسة العائلة المقدسة"، حيث يرصد الجزء الأول تاريخ وصول الآباء اليسوعيين إلى مصر والأسباب التى كانت وراء ذلك. ويهتم الجزء الثانى بالمؤلفين والكُتاب من الآباء اليسوعيين على امتداد مائة وأربعين عامًا، حيث تنوعت مساهمة اليسوعيين الفكرية من الكتابات العلمية والفلسفية إلى فروع اللاهوت المختلفة، وكذلك اللاهوت الأدبى والكتابى والأخلاقى، ولاهوت التحرير، كما تناولوا تحقيق المخطوطات العربية المسيحية وأسسوا لها. وخصص الجزء الثالث لضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية من عام 1879، التي تعكس المراحل التاريخية التى مرّت بها المدارس اليسوعية فى مصر.
يشار إلى أن رسالة اليسوعيين شملت التعليم وبناء المدارس وإقامة الجامعات والمعاهد التعليمية، لذا أصبحت هي السمة الرئيسية لحركة الجزويت اليسوعية، حيث بدأ الدور المهم للجزويت كمبادرة صغيرة في العام 1996 في "مدرسة العائلة المقدسة"، ثم انطلقت فعالياتهم الكبيرة والمهمة إلى "استوديو نصيبيان" في العام 2001، وقد لعبت دورا مهمًا في دعم الشباب والمستقلين والفنانين حيث دعمتهم وقفت خلفهم للتعبير عن قضاياهم في المجتمع.