أشخاص فارغون بلا قيمة أدبية ولا فنية ولا معلوماتية ولا أكاديمية، يملأون المجتمع ضجيجا فجأة، خاصة فى ظل وفيات كثيرة وأيضا غياب لعدد كبير من عملاقة الفن والأدب والغناء، يتحدثون باسم المجتمع ومعاناته أو يحاولون فرض ما لديهم، وهو ما ظهر جليا مع انتشار منصات السوشيال ميديا، فأصبحت نجومية وشهرة الفنانين تقاس باللايكات والتعليقات.
وكذلك من يقدمون محتوى ليس هادفا تجدهم نجوما فى المجتمع ويدخلون البيوت عبر الشاشات والمواقع الفضائية، هذا لديه أكبر ذراع، والآخر يسير مصر على قدميه، وأخير وصلنا لشخص اعترف بجريمة لم يرتكبها وأنه تزوج 33 مرة، كمحلل لزوجات مطلقات، من أجل الشهرة والبحث عن النجومية.
صناعة نخبة هشة فى عالم التريند
«الشهرة الزائفة»، خطر يهدد المجتمعات فى العالم، ويولد نخب هشة ضعيفة غير قادرة على تنمية وتقوية المجتمعات، وفى مصر تحول الأمر إلى استثمار وأصبحت هناك شركات هدفها تنجيم الأشخاص، دون اكتراث بالجرائم التى يرتكبونها فى حق الأجيال القادمة والوطن.
«البوابة»، اخترقت الملف الشائك لتكشف حقيقة النجوم الزائفة والشخصيات الفارغة أدبيا وفنيا وتخرج على الشاشات لتتحدث.
شراء التريندات والمشاهدات
كثيرا ما يظهر على الشاشة النجم الزائف، وغالبا ما يكون من نجوم المهرجانات، أو يدعى أنه الأول فى الفن، ويقول بصوت عال أنا حققت أعلى مشاهدات فى العالم أو فى مصر، دون أن يسأل أحد كيف حقق هذا؟، فى حين أن فى مصر نجوما كبار محبوبين لم يحققوا هذه المشاهدات.
الإجابة عن السؤال جاءت من المختصين الذين أكدوا وجود منظومة كبيرة لبيع وشراء اللايكات والمشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعى، وأيضا صناعة التريند، وأيضا توجيهات المنصات الإليكترونية نفسها ودعم بعض الأفكار فى المجتمعات.
كشف أحمد ناجى، خبير التسويق الرقمى، عن أن معظم متابعى وسائل التواصل الاجتماعى فى العالم يفضلون المحتوى الترفيهى أو المحتوى غير المألوف، لافتا إلى أن المحتوى التعليمى والإخبارى والمعلوماتى، أقل جاذبية للجمهور.
وأشار ناجى، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، إلى أن السبب فى انتشار أغانى المهرجات أو أغان ليست على قدر من الذوق، يرجع إلى تدنى الذوق العام. وأضاف أنه يمكن لأى شخص أن يصنع فيديو ويحقق مشاهدات كبيرة على اليوتيوب، تصل إلى ٢٠ مليون مشاهدة، من خلال شركات متخصصة، تضع خطة لتحقيق المستهدف، منها تحديد الشريحة المستهدفة، وتحديد المحتوى وليكون ترفيهىا مثلا أغنية مهرجان، ثم اختيار الوقت المناسب لرفع الفيديو، ليتم ربطها بفيديوهات محققة ملايين المشاهدات. ولفت خبير التسويق الرقمى، إلى أن المحتوى التعليمى والمعلوماتى، مهما كانت جودته لا يحقق مشاهدات كبيرة، حتى لو تم صرف ملايين الجنيهات عليه كإعلانات ممولة.
وأشار إلى أن تحقيق ٢٠ مليون مشاهدة عبر إعلان ممول يحتاج من ٣٠ إلى ٦٠ ألف دولار، لكن هذا ليس معناه أن كل الفيديوهات تتم بنفس الطريقة التى فى بعض الأحيان غير مجدية؛ لافتا إلى أنه يمكن لمغنى مهرجانات أن يحقق ملايين المشاهدات والمتابعة عبر هذه الخطة.
وأشار إلى أن هناك مهرجانات حققت أرقاما كبيرة عبر ما يوصف بالانتشار الفيروسى، وهو ما يعرف بالشير، مشرا إلى أن هناك نجوما كبار لا يحققون هذه المشاهدات رغم تاريخهم الكبير، وذلك بسبب عدم استخدامهم التقنيات الرقمية فى صناعة التريند على اليوتيوب.
من ناحية أخرى؛ كشف الدكتور أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن ملايين المشاهدات المبالغ فيها التى يتم تحقيقها على اليوتيوب، يكون عبر إعلانات ممولة، يتم تحديدها عن طريق المحتوى، فمثلا صناعة محتوى لطيف وهادف يمكن ألا يكون له قبول لدى مستخدمين اليوتيوب، بالتالى يتطلب هذا إعلانات ممولة عالية التكاليف، فى حين يمكن محتوى غير هادف مثلا أغنية أو ظهور لفنان، يكلف الإعلانات ممولة بسعر قليل ويحقق ملايين المشاهدات. وأشار «مصطفى»، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، إلى أن المنصات الإليكترونية يهمها فى الأساس ترويج المحتوى الذى لديه قابلية عند المتابعين، وأغلب المتابعين يعتبرون من الفئات الشعبية، الذين لديهم قبول لمحتويات أغانى محمد؛ لافتا إلى أن خوارزميات المنصات الإليكترونية تقيس قابلية المحتوى، وفى حال وجدت قابلية له تقوم بترويجه وربطه بتفاعلات أكبر، لكى تستخدمه فى تسويق منتجات المعلنين لديها.
وأضاف أن المحتويات غير الهادفة أمر موجود فى كل دول العالم، حتى الدول المتقدمة، فأمريكا لديها نفس الأمر من أغانى اندرجراوند، وبها ألفاظ قبيحة، لكن الأمر هناك مقتصر على الفئة الشعبية، المتابعة لها النوع من الغناء، لافتا إلى أن فى مصر الإعلانات الممولة على المنصات الإليكترونية، صنعت شعبية لكثيرين من صناع المحتوى حتى ولو غير هادف.
دكاكين صناعة النجوم
الأمر لم يقف عن شراء التريندات والمشاهدات، لكن هناك أيضا ظهر ما يعرف بشركات العلاقات العامة، وتروج لنفسها على أنها تقوم بصناعة النجم وتقدم خدماتها، عبر توثيق فيس بوك وتويتر بأرقام قد تصل إلى ما يقارب من ١٠ آلاف دولار، وسبق أن حذر القائمون على المنصة الإليكترونية الشهيرة من هذه المحاولات، وأيضا من خدماتهم المميزة لراغبى الشهرة كتابة أخبار عنهم ولهم فى المواقع الإخبارية، وكذلك ظهورهم فى الفضائيات، وكل هذا مقابل مبالغ مالية كبيرة.
وقال الدكتور محمد المرسى، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن وجود شركات تعمل على صناعة الشهرة للشخصيات، أمر يؤثر سلبا على النخبة فى المجتمع، مما يتسبب فى نجومية كوارد ضعيفة زائفة لا تساهم بشكل كبير فى المجتمع.
وأشار «المرسى»، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، إلى أن هناك بعض الشركات التى يطلق عليها «العلاقات العامة والإعلان»، تقوم بعمل تسويق لبعض الأشخاص غير المؤهلين علميا، ويتم كتابة أخبار لهم ونشرها على مواقع إخبارية غير مرخصة بمقابل مادى، وأيضا شراء فقرات لهم على فضائيات، تبيع البرامج مقابل مبالغ مالية.
ولفت، إلى أن بعض العاملين بمجال الإعلام والصحافة يستضيفون الضيف، فى البرامج والقوالب الصحفية المختلفة على أساس عدد اللايكات والتعليقات على منصات التواصل الاجتماعى، وهذا جعل مفكرين وعلماء يحتجبون عن الظهور الإعلامى؛ مشيرًا إلى أنه تم كشف حقيقة مما كانوا يملؤون الفضائيات والمواقع الإخبارية، وأنهم ليس لديهم مؤهلات وإنما لديهم شبكة شركات علاقات عامة تسوقهم على الفضائيات.
صناعة نخب زائفة
فيما ترى الدكتورة هند فؤاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن تكوين النخب يختلف من مجتمع لآخر، وفقا لطبيعة المجتمع والنسق القيمى السائد فيه ووسائل الضبط الاجتماعى الحاكمة له ومن ثم فهناك كثير من النخب فى كل مجتمع، والنخبة هى مجموعة من الاشخاص ذوى أصول مشتركة وثقافة وعادات متوافقة معهم، وعادة ما تكون هذه النخب مسيطرة على المجتمع المحيط بهم وليس شرطا أن تكون نخبا ذا ثروة أو نفوذ فقد تكون نخب اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية.
وأشارت «فؤاد»، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، إلى أنه ظهرت فى الآونة الأخيرة العديد من النخب التى تحاول السيطرة على المجتمع من حيث النفوذ أو السطوة أو فرض نسق قيمى يخصها وهناك الكثير منها من يحظى بالمال ويعتقد أن بامتلاكه للمال أيا كان مصدره يستطيع أن يفرض ذوقه وعاداته على الباقى فى المجتمع، لذا تلك النماذج من النخب الهشة المزيفة لها العديد من الآثار المركبة على المجتمع فلم تعد قادرة على توجيه الرأى العام ومساعدة المجتمع فى تعديل سلوكه أو سياساته.
بل بالعكس أصبحت هى من تهدم الثوابت الموجودة فى المجتمع وتتخطى أساليب الضبط الاجتماعى، وتستثنى منه مما يشكل انتهاكا للعدالة والمساواة فى المجتمع وينتج معه فئة ناقمة عليهم أو مقلدة لهم فى سلوكياتهم وبالتالى يؤثر ذلك فى النشء وفى الأجيال الصاعدة بالمجتمع.
ولفتت إلى أن النخبة المزيفة تفرض النسق القيمى وما يعتقدونه من أنماط جديدة من العادات والسلوكيات على باقى المجتمع وذلك من خلال سلوكياتهم وأذواقهم فى الملبس والتنقل وأنماط استهلاكهم التى ينشرونها عبر وسائل الإعلام المختلفة وعبر المنشورات التى يروجونها على مواقعهم الشخصية.
وكان لسان حالهم يقول اما تتبعونا واما تكونوا مختلفين ومتخلفين عن ركب الحضارة والتقدم، وهذا يؤثر بالسلب على النسق القيمى السائد فى المجتمع ويصيب الشباب باختلالات كبيرة بين ما نشأوا عليه فى ظل طبقاتهم المختلفة وما يشاهدونه ويستمعون له فى المسلسلات والمهرجانات والبرامج المختلفة مما ينتج عنه جيل مشوه يميل للتقليد الأعمى لكل ما هو حضارى ويتنازل عن الفيم والثوابت لمجرد ان يكون مع الركب.
الشهرة بالأزمات والصدمة
الساحة الفنية فى مصر، تشهد حالة غريبة وصادمة تتمثل فى خلق أزمات من أجل شغل الرأى العام بها، ففى المهرجانات الفنية تظهر أمور صادمة فى لبس الفنانات والفنانين، ووصل الأمر إلى أن فنانة قالت فى أحد البرامج التليفزيوينة: «لم أشتهر بعمل فنى.. واشتهرت بفستانى»، وهناك طرق أخرى منها من يزعم أنه الأول والفنان الوحيد المتفوق، وآخر يخلق أزمة بعلاقته بطليقته، وآخريات يكدن أزواجهن السابقين، فهل كل هذا يليق بالفن المصرى أم محاولات للشهرة.
ويؤكد الناقد والمؤرخ الفنى محمد شوقى، إن هناك من يسعون إلى الشهرة الفنية فى الفترة الراهنة عبر الظهور بطريقة تستفز المشاهدين سواء عن طريق ما يرتدونه فى الحفلات والمهرجانات الفنية، أو عبر إطلاق ألقاب لهم بأنهم المميزون أو أنهم الأفضل على الساحة، لافتا إلى أن زمن الفن الجميل، كان جميلًا بفنه بل كان جميلًا بأخلاقه وناسه ومبادئه فلم يكن هناك فنان إلا ولديه القيم والمبادئ قبل الفن.
وأشار «شوقى»، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، إلى أن عمالقة الفن المصرى كانوا يحافظون على الذوق العام فى لبسهم، وتصرفاتهم مشيرا إلى أنه عندما سئلت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة عن سر مشاهدة الأفلام القديمة رغم تكرارها وحفظها لدى الجميع، أجابت: «أن الناس تحب تتفرج على أفلامنا القديمة مش عشان الأفلام دى جميلة وبس ده عشان زمن الأفلام دى جميلة وعشان هما مفتقدين الجمال ده دلوقتي».
وأضاف أنه عندما سئلت كوكب الشرق أم كلثوم عن رحلاتها إلى الخارج أجابت: «الفنان داخل أو خارج مصر هو سفير لبلده فى كلامه وأفعاله حتى فى مظهره»، مشيرا إلى أن دور الفن قديما، كان فعالا ومؤثرا لدرجة أن هناك أكثر من فيلم كان سببًا رئيسيًا فى تغيير بعض القوانين.
وأشار إلى أن صوت أم كلثوم وعبد الحليم وشادية وغيرهم من المطربين كان بمثابة المدافع والرشاشات فى وجه أعداء الوطن وكانت فى نفس الوقت حافزا قويا لبث روح الانتماء والتضحية للوطن لدرجة أن إسرائيل هددت بضرب مبنى الإذاعة المصرية وقت إذاعة أغنية الفنانة فايدة كامل «هذه أرضى أنا وأبى ضحى هنا».
الاعتراف بجريمة من أجل الشهرة
انتقلنا فى الفترة الأخيرة إلى مرحلة فى غاية الخطورة وهى الاعتراف بجريمة لم ترتكب من أجل الشهرة والنجومية، وهو ما ظهر على إحدى الفضائيات، باعتراف شخص بقبامه بالزواج ٣٣ مرة كمحلل لمطلقات لردهن لأزواجهن، وهو ما نفاه بعد ذلك بعد مواجهته باتهامات قانونية، حيث قال إنه فعل هذا من أجل الشهرة والنجومية.
وكشف عصام أبو العلا، الفقيه القانونى، عن أن الدراسات القانونية أنه فى حالات غير نادرة قد يكون الاعتراف غير صادق فقد يكون الاعتراف مظهرا لاضطراب نفسى أو إشباعا لغرور مرضى، أو محاولة للشهرة فى المجتمع.
وأشار «أبو العلا»، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، إلى أن الشخص الذى يدعى قيامه بجريمة من أجل الشهرة، يعاقب بتهم تكدير السلم العام ومحاولة البلبة فى المجتمع، لافتا إلى أن القانون لا بد أن يطبق بحزم وشدة مع هؤلاء الشخصيات، ولابد من منع ظهور شخصيات على وسائل الإعلام تتحدث عن جرائم ترتكبها لأن المسار الطبيعى لهذه الأمور قانونى وليس إعلامى.
شهرة الأطفال على مواقع التواصل
استخدام الأطفال البريئة على مواقع التواصل الاجتماعى، أصبح أمرا شائعا، وذلك من أجل تحقيق الشهرة والمال، وكثيرا ما يظهر الآباء أبنائهم فى صور مخجلة أو صادمة، من أجل تحقيق تفاعل أكبر.
وكشفت الدكتورة صابرين محمود، خبيرة فى شئون الأسرة والطفل، أن البحث عن الشهرة جعل كثيرا من الآباء استخدام أبنائهم فى صناعة محتوى على مواقع التواصل الاجتماعى، لافتة إلى أن أغلب هذه المواد غير هادفة وتافهة وأساسها تحقيق الشهرة والعائد المادى مما يؤثر سلبا على المجتمع والقيم الأخلاقية فيه.
وأشار «محمود»، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، إلى أن محاولة صناعة شهرة لهؤلاء الأطفال فى الصغر بمحتوى غير هادف، سيؤثر بأمر سلبى على نفسيتهم فى المستقبل، لافتة إلى ضرورة أن يعى الآباء مخاطر ما يفعلونه بأبنائهم.
وشددت على ضرورة أن يتحمل المجتمع مسئولياته، عبر تربية الأبناء فى المنزل على القيم، وعدم الانبهار إلا بالأشياء الهادفة والمهمة، وأيضا الدولة عليها مسئولية كبيرة فى بناء الأجيال القوية عبر الاهتمام بتدريس مادة التربية الأخلاقية، بجانب مادة التربية الدينية، لتنمية الأخلاق لدى الأطفال، وتقويم ذوقهم ووعيهم.
وأضافت إلى أن هناك حالات كثيرة تظهر الآن على السوشيال بغرض الشهرة، وهذا سيعمل على تقليد الأطفال لهؤلاء الفئات التى تقدم محتوى غير مفيد بالمرة.
المجتمع يدفع الثمن
«أعلى مشاهدات» و«الأول فى مصر».. أكذوبة وراءها إعلانات ممولة بآلاف الدولارات
كشف الدكتور وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع، بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية أن السوشيال ميديا خلقت نخبة جديدة فى المجتمع، تسمى نخبة «المجتمع الشبكى أو الرقمى»، وهى تعتمد على شكل جديد من القوة وهى الرمزية المتمثلة فى جمع أكبر قدر من اللايكات أو المشاهدات أو التعليقات، أو الشير، التى تتحول بعد ذلك من قوة رمزية إلى مادية.
وفجر «رشاد»، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أمرًا فى غاية الخطورة، وهو أن شركات مواقع التواصل الاجتماعى تعمل على ترويج الموضوعات الخارجة عن المألوف والأمور الغريبة، خاصة المتعلقة بكشف ستر البيوت، وهو ما ظهر من تقوم بالطبخ داخل غرفة النوم، أو الحديث بإيحاءات جنسية أو خلافة.
وشدد على أن القوة التى يحققها هؤلاء سلاح ذو حدين، الأول اقتصادى يجعلهم يحققون ما يردون، والآخر يتمثل فى الشهرة، وتبعاتها فى المجتمع، التى تتمثل فى أنهم يصبحون قدوة، للأطفال والشباب، مما يمثل كارثة بكل المقاييس.
وأوضح رشاد، أن الشهرة الزائفة التى حققها هؤلاء انعكست على قيم المجتمع سلبا، فبدأت تنتشر أمور غريبة وقيم أسرية منحلة، لافتا إلى أن السوشيال الميديا، أصبحت مجتمع يعكس الواقع وليس افتراضيا.
وأشار، إلى أن تأثرات الفنانين ولاعبى كرة القدم، كبيرة الآن بمجتمع السوشيال ميديا، وبدأ معظمهم يدشنون صفحاتهم على المنصات الإليكترونية المختلفة، ولديهم ملايين المتابعين، وينشرون عليهم بصورة تكشف حالة البذخ والرفاهية التى يعيشون فيها، مما يخلق نوعا من الحقن الطبقى فى المجتمع.
وعن صناعة التريند، أكد أن الجميع يستطيع أن يعتلى التريند، عبر مقطع فيديو خارج عن المألوف، وهو ما يعتبر منتهى الخطورة، لأن هناك من ظهر لديهم قدرة على التسويق الشبكى والرقمى، وهذا ما تجده فى تحقيق أغنية مهرجان، لا يعرف أحد صاحبها، ملايين المشاهدات، ويمكن التباهى بأنها أعلى مشاهدات فى العالم، فى حين أن فنانا كبيرا ومشهورا وله ذوق راق، وتجد له أغنية لا تحقق عدة آلاف.
وكشف أن صناع أغانى المهرجانات، يعملون عبر عمل إعلانات ممولة على اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعية، وأيضا هناك شبكة علاقات كبيرة ولها صناعة ضخمة، تتمثل فى شركات دعم قنوات اليوتيوب، عبر عمل تربيطات مع شبكة اليوتيوبر والنشطاء السيبرانيين، لافتا إلى ضرورة وضع سياسة شاملة للتعامل مع العالم الرقمى بشكل إيجابى.